لماذا تجاهلت وكالة وزارة الثقافة والإعلام أسماء تستحق التكريم في مؤتمر الأدباء السعوديين؟ شكل استبعاد رواد مهمين علامة استفهام كبيرة لابد من إعلانها لأن التكريم ملك للتاريخ وليس حقاً للأفراد. لكن وفي ظاهرة غريبة ولافتة جاءت نسبة المكرمين من جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الملك سعود الأكثر عدداً. والأكثر غرابة أن بعضهم سبق أن كُرم في المؤتمرين السابقين. فهل كان لمشاركة جامعة الإمام في تنظيم المؤتمر وفي لجانه دور في عملية الاختيار ثم التخصيص؟.. أم لأن للدكتور عبد العزيز السبيل وكيل الوزارة حساباته فأراد أن يقول: أنا لست حداثياً! بكل معايير التقييم، سوف اختار ثلاثة أسماء ذهبية تستحق التكريم.. والتكريم يسعى إليهم لما لهم من ريادة معلنة، لا يمكن لأحد أن يتجاهلها لأنها موثقة في التاريخ. وهم الأستاذ عبدالله عبدالجبار والدكتور عبدالله المبارك والدكتور عمر الطيب الساسي. ويكفي الإشارة إلى جانب واحد من جوانب التكريم للدلالة على أحقيتهم. وإزاء هذه الحقيقة، لا يملك الحصيف حيالها إلا أن يستغرب ويسأل لماذا غابت هذه الأسماء عن إدراك المنظمين؟ الأستاذ عبدالله عبدالجبار يعد بحق أستاذ جيل وهو الرائد الأول في الأدب السعودي بكتابه "التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية" الذي كان مقرراً بمعهد جامعة الدول العربية.. وقد حظي هذا الأديب القامة بتكريم مهرجان الجنادرية وخصصت له ندوة نقاش من أجمل وأثمن الندوات شاركنا فيها مفكرون عرب. والدكتور عبدالله المبارك ألف كتابين في الشعر وفي النثر في شرق المملكة.. وقد عمل لهذا المؤتمر في نسخته الأولى قبل 36 عاماً في لجنة مصادر الأدب ولجنة التوصيات. أما الدكتور عمر الساسي فهو (الرائد الأول) الذي أرخ الأدب السعودي بكتابه "الموجز في تاريخ الأدب السعودي" وهو أحد (مؤسسي) المؤتمر في نسخته الأولى عام 1394 في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وشارك في لجنة الإعداد له.. وفي أربع لجان أخرى: اللجنة التنفيذية ولجنة التقويم ولجنة الأدب السعودي ولجنة تكريم الأدباء. وعندما اتصلت به قال لي أنا صاحب فكرة المؤتمر حين عرضتها على الدكتور محمد زيان عمر عميد كلية الآداب ثم تبناها ورعاها مدير الجامعة الدكتور محمد عبده يماني. ورغم ذلك تجاهلوني كما سبق أن تجاهلوني عمداً في عضوية نادي مكةالمكرمة وأنا أحد مؤسسيه.. ونادي جدة مع أنهم طلبتي. وتجاهلوني أيضاً في مناسبتين بألمانيا وأنا الدارس للأدب الألماني في جامعاتها وعملت ملحقاً ثقافياً بها. كنت أتمنى مع غيري أن أرى قائمة أكبر من المكرمين من جميع أطياف المجتمع. فهناك أدباء كثيرون من جميع أنحاء بلادي يستحقون التكريم. ذلك أن مؤتمراً يحمل اسم الأدباء السعوديين لهو أحق أن تُترجم وتُطبق فيه مفاهيم التعددية والقبول والانفتاح على الآخر. فقد كان هذا المؤتمر فرصة يتجسد فيه خطابنا الجديد.. وهي أمام الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة ليعدل قائمة المكرمين إحقاقاً للتاريخ وتجسيداً لروح الخطاب.