الرياض – متابعة عناوين: تعتبر جزيرة صير بني ياس واحدةً من عجائب البيئة الصحراوية الإماراتية، كونها تحضن حياة برية زاخرة وغنية تحولت مؤخراً إلى وجهة سياحية بحكم موقعها القريب من الحدود السعودية – الإماراتية. فعلى بعد بضعة كيلومترات من منفذ الحدود، يقع مرسى جبل الظنة، ومن هناك يمكن التوجه بالقارب السريع إلى جزيرة صير بني ياس بإمارة أبو ظبي واختبار البيئة الصحراوية بشكل لم يعهده سكان شبه الجزيرة العربية. وصير بني ياس هي أكبر الجزر الطبيعية في الإمارات، وإحدى أكبر محميات الحياة البرية في الجزيرة العربية، حيث تعد موطناً لأكثر من 13 ألف طير وحيوان من مختلف الفصائل، المفترسة والأليفة. وتستوطن الجزيرة زراف ونعام وغزلان وفهود وضباع وطيور وغيرها الكثير. بداية الجزيرة تعود قصة إنشاء الجزيرة إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما اختارها مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان لتكون محلاً لمشروع "تشجير الصحراء". وأولاها الشيخ زايد اهتماماً خاصاً، لتصبح لاحقاً مشروعاً يستهدف المحافظة على الحياة البرية في المنطقة، نفذ المشروع عدة برامج تناسل ناجحة أنقذت عدداً من الفصائل الحيوانية المهددة بالإنقراض. كانت صير بني ياس مغلقة أمام الزوار حتى نهايات تسعينيات القرن الماضي، حين بدأت باستقبال المواطنين في بيوت الضيوف المجانية، ثم تسلّمت إدارتها دائرة التطوير السياحي في أبو ظبي بعد الألفية الجديدة، لتحولها في سنوات قليلة إلى منتجع بثلاث فنادق مميزة، أحدها مخصص للأنشطة العائلية وآخر لعشاق الشواطئ والأخير لمحبي الحياة البرية. أنشطة متنوعة تزخر الجزيرة بأنشطة بحرية وبرية وجبلية متنوعة، لكن تفردها يكمن في الأنشطة البرية، وذلك لخصوصية بيئتها الطبيعية. توفر الفنادق رحلات السفاري بين الحيوانات، ونشاطات الرماية وركوب الخيل والإبحار البري، وبالنسبة للأنشطة الجبلية فتقدم نشاطات ركوب الدراجات، والمشي بين الوديان وركوب الخيل على الطرق الوعرة. أما الأنشطة البحرية فأبرزها السباحة والغوص والتجديف بقوارب الكاياك بين شجيرات المانغروف. وتقدم صير بني ياس لمحبي التاريخ والمهتمين به 42 منطقة أثرية نادرة أبرزها الدير النسطوري المسيحي الذي يعتقد أنه يرجع إلى القرن السابع الميلادي. تستمد الجزيرة معظم الطاقة التي تحتاجها من التوربين الهوائي الضخم والألواح الشمسية المنتشرة في أرجائها. ويُمنع منعاً باتاً صيد أو قتل الحيوانات، ولذا فإن سيارات المنتجع هي الوسيلة الوحيدة للتنقل بين أرجائها، فضلاً عن أن الوصول إليها لا يتم إلا عبر قطع رحلة مدتها 15 دقيقة بالتاكسي المائي، أو حجز رحلة جوية تنطلق إما من مطار أبو ظبي أو مطار دبي.