تمكن فريق بحثي في مركز الأبحاث التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض من تحديد النوع المناسب من الأمصال المخصصة للوقاية ضد الإصابة بفيروس (الروتا)، لتعزيز مناعة الأطفال في المملكة، وذلك بعد دراسة الأنواع الجينية المختلفة للفيروس في 3 مدن سعودية. من جهتها، قالت الدكتورة عالمة الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث همسة بنت طاهر طيب، أن "البحث الذي نشر مؤخراً في مجلة (Clinical Virology) هَدَف إلى تحديد جينات فيروس (الروتا)، الأكثر انتشاراً في المملكة وبالتالي معرفة المصل المناسب الذي يعزز مناعة الأطفال ضد الفيروس"، موضحةً أنه "تم جمع ألف عينة براز من الأطفال السعوديين والأجانب الذين يعانون من مشكلات صحية في الجهاز الهضمي بمدن الرياض ومكة المكرمةوجدة، وتبين من نتائج التحليل المخبري أن فيروس (الروتا) كان السبب في حدوث الأعراض لدى 6% من هؤلاء الأطفال". وأوضح أن "الفحوصات والتحاليل المخبرية المختلفة بينت أن السلالة الجينية (G1) ظهرت في 62% من مجموع العينات المصابة بالفيروس وكانت جميعها لأطفال السعوديين، فيما ظهرت السلالة الجينية (G9) في أكثر من 32% من العينات المصابة لأطفال سعوديين وأجانب، بخلاف السلالات الأربعة الأخرى التي لم تظهر سوى في نحو 5% من العينات"، مؤكدة أن "مصل (روتاركس) الذي يؤخذ عن طريق الفم هو المناسب للوقاية من هاتين السلالتين بنسبة تصل إلى 80%، بعكس مصل (روتاتيك) الذي لايوفر المناعة المطلوبة، ولفتت إلى أن البحث بين أن 61%، من المصابين تقل أعمارهم عن عام واحد، ما يشير إلى أهمية تناول المصل في عمر مبكر". وعبرت الدكتورة طيب عن أملها في أن تساهم نتيجة البحث مستقبلاً في "إضافة مصل (روتاركس) إلى جدول التطعيمات التي تعطى في المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات التخصصية لتلافى العشوائية التي تتم حالياً لدى المستشفيات والمستوصفات الخاصة في إعطاء الأمصال غير المناسبة للأطفال"، موضحة أن "فيروس (الروتا) الذي ينتقل عبر العدوى والأطعمة الملوثة والحيوانات يتسبب في العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي للأطفال كالإسهال والنزلات المعوية وارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي الإصابة بالجفاف ثم فشل الأعضاء الحيوية للجسم وربما حدوث الوفاة في حال عدم علاجه بالطريقة المناسبة، مشيرةً إلى أن الفيروس يصيب أكثر من 500 ألف طفل في الدول النامية سنوياً".