ترأس الرئيس اللبناني ميشال سليمان اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومديري وقادة الأجهزة الأمنية ووزراء الدفاع والداخلية والبلديات والإعلام والمال والاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال. وبحث المجلس التفجير الذي استهدف الليلة قبل الماضية منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية والإجراءات الأمنية الكفيلة بإعادة تعزيز الأمن في لبنان. وفي حصيلة جديدة , فقد ارتفع عدد قتلى تفجير السيارة المفخخة الذي هز الخميس الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله الشيعي حليف دمشق، أمس إلى 22 شخصاً للقوى الأمنية اللبنانية. وأفاد مصدر في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وكالة فرانس برس أن «حصيلة التفجير بالسيارة المفخخة الذي وقع الخميس في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية، ارتفعت إلى 22 قتيلاً على الأقل». وبحسب الصليب الأحمر اللبناني، أدى التفجير إلى إصابة أكثر من 325 شخصاً بجروح، علما أن حصيلتي القتلى والجرحى ليست نهائية. من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية: إن سبعة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين، بينهم رجل وثلاثة أطفال. ودعا الجيش اللبناني أهالي المفقودين إلى التقدم من قيادة منطقة بيروت «لإجراء فحوصات الحمض النووي بغية التعرف على ذويهم من المفقودين» . وكان التفجير الضخم الذي تسبب بحرائق كبيرة في المباني والمحال التجارية، أدى إلى محاصرة العديد من السكان في منازلهم قبل أن يعمل رجال الإطفاء على إجلائهم باستخدام سلالم طويلة. مجلس الأمن يدين وأدان مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذا التفجير الأكثر دموية في الضاحية الجنوبية منذ نحو ثلاثة عقود. وأعلنت السلطات اللبنانية الحداد العام أمس على الضحايا . وأمس، تابع محققون من الجيش عملهم في مسرح التفجير بحثاً عن الأدلة، بينما تواجد عناصر من حزب الله باللباس المدني، بحسب ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس. كما فرض عناصر الحزب إجراءات أمنية في أحياء الضاحية الجنوبية، شملت تفتيش السيارات الداخلة إلى المنطقة. وتبنت التفجير مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «سرايا عائشة أم المؤمنين للمهام الخارجية»، مشيرة إلى أنه «رسالة» إلى حزب الله بسبب قتاله إلى جانب النظام السوري في المعارك ضد مقاتلي المعارضة. فرضية أولية من جانبه , أكد وزير الداخلية والبلديات اللبناني في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أن الأدلة الجنائية بدأت عملها في جمع صور الكاميرات الموجودة في منطقة التفجير الذي استهدف منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية الليلة الماضية. وأشار في حديث إذاعي أمس إلى أن هناك فرضية أولية بوجود انتحاري قام بعملية التفجير نظرًا لوجود السيارة المنفجرة في منتصف الطريق في مكان الحادث . وأوضح شربل أن الحصيلة شبه النهائية لحادثة التفجير بلغت 22 قتيلاً وأكثر من 200 جريح, لافتًا النظر إلى وجود أشلاء جثة في مكان التفجير وأن التحقيق سيظهر لمن تعود حيث ستظهر نتائج فحص الحمض النووي خلال 48 ساعة. إسرائيل تنفي مسئوليتها من جهته, نفى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في اجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تورط بلاده في الانفجار الذي وقع امس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال: إنه فوجئ بأن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان حمل إسرائيل المسؤولية عن الانفجار الذي وقع امس في بيروت ، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية الالكترونية أمس الجمعة. وأضاف بيريز: « يتعين وقف إراقة الدماء في الشرق الأوسط . إسرائيل ليست متورطة ولن أتطرق إلى تفاصيل دقيقة». وكان الرئيس اللبناني قد وصف التفجير ب»الإجرامي الجبان الذي يعتمد إيصال الرسائل على دم المواطنين الأبرياء وأرواحهم وأرزاقهم، وهو يطال لبنان كله وجميع اللبنانيين وليس الضاحية فقط» ، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. واعتبر أن «موقع هذا الأسلوب الإجرامي يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل لزعزعة الاستقرار وصمود اللبنانيين، خصوصاً في ذكرى حرب تموز».