قرار تاريخي لرجل تاريخي القرارات التاريخية لا تصدر إلا عن رجل تاريخي.. هذا هو منطق صيرورة الأحداث العظيمة، والتي تواكب أيضاً موعداً عظيما، هو ذكرى اليوم الوطني للمملكة. هكذا هي المواعيد الثمينة مع التاريخ، أحدها كان الجمعة، حيث الموعد كان مع الذكرى الحادية والثمانين لوحدتنا العظيمة، على يد الأب المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والآخر مع شبل المؤسس، وراعي المسيرة وقائد النهضة عبدالله بن عبدالعزيز، الذي رسم بالأمس أمام مجلس الشورى، خارطة طريق للتنمية الجديدة، والنهضة التي لا تكتمل إلا باستنهاض جميع عناصر الأمة، إدراكاً منه بأن المرأة فعلاً لا قولاً، نصف المجتمع، وأساسه المتين بجوار شقيقها الرجل. القرار التاريخي بالأمس، بمشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً اعتباراً من الدورة القادمة.. كذلك قرار أن ترشح المرأة نفسها لعضوية المجالس البلدية، وحقها في المشاركة في ترشيح المرشحين اعتباراً من الدورة القادمة لانتخابات المجالس البلدية، يشير بوضوح إلى أن هذا المجتمع، وتحت هذه القيادة الحكيمة يسير إلى الأفضل بوعي وجدارة واستحقاق وتدرج. ليس هذا فقط، بل إن القائد عندما قال في كلمته في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى إن "التحديث المتوازن والمتفق مع قيمنا الإسلامية مطلب هام في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين والمترددين".. يعيد الاعتبار لكل القيم الرائعة في وطننا، ويقضي بكل تأكيد على أية تخرصات أو أقوال، تحاول النيل من أي من عناصر هذا الوطن، وتعني بما لا لبس فيه، أن القائد الآخذ بكل سبل النهضة وراعيها في مجتمعنا، يحقق كل وعوده وأحلامه وطموحاته الإصلاحية، والتي تتلاقى مع طموحات كل المواطنين، رجالاً ونساء على هذه الأرض. وعندما يقول الملك، إن للمرأة في تاريخنا الإسلامي مواقف لا يمكن تهميشها، سواءً بالرأي أو المشورة منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم، مروراً بعهد أصحابه والتابعين إلى يومنا هذا.. فهذا القول يؤسس أيضا لعصر جديد، يقوده عبدالله بن عبدالعزيز، وهو عصر لا تهميش فيه لأحد، ولا إلغاء فيه لشخص، كما دعا قبل سنوات، بألا فرقة أو تصنيف فكري أو طائفي أو عنصري لأي مواطن سعودي. إنها مرحلة جديدة بامتياز.. وإنها أيضاً وقفة مع التاريخ، وقفها رجل التاريخ الناصع، والأمين على هذا الوطن بكل فئاته.. وقفة لا شك أنها ستسجل فتحاً مهماً في العمل الاجتماعي، وتضمن مشاركة نصف المجتمع في كل ما يهم هذا الوطن.. فهنيئا للمرأة هذا الإنجاز.. وهنيئا لهذه الأمة بعبدالله بن عبدالعزيز