«تحمل المناورات الإيرانية الأخيرة رسالة صلح ومحبّة للدول الصديقة والمجاورة، ورسالة لأي اعتداء محتمل من الأعداء»! بهذه العبارة وصف المتحدّث باسم مناورات «المدافعين عن سماء الولاية 4» الإيرانيّة، بمشاركة الجيش والحرس الثوري والباسيج والأمن وباستخدام المضادات الجوية والمدفعيّة والصواريخ والرادار ومقاتلات أف 4 و5 و7 و14 وسوخوي وميراج وطائرات تزويد الوقود. وفي الوقت الذي تعمد فيه إيران توتير العلاقات مع جيرانها العرب ويكاد لا يمر يوم إلا وتهاجم فيه الدول العربية، فإنها تدّعي أن صواريخها تحمل لهم رسائل الصلح والمحبّة! وفي ذات الوقت اتهمت إيران إحدى دول الخليج العربي دون تسميتها ب«تزويد مجموعات أحوازية نعتتها بالإرهابية للقيام بعمليات تفجيريّة على غرار تلك التي استهدفت أنابيب النفط والغاز شمالي الأحواز» وتبنتها «كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر» الجناح العسكري ل«حركة النضال العربي لتحرير الأحواز». ولم تفوّت إيران فرصة إلا وتشن فيها هجوماً لاذعاً ضد دول المنطقة، خاصة تلك التي عُرفت بتأييدها للثورة السوريّة وفي مقدّمتها السعودية وقطر. ولا يتجاوز عدد المقاتلات الإيرانية 150 طائرة، تتراوح أعمارها من 20 إلى 50 عاماً، فقط مائة منها تعد في حالة استعداد قتالي شرط توفر قطع الغيار. ورغم النوايا الإيرانية بتوجيه رسالة ضد المناورات الضخمة في الخليج العربي التي شاركت فيها أمريكا و30 دولة أخرى، إلا أنه لا يمكن مقارنة أسطولها الجوّي الهش قياساً بالدول المشاركة. كما لا يمكن فصل صفقة سلاح حكومة «المالكي» مع روسيا بقيمة أربعة مليارات دولار عن إمكانية تمريرها أو تهريبها لإيران مثلما تقوم حكومة «المالكي» ببيع النفط لإيران ومدّها بعائداته من العملة الصعبة.