مع أن الله سبحانه وتعالى قال بكل وضوح «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» إلا أن بعض الدعاة لا يعرفون من الحكمة حتى اسمها ولهذا تكون دعوتهم للإسلام إساءة إلى لإسلام ما بعدها إساءة. زعيم إحدى الجماعات الإسلامية في بلجيكا وهو ليس بلجيكيا دعا إلى أعمال شغب في بلجيكا لأن السلطات المحلية اعتقلت امرأة بلجيكية رفضت خلع النقاب، واعتدت بالضرب كما يقول المصدر على الشرطة الذين اعتقلوها. ومع أنني لا أتفق مع شرطة بلجيكا على فعلتهم، فالنقاب إن لم يكن دينا فهو من باب الحرية الشخصية، لكنني أرفض ردة فعل ذلك الداعية لأن مآلها سيكون أكثر سوءا على كافة مسلمي بلجيكا خاصة أمثاله الذين لا ينتمون إلى البلد وهم لاجئون إليه. الزعيم الداعية دعا أيضا إلى تطبيق الشريعة في بلجيكا ووصف الشرطة بأنهم «خدام الشياطين، وأنهم لن يفوزوا في بلجيكا» ولست أدري هل يملك هذا الداعية شيئا من الحكمة أم لا ؟! كيف يريد من بلد لا يعرف الإسلام أن يطبق الشريعة؟! وكيف يصف شرطتهم بأنهم يخدمون الشيطان؟! هل يريدهم أن يخدموا الإسلام؟! وبأي صفة يفعلون ذلك؟! أجزم أنه لو كان يعرف أبسط أبجديات الإسلام لما فعل شيئا مما فعل!! ولو كان يملك شيئا من الحكمة لأدرك أن فعله قد يجلب الضرر لكل مسلمي بلجيكا. (داعية آخر ) في بريطانيا وجه خطابا لملكة بريطانيا ينصحها فيه بالدخول في الإسلام إن أرادت النجاة في الآخرة!! . وقبله داعية آخر وجه نفس الخطاب للرئيس الأمريكي (بوش) يدعوه للدخول في الإسلام. بطبيعة الحال أحب أن يدخل هؤلاء وغيرهم في الإسلام لكنني أجزم أن هذا اللون من الدعوة لن يجعلهما يدخلان في الإسلام ولاغيرهما بل إنه سيجعل الإسلام للأسف أضحوكة على ألسن غالبية الناس في العالم كله. قد يقول هؤلاء إنهم يقتدون برسولنا الكريم في دعوة الملوك إلى الإسلام ولكن قياسهم على فعل الرسول ليس صحيحا !! فالرسول نبي الله ورسوله، كما أنه في الوقت نفسه زعيم المسلمين في عصره ، فهو في عرف المدعوين لا يختلف عنهم في الزعامة، فالكلام من زعيم إلى مثله مقبول. كما أن فعل الرسول لا يترتب عليه مطلقا إساءة لأي مسلم، أما فعل هؤلاء فهو مختلف تماما ولا صلة له بفعل الرسول الكريم. يسيء البعض جهلاً أو عمدا للإسلام مثل بعض الغلاة والمتفلتين من الإسلام فيكون في فعلهم إساءة للإسلام وللمسلمين خاصة أن كثيرا ممن لا يعرف الإسلام يربط بين فعل المسلم ودينه وهذا مكمن الخطر. المسلمون الذين يعيشون في أوروبا أو أمريكا عليهم أن يدركوا أنهم يعيشون في بلاد أفضل من بلادهم بالنسبة لهم وأن من أبسط قواعد الضيافة أن لا يخرجوا على قوانين البلاد التي يعيشون فيها .. ولا يعني هذا أن لا يمارسوا واجبهم في الدعوة إلى الإسلام ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة التي تحقق الفائدة وتبعدهم ودينهم عن الأزمات.