عكاظ - السعودية حل علينا العيد السعيد بعد أن من الله على الجميع بالصيام والقيام في شهر الخير والبركات والنعمات والرحمات. عاش المسلمون أجواءه في قرب من المولى سبحانه وتعالى يتعبدون له في صيامهم وقيامهم ودعائهم وابتهالاتهم. وقبلة المسلمين وبلده الحرام ومسجد رسوله، يتزاحم الجميع من الصائمين والقائمين والركع السجود إليها في أجواء إيمانية رائعة. ها هما مكة والمدينة تستقبلان خلال الأيام الماضية الأفواج المتتابعة من المعتمرين والزائرين الذين لم يجدوا سوى أمان الله عز وجل الذي ذكره في كتابه «ومن دخله كان آمنا». إنه أمان بشتى أنواعه وألوانه وأشكاله، الأمان النفسي والاجتماعي والغذائي والسياسي وغير ذلك. العيد يأتي على بلاد المسلمين الأخرى وأحوالهم وأوضاعهم تزداد سوءا والشيطان ينخر بينهم ويذكي عداوتهم والعدو يتربص ويذكي روح الفتنة والوقيعة بينهم، كذلك القتل على أشده والأخوة يتقابلون بالدم والعياذ بالله. أي عيد يمر على المسلمين وقد شاهدوا أوضاع إخوانهم في غزة خلال الأيام الماضية كيف يفتك بهم العدو لا يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة، تهدم البيوت على من فيها وتقصف المساجد ودور العبادة. أما أوضاع الإخوة الصابرين في سوريا فهي أوضاع مؤلمة مؤسفة مبكية محزنة، ومثلها العراق ومؤامرات تحاك من أياد دولية تريد الشر ببلادنا وأمننا. المؤسف فوق كل هذا، كيف استطاع ذوو الفكر الضال والمنحرف أن يقوموا بمثل تلك الأعمال التي هي من فعل الخوارج الضلال. إنها أوضاع تبعث الأسى والأسف والحزن والألم. الجديد في هذا العيد، هو ظهور تلك الجماعات المنحرفة التي تكفر المسلمين وتشق وحدتهم وتقضي على لحمتهم، وتقوم على فكر يشوه صورة الإسلام والمسلمين. ومع ذلك، فبلادنا ولله الحمد سوف تبقى مظلة لهذا الدين القويم المعتدل الوسطي بسلوكه ومنهجه الصحيح بعيدا عن مظاهر الغلو والتطرف التي يروج لها أولئك الضلال والمنحرفون. العيد يأتي ونحن نستشعر النعمة التي ننعم بها في بلادنا الآمنة الواسعة الشاسعة، وبلاد مجاورة تكتوي بنار ولظى الفرقة والخلاف. صحيح أن العيد يمر بمنغصات شديدة في واقع أمتنا وحالها المؤسف، إلا أن رجوعنا إلى كتاب ربنا سبحانه وتعالى يبعث فينا الأمل لأننا نجد فيه طوق النجاة من تلكم الحال المؤسفة التي تعيشها بلاد المسلمين وأحوالهم. وما زالت المملكة العربية السعودية وما حباها الله به من ولاية رائدة، تقوم على حفظ مصالح المواطن والمقيم والرفق والشفقة والإعانة للمسلمين حيث كانوا، وتبقى هي الخيمة الكبرى لهم في محنهم وأزماتهم ومشكلاتهم. إن العيد يشكل حالة من الأمل بما يبعثه من ابتسامة وصفاء ونقاء للقلوب والنفوس، وهو كذلك يشكل حلة سنوية من التجديد العاطفي والنفسي، كما يشعر المرء والإنسان بحالة جديدة من الاستقواء الذاتي على كوامن القلق والأرق والمشكلات التي تطوقه خلال العام. كم هو جميل أن نشعر بالعيد فرحة أمل للمستقبل الجميل الذي علينا أن نشعر به، وأن لا تكون تلك البقع السوداء في حياتنا حاجبا عن النقاء المنشود. فاكس: 014645999