مكة أون لاين - السعودية فقدنا يوم الجمعة قبل الماضي ملكا وقائدا وأبا بذل الغالي والنفيس لخدمة وطنه وشعبه، ولا نملك إلا أن نحمد الله أن عشنا في عهده حتى نرى هذه النهضة الحقيقية والتطور الكبير الذي شمل كل مناحي حياتنا تقريبا. فندعو الله له بالرحمة والغفران وأن يجزيه عنا خير الجزاء. على عجالة وبعيدا عن العاطفة هذا سرد لبعض الإنجازات الاقتصادية التي شهدتها فترة حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي امتدت لتسعة أعوام، كانت فيها المنطقة تعاني من ويلات الفتن واشتعال الثورات والصراعات الداخلية والقتال المستمر. في هذه الفترة عم الأمن والأمان جميع أطراف المملكة وذلك بفضل من الله تعالى ثم حكمة الملك عبدالله وتلاحم الشعب الواعي. تسعة أعوام شهدت وضعا اقتصاديا متينا للمملكة توج من بدايته بانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية ومن ثم الانضمام لمجموعة العشرين، والذي جعل المملكة لاعبا رئيسا له كلمة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي. داخليا تم البدء في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بالقرب من جدة ومركز الملك عبدالله المالي في الرياض، وأصبحت واقعا ملموسا. أما في التعليم فقد تم بناء حوالي 25 جامعة في مختلف مناطق المملكة كان أميزها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بثول، والتي افتتحها الملك بحضور العديد من زعماء العالم، بالإضافة أيضا لابتعاث ما يقارب من 200 ألف مبتعث ومبتعثة لمختلف دول العالم في شتى المجالات والتخصصات. السكن وهو الهاجس الأكبر للمواطن السعودي، لم يغب عن خطة الملك التنموية، ورغم أنه لم يتم الانتهاء من حلها بشكل كامل، ولكن تم رصد 250 مليار ريال لإنشاء 500 ألف وحدة سكنية. القطاع الطبي يعتبر ثاني قطاع تم الإنفاق عليه، فقد تم بناء 5 مدن طبية و43 مستشفى منها 11 مستشفى تخصصيا. قطاع النقل والمواصلات كان ثالثا في الترتيب فتم الانتهاء من بناء مطار المدينةالمنورة الجديد، ومطار جدة الجديد العملاق شارف على الانتهاء، وتوسعة مطار الرياض يتم العمل فيها ليلا ونهارا ليستوعب المطار عند اكتماله 35 مليون مسافر سنويا. الاهتمام بالقطارات كخيار مهم لدعم حركة النقل وعدم الاكتفاء بالنقل الجوي كان أحد خطط الملك عبدالله فبدأ العمل جديا في قطار الشمال وقطار الحرمين الذي تم إنجاز الجزء الأكبر منه سواء الخط الحديدي أو محطات القطار الرئيسة في المدينةالمنورة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجدةومكةالمكرمة، وسوف يبدأ العمل التجريبي له هذا العام. اهتمام الملك عبدالله بأبنائه الشباب توج ببناء وافتتاح استاد الملك عبدالله الدولي بجدة بتكلفة قاربت ملياري ريال بالإضافة لاعتماد بناء 12 ملعبا جديدا في مختلف مدن المملكة. الاعتناء بالحرمين الشريفين كان له مكانة خاصة عند الملك عبدالله فقد أكمل مسيرة التوسعة والتطوير للحرمين الشريفين، ووضع حجر الأساس لمشروع توسعة الحرم المكي في عام 2011 وبلغت تكلفة المشروع 80 مليار ريال، وما زال مشروع التوسعة مستمرا على مساحة 400 ألف متر مربع. وفي المدينةالمنورة لم يقل اهتمام الملك عبدالله بالحرم النبوي الشريف عما هو الحال في الحرم المكي، فالتوسعة الحالية والتي تقدر تكلفتها بحوالي 30 مليار ريال سوف ترفع الطاقة الاستيعابية له من مليون مصل وقت الذروة إلى مليون و600 ألف مصل. رحم الله الملك الصالح وجزاه عنا خير الجزاء وأعان خلفه الملك سلمان لإكمال مسيرة التنمية وبناء هذا الوطن الغالي.