سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. السديس في خطبة العيد بمكة المكرمة: الانحراف الفكري من أخطر القضايا التي منيت بها الأمة الإسلامية.. والصراعات العالمية تنطلق من سوء المفاهيم أداء صلاة العيد في مناطق المملكة
أديت صلاة عيد الأضحى المبارك صباح أمس في جميع المدن والمحافظات والمراكز بمختلف مناطق المملكة. ففي مكةالمكرمة أدى أهالي مكةالمكرمة وجموع من حجاج بيت الله الحرام صلاة العيد في المسجد الحرام في أجواء امنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى. وشهد المسجد الحرام منذ الساعات الأولى من صباح أمس تدفق الآلاف من حجاج بيت الله الحرام امتلات بهم جنباته وأدواره العلوية والساحات المحيطة به التي تدخل ضمن توسعة المسجد الحرام. وشهدت الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام كثافة بشرية هائلة في أعداد المشاة وكثافة مرورية في أعداد السيارات. وأكدت التقارير انسياب الحركة المرورية نتيجة ماجهز من خدمات في مجال الطرق والانفاق وحسن التنظيم وتكامل عناصره. وأم المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس الذي اوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل وقال: «يا أيها الحجاج الكرام ويا وفود الملك القدوس السلام يا من انتحيتم كل فج ومضيق وحللتم في رحاب البيت المبجل العتيق اخوة الايمان في ام القرى وفي كل مكان ان أزكى وصية تجزى وتساق فتقوى الله هي الركن الأعلى فاتقوا الله رحمكم الله.. بلا من اوفى بعهده واتقى فان الله يحب المتقين». واضاف قائلا «معاشر وفد الحجيج المجيدة ها أنتم على ثرى اشرف المنازل رقعة واطهرها عرفات وبقعة وارفعها في السمو والجلال رفعة ويانعم ماتسعدون به من استنارة النفس وصفاء الروح ومن تنزل البركات والرحمات ترجون مغفرة الزلات وتكفير السيئات.. ان الدين الاسلامي هو الذي بعث الاشراق والحياء في جميع جنبات الحياة في حكم وتشريع منيع ومقاصد ومصالح ومنهج وسط كأن حسنه وجه الربيع واصل هذا الدين وقواه واوثق اركانه وعراه التوحيد الخالص لله ذلك هو اصل ملة الإسلام واساس الايمان عقيدة وضاءة سنية حاشا ان ترمق سلسالها لوثات بدعية وخرافات تضج منها الحنيفية عقيدة من نصرها ودعا اليها فلج ومن لزمها سمى في الايمان وعرج». واوضح فضيلته ان مطلق الخضوع والتعبد لله ومطلق الذبح والنذر لله واننا لن نتخلص من اثار الاكدار التي استحكمت في كثير من الاقطار والامصار الا بالرجوع إلى العقيدة الصحيحة والاعتصام بالكتاب والسنة على منهج سلف هذه الأمة وبذلك ننتزع العزة ونسود ونحقق لامتنا واجيالنا الرفعة والخلود فبالتوحيد نفوز بالحاضر الرغيد والمستقبل السعيد. واكد فضيلة الشيخ السديس ان المتبصر في عظمة هذا الدين يجد ان هناك سمة بارزة كانت سببا في تبؤ هذه الأمة مكانتها الرفيعة بين الأمم ومنحها مؤهلات القيادة والسيادة والريادة والعزة والمجد والسؤدد ومقومات الشهادة على الناس كافة وقال «انها سمة الوسطية والاعتدال والتي تجلى من الإسلام كل خير وعدل وكمال وقد اشتدت الحملة على الإسلام ورشق اتباعه بمصطلحات موهنة والفاظ مغرضة لتشويه صورته والتنفير منه تصيدا لاخطاء بعض المنتسبين اليه في زمن قلبت فيه الحقائق وانعكست المقاييس وبلى بعض اهل الإسلام في مجانبة هذا المنهج الوضاء فعاشوا حياة الافراط او التفريط وسلكوا مسالك الغلو او الجفاء 00 ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه وقد ادى ذلك المنهج الوسطى المعتدل عقلاء المدنية الغربية الحديثة ومنصفيها إلى المناداة بالحاجة إلى دين يحقق التوازن بين الرغبات والتناسق بين المتطلبات ويرتفع بالبشرية إلى علياء انسانيتها وتحقيق قيمها ومثلها وينتشلها مما تعاني منه من بؤس وطغيان وشقاء وبهذه الوسطية التي تنطلق في اعماق الغيورين للتئالف حولها وبسطها بين الانام تعظم مسئولية الأمة الاسلامية ودورها الرائد في العالم كيف وهي الأمة الوسطية والشهادة والخيرية والرحمة للعالمين». واضاف يقول «ان من اخطر القضايا التي منيت بها الأمة الاسلامية الانحراف في الافكار والمفاهيم فها هي الصراعات العالمية والتحديات الدولية تنطلق من سوء المفاهيم وهل موجات الغزو الفكري والعقدي والاخلاقي والاعلامي المعاصر الا حرب مفاهيم وهل فرض انماط ثقافية وفكرية واملاء اتجاهات اصلاحية معينة باسم العولمة والانفتاح والحرية الا معركة مفاهيم وانقلاب معاني المصطلحات إلى اضدادها وهم يرون في الظلم قمة العدل وفي الاستعباد ذروة الحرية وفي الاستبداد ارقى تطبيق للديموقراطية وفي التبعية والانهزامية انفتاحا ومصداقية اما العبث بالمقدسات بحرب القنابل الذكية والمجنزرات القوية من العدو الصهيوني والغاشم ضد اخواننا في فلسطين فلا يعد ذلك ارهابا بافكهم بينما الدفاع عن الحقوق المشروعة في الارض والحفاظ على الدين والعرض يعد ارهابا بزعمهم وبئس مازعموا». وطالب فضيلته بتصحيح مناهج التلقي في الفهم وصقل ملكات الادراك عن هذا الدين القويم الذي اصابه خلل ذريع عند فئام من الناس قد اختلطت عندهم الافهام ودخلها الخلط واللبس والايهام وعدلت عن نور الوحي ومشكاة سيد الانام مما اودا بكثير من اشرعة المناهج السليمة في بحار ومستنقعات المناهج السقيمة مما يحتم اهل العلم والدعوة والاصلاح العمل بجد لتنقيح المفاهيم وضبط الموازين وربط الأمة بمفاهيم خير القرون. وقال «ان ظاهرة الارهاب فتنة تولد فتنا وان الغيورين حينما يحذرون من الارهاب بضروبه وينددون بخطورة الغلو في الدين والمجازفة في التكفير ويؤكدون على تحقق شروطه وضوابطه وانتفاء موانعه فانهم يعلنون للعالم باسره ان الإسلام بريء من هذه الظاهرة الخطيرة وانما جرى في بلادنا المحروسة ويجرى في بعض بلاد المسلمين من سفك الدماء المعصومة لهو من الاعمال الاجرامية المحرمة ولايجوز ان يحمل الإسلام وأهله المعتدلون جريرة هذه الاحداث التي هي افراز فكر مارد ومنهج منحرف تأباه الشريعة السمحة والعقول الرصينة المستقيمة» داعيا كل من يحمل هذا الفكر ان يثوب إلى رشده ويرجع إلى صفوف الجماعة. واضاف فضيلته يقول «ان هناك فئام من الناس يتصدون لظاهرة الارهاب بارهاب مثله مخرجين مكنون صدورهم وما تنطوي عليه قلوبهم من حقد دفين على هذا الدين واهله من هجوم على الشريعة ومساس بالثوابت ونيل من الصالحين ووقيعة في العلماء والدعاة والمحتسبين وحجاب المرأة المسلمة في خدش للقيم والفضائل ويزداد الأسى حينما ينسب هؤلاء لفئات نخبوية ثقافية وفكرية واعلامية». وقال امام وخطيب المسجد الحرام «من القضايا التي يجب ان نوليها باهتمام التواصي بالاصلاح وأول منازل الاصلاح المعتبر هو اصلاح النفوس والنشء والحوار الهادف ومعالجة قضاياه المعقدة حيث ان الاصلاح لا يفرض على الأمة فرضا بل ينبع من داخلها وعن قناعات ولا يكون ابدا في مصادفة النصوص الشرعية والمساس بالثوابت المرعية والاصول والقواعد والمقاصد الشرعية كما هو حال المنافقين المفسدين» . واضاف فضيلة الشيخ السديس «ان من المصيبة ان يتطاول بعض اهل الملة الواحدة على مقامات اخوانهم من العلماء الاجلاء نزعا للثقة والمرجعية منهم قصد التشهير والسلب والتعيير عبر قنوات سيارة من صحف ومجلات وفضائيات وشبكات وساحات ومنتديات بكل تخل عن التورع وعزوف عن التأثم». ومضى يقول «ومن المزالق الخطرة ما يرى ويسمع من الجرأة على الفتوى والقول على الله بغير علم والخوض في القضايا الكبرى على انها كلا مباح لكل راتع» موصيا طلاب العلم واهل الخير والاصلاح بان لا يتشبهوا بصفة فرقة ضالة حذرنا منها الرسول صلى الله عليه وسلم. وأكد فضيلته ان شريعتنا الاسلامية جاءت بعلاقة عقدية تعبدية على السمع والطاعة تنص على الاكبار.. تخص لحمتها الامام المقسط وسداها الرعية السميعة بها تحكم الامور وتصان الثغور وتتهلل اسارير الإسلام ويعم نوره الساطع الزراب والأكام. وشدد الشيخ السديس على ان مصادمة الحكام لم تفد الا ضيقاً وضيرا ولم تجلب خيرا فمازادت تلك الوسائل الأمة الا جراحا ولا اهل الدين الا شدة ووهنا واتراحا وان من الغبن لديننا ان نغرقها في لجج المآسي الذاتية وان نزيد من الفتن بين جنباتها ونصرف همما عن قضاياها الجلة وامالها الكبرى 0 واشار فضيلته إلى ان من القضايا التي لاتزال تلوع الافئدة قضية المسجد الاقصى المبارك حيث لايزال الظلم الغاشم والارهاب يعربد في تلك الديار المقدسة تشريدا وتقتيلا وهتكا للحرمات لاسيما ما نجده في هذه الايام من عمليات الهدم والحفريات في اسسه وأركانه.. وقال ولا ننسى حال اخواننا في بلاد الرافدين من استمرار مسلسل الظلم والقتل والتنكيل مع العمل الجاد على تحقيق الأمن والاستقرار لهم والوحدة فيما بينهم وتحكيم الشريعة فيما بينهم وكذلك اخواننا المتضررون من الزلازل في باكستان وكشمير ولكن من البشائر ان للباطل صولة ثم يضمحل وللحق دولة لا تقل ولا تذل والله ناصر دينه واوليائه ولو كره الكافرون. واضاف قائلا ان مما يبعث الأمل في النفوس ما تقدم بين هذا الركن العظيم وفي هذا البلد الامين من اجتماع قادة المسلمين في مؤتمر مكةالمكرمة الاسلامي الذي رصد الآمال وتصدر ذلك قضية فلسطين السليبة معبرا عن امله في ان تترجم تلك القرارات إلى وقود للهمم ونور على طريق الاباء والشموخ . وحذر فضيلته من برامج السفور والتبرج التي تعرضها القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية وقال «ان خطر هذه المحرمات على القلوب والمجتمعات اشد خطرا من اعدائنا فلن ننتصر على اعدائنا حتى ننتصر على نفوسنا . وانتقد الأفعال الاثمة الباغية التي امتدت وتمتد بين الفينة والأخرى إلى تدنيس اقدس مقدساتنا التي هي مصدر عزنا وفخرنا في عنجهية بلغ مداه.. وكذا شن الحملات المغرضة على المقام المحمدي والجناب المصطفوي عبر رسوم ساخرة ومقالات ماكرة وقنوات سافرة في تحد صرف لمشاعر المسلمين وخرق للاعراف والقوانين الدولية والممل والدساتير العالمية وقال «ان اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في موسم الحج يستنكرون اشد الاستنكار هذا الاستخفاف». وسال فضيلته الله تعالى ان يجزي فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله الذي تشرف بخدمة الحرمين الشريفين وابلى في اعمارهما وتطويرهما اعظم البلاء واوفاه وطباعة وتوزيع المصحف الشريف وتبنى قضايا الأمة خدمة للاسلام والمسلمين اعظم الجزاء والمثوبة اسكنه الله فسيح جناته.. وقال «الحمد لله الذي اولى بافضل خلف جدير لا مجد سلف قدير الذي بايعته الأمة وهي مغتبطة بهجة وبسؤال التوفيق والتأييد له طفقة لهجه». وفي المدينةالمنورة أدى جموع المصلين أمس صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد النبوي الشريف يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة. وقد أم المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير الذي القى عقب صلاة العيد خطبتي العيد هنأ فيها المسلمين بعيد الأضحى المبارك وحثهم في هذا اليوم المبارك على التسامح والتصافح والتراحم والتلاحم والرجوع إلى طريق الحق. وأشار فضيلته إلى أن الاضحية قربة جليلة ونسك عظيم ومعلم ظاهر وشعيرة لا ينبغي للموسر تركها شارحا أحكام الاضحية وشروطها وفضائلها والحكمة منها. ودعا فضيلته إلى وحدة الصف وجمع الكلمة والاخلاص لدين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال: هاهم المسلمون يأمون الكعبة المعظمة والبقاع المقدسة والمشاعر المحرمة توحدا في اللباس على اختلاف الأجناس بنيانا واحد وجسد واحد يسعد بسعادة بعضه ويتألم لألمه ومرضه مقتدين بذلك بشريعة الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأضاف قائلا «ان المسلمين صاروا ببركة رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونور دعوته خير الأمم بعد أن طهرهم الله من رذائل الأخلاق ودنس النفوس وأفعال الجاهلية محذرا اياهم من أن تزل بهم الاقدام عن وجهتهم الصحيحة ودينهم القويم لان الشريعة الاسلامية هي الوجهة المستقيمة وعقيدة الفطرة السليمة. وأديت الصلاة في جميع المناطق والمحافظات.