قال الضَمِير المُتَكَلّم: (طالبت بلدية لندن موكب الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” الذي مرّ بالعاصمة البريطانية -مؤخرًا- بتسديد “فاتورة ازدحام” بقيمة “10 جنيهات إسترلينية”، وأشارت البلدية أن «أوباما» في حال رفضه تسديد فاتورة الازدحام تلك، سيكون عليه دفع مبلغ “120 جنيهًا إسترلينيًّا” غرامة إضافية!! وقال رئيس بلدية لندن: “بوريس جونسون”: إنه تبادل الحديث مع “أوباما” عندما التقاه في لندن وذكّره أيضًا بأن السفارة الأمريكية مَدِيْنَة لبلدية لندن بمبلغ “5.2 ملايين جنيه إسترليني”، وهي قيمة فواتير الازدحام المترتبة على السيارات التابعة لها)!! هذا الخبر بثته وكالات الأنباء الاثنين الماضي؛ وتعليقًا عليه فإنّ المسؤولين في بلدية لندن لا يتّصفون بشيء من كَرم الضيافة والشِّيم العربية الأصيلة، ولا يُقدرِّون الزعَمَاء العظماء؛ فكيف يطالبون الضيف (أوْبَامَا) بدفع الغرامة؟ وكيف يتجرؤون على التطاول على زعيم أكبر دول العالم، ويقولون له: لابد أن تدفع الثّمَن؟! أولئك اللنّدنيون يلزمهم دورات مكثفة في دول (العُربان) في كيفية احترام هذه الزعامات وتلك الهامات حتى في الطرقات!! في دول (العُربان) النموذج العظيم لتقدير (الرّئِيس والزّعِيم)؛ فلو أراد يومًا العبور من الطريق؛ فيجب أن تتوقف فيه الحياة، والمواطنون ينتظرون على دَوَابّهِم، ربما لساعات؛ وهم فرحون، ولا يشعرون بالمعاناة؛ فيكفيهم أن يستنشقوا شيئًا من أنفاسه الزكية، أو يلمحوا طَلّتَه البهيّة!! أمّا المرضى فإذا عطلهم موكب (الزّعِيم) عن المستشفى (المرسْتَان)؛ فإنهم لا يتضجرون ولا يتألمون؛ بل ربما بفضل الله ثم بكرامات (الزّعِيم) قد يُشْفَوْن، ولو هلكوا فإنهم فداء له يَمُوتُون!! أمّا (المواطنة) التي يأتيها المخاض، وهي تَنْتََظِر (مرور الرّئِيس)، فإنها سوف ترفع الزغاريد، فابنها القادم هو أسعد إنسان؛ فقد حَظِي وشَرُف بأن يُولَد في حضرة (الزّعِيم) بدر الزّمَان وقمر المكان!! في دول (العُربان) لو تجرّأ أحدهم وحَرّر غرامة ل(حُصَان) سَائق (الرّئِيس)؛ فسوف يُفصل من عمله أو ينقل تأديبًا إلى مدينة (واقِسْتَان)!! فَيا أيُّها اللنّدنيون كفاية مِثَاليات، وقَدّروا الزعامات، فالمواطنون فقط هم مَن يدفعون الغَرَامات!! هَمْسَة: يقول نجيب محفوظ: (الخَوف لا يَمنَع من الموت، ولكنه يمنع من الحَيَاة).. (جمعة مباركة).. وألقاكم بخير، والضمائر متكلمة!!.