ظهر أمس السبت 4/ 6 / 1432ه غيّب الموت ظهر أمس السبت بمكة المكرمة الناقد الكبير والأديب الأستاذ عبدالله بن أحمد عبدالجبار عن عمر يناهز (94) عاماً قضاها في خدمة دينه ووطنه وساهم مساهمة فاعلة في إرساء النقد الأدبي في المملكة ، كما يعد مؤصل النقد الواقعي في المملكة وذلك بعد صدور كتابه الهام (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) والذي صدرت طبعته الأولى عام 1959م بالقاهرة. هذا وقد صلي على الفقيد بعيد صلاة العصر بالمسجد الحرام وقبر في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة. وبموت رائد النقد الأدبي بالمملكة الأستاذ عبدالله عبدالجبار تكون الساحة الأدبية والنقدية قد ودعت أبرز وأهم أصواتها النقدية وذلك لما حوته دراساته النقدية من آراء في المناهج النقدية وطروحات فكرية أودعها جملة من مؤلفاته حتى غدت هذه المؤلفات مشعلاً للمشتغلين بالدرس النقدي في المملكة، لاسيما كتابه (التيارات) الذي يعد مرجعاً هاماً لكل من كتب في النقد الأدبي أو أرخ للحركة الأدبية أو من درس الشخصيات الأدبية. ولد عبدالله بن أحمد عبدالجبار بمكة المكرمة عام 1338ه وتلقى تعليمه الأولي بها بين المدرسة الفخرية العثمانية ومدرسة الفلاح ثم ابتعث إلى مصر ليلتحق بكلية دار العلوم ويتخرج فيها عام 1359ه عمل عبدالجبار مدرساً في مدرسة تحضير البعثات ثم درس بالمعهد العلمي السعودي ثم انتدب إلى مصر ليكون مراقباً لبعثات الطلاب عام 1369ه. درس الراحل عبدالجبار اللغة العربية بلندن ثم عاد إلى جدة ليعمل مستشاراً لجامعة المؤسس ، فمستشاراً لشركة تهامة، كما عمل اثناء اقامته بمصر نائباً لرئيس رابطة الأدب الحديث بالقاهرة وتم تكريمه هناك. شارك في مؤتمر الأدباء العرب المنعقد عام 1385ه ببغداد ، كما تم تكريم الراحل عبدالجبار في مهرجان الجنادرية الواحد والعشرين وحصل على وسام من الدرجة الأولى عام 1427ه. للناقد الكبير الأستاذ عبدالله عبدالجبار جملة من المصنفات في النقد والمسرح والقصة والمقالة إلى جانب المقدمات التي كتبها - رحمه الله - لبعض المؤلفات الأدبية، أما مؤلفاته فهي: 1- التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية بقسميه الشعر والنثر. 2- قصة الأدب في الحجاز. 3- مرصاد المرصاد. 4- الغزو الفكري في العالم العربي. 5- أمي - قصة. 6- العم سحتوت - قصة. 7- ساعي البريد - قصة. 8- الشياطين الخرس - مسرحية. هذا وقد تكرم الشيخ أحمد زكي يماني بإعادة طباعة كل هذه المؤلفات واخراجها في سبعة أجزاء بعد أن أعدها للنشر الأستاذ محمد سعيد طيب والأستاذ فراج الشريف عام 1429ه. يعد الأديب عبدالجبار أستاذاً لجيل كامل من الأدباء والوزراء والعلماء وعدد من رجالات الدولة ومنهم الأساتذة عبدالعزيز الخويطر ، أحمد زكي يماني، عبدالوهاب أحمد عبدالواسع ، عبدالرحمن أبا الخيل ، عبدالله حبابي ، إبراهيم العنقري ، محمد عبدالرحمن الشامخ ، عمر الساسي ، منصور الحازمي ، عبدالعزيز الرفاعي ، خليل علاف وغيرهم من الأصوات الثقافية في المملكة. كل هذا النبوغ الذي تمتع به الراحل فيما طرحه من مؤلفات دفع كثيراً من المهتمين بالكتابة عنه ، فكتب الناقد المصري الدكتور نبيل راغب كتاباً كاملاً عنه وكتب عنه الشاعر فاروق بنجر والأديب حسين الغريبي وكان الكتاب بعنوان: (عبدالله عبدالجبار المربي والمفكر والأديب الناقد) وكذلك كتب عنه الأديب عبدالله جفري - رحمه الله -. رحم الله الناقد الفذ والأديب الرائد الأستاذ عبدالله عبدالجبار وأسكنه فسيح جناته.