في الصيف.. وبدون لجنة.. يتحول النّهار إلى ليل.. تحولت الليالي إلى نهار.. بمصابيح اصطناعية.. بعيدا عن وهج الشمس العربية.. زحام حياة وحركة.. أيضا.. ب(دون) قرارات لجنة.. هناك من يعترض.. هناك من لا يهتم.. هناك من يبارك.. السبب.. كون الإنسان مجموعة من اللجان.. تبحث.. تقرر.. توجه.. تعطي أجوبة للأسئلة.. ماذا يختار؟!.. كيف يعيش؟!.. كيف يتعامل؟! كل جيل له لجان يحملها.. لا تفارقه.. لجان تحدد نشاطه.. وفرحه.. وأهدافه.. الأهم.. الدراسة مؤجلة.. هذه من الأشياء الخارجة عن إرادة اللجان الشخصية للفرد. يتحدث الناس عن أهل الخير.. الشجرة من أهل الخير والعطاء.. الشجرة موضوع الحديث تختلف عن بقية الأشجار.. خلقها الله ب(مواصفات) وجينات خاصة.. تعشق الحياة إلى أقصى حد.. نقول: الأشجار تموت واقفة.. هذه الشجرة أيضا تموت واقفة.. لكنها تموت على مراحل الناس تواجه ثلاث كتل هوائية جافة.. البعض يملك مصدات تحمي وتقي.. الأكثرية تعاني.. تقول العرب أيام عزّها: مصائب قوم عند قوم فوائد.. محاور هذه الكتل لا تخرج عن مصائب الأموال والإنفاق.. جميعها صدمات.. رمضان يحتاج الى فلوس زيادة.. العيد يحتاج الى فلوس زيادة.. بداية الدراسة تحتاج الى فلوس زيادة.. لا يوجد لجنة ل(تخفيف) الأحمال.. الغلاء ينتشر ويتعاظم.. هناك أيضا مشاكل كثيرة تهم الناس.. البيئة أيضا تعاني مثل بقية خلق الله. قررت اللّجان لدى كاتبكم.. في هذا المقال.. ألا يكون الحديث عن أفراد.. لن يكون عن شخصيات شهيرة.. لن يكون عن مشاكل المجتمع.. لن يتطرق للمحتاجين.. والأرامل.. ولن يكون عن مشاكل أبناء السعوديات المتزوجات من أجانب.. لن يتطرق إلى ندرة المساكن وغلائها.. لن يتطرق إلى فواتير الكهرباء في الصيف.. لن يتطرق إلى مشاكل الأجيال مع غلاء الأراضي.. وارتفاع أسعار الغذاء.. قبل ارتفاع تكاليف الزواج.. والتعليم.. والصحة. اليوم حديث كاتبكم سيكون عن شجرة.. نعم شجرة.. لا غرابة.. شجرة معطاء.. تملك مواصفات مختلفة.. ليست مجرد أغصان.. ليست مجرد أوراق وجذع وجذور.. شجرة لا ترى اللجان ملامحها.. شجرة مساندة للبيئة والمجتمع.. شجرة يتم اجتثاثها من الأرض.. وهي متمسكة ب(الحياة).. تتم إزالتها من الأرض.. وهي تبحث عن تمدد نحو الفضاء.. إلى الشمس.. ل(يزداد) عطاؤها.. حتى ب(التسبيح) والتكبير.. شجرة تساند الإنسان.. تعطي للإنسان وللبيئة.. صديقة العصافير الحلوة.. المغردة.. التي لا تسمعها اللجان. يتحدث الناس عن أهل الخير.. الشجرة من أهل الخير والعطاء.. الشجرة موضوع الحديث تختلف عن بقية الأشجار.. خلقها الله ب(مواصفات) وجينات خاصة.. تعشق الحياة إلى أقصى حد.. نقول: الأشجار تموت واقفة.. هذه الشجرة أيضا تموت واقفة.. لكنها تموت على مراحل.. إلى أن (تنطفئ) شمعة حياتها ب(آخر) جذر حي تملكه. لديها طريقة فذة ل(مقاومة) الموت عطشا.. هناك تدابير وقائية توظفها على مراحل حتى تموت.. لا تستسلم للعطش الذي يقود إلى الموت.. في الخطوة الأولى تنفض أوراقها العريضة.. تستعيض عنها ب(أوراق) اصغر حجما.. وأيضا اقل عددا على أغصانها.. ثم تقوم ب(نفض) جميع الأوراق من الأعلى إلى الأسفل.. حتى تصبح جرداء خالية من الورق. في حال استمر العطش.. تقوم هذه الشجرة العجيبة ب(التخلص) من أغصانها الطرية.. تموت من الأعلى إلى الأسفل.. تجد الأغصان الطرية جافة يابسة.. إن استمر العطش والجفاف.. يمتد (اليباس) ب(التدريج) عبر الأغصان العلوية إلى الأسفل.. هكذا إلى أن يصل (اليباس) إلى الجذع.. ثم الجذور. في حال جاء الفرج ب(الماء).. تعطي نموا جديدا من الجزء الحي المتبقي منها.. تعطي براعم جديدة.. تشكل أغصانا جديدة.. تستمر في النمو من جديد. منتهى التمسك ب(الحياة) التي يجب الحفاظ عليها.. هذه الشجرة نموذج فريد.. مثال حي للبشر.. لا يأس.. لا قنوط... يأتي فرج الله في أي مرحلة.. المهم الصمود.. المهم براعة إدارة الموقف إلى آخر لحظة.. ربوا أبناءكم ليكونوا في مواصفات الاشجار وعطائها. اليأس موت محقق.. الأمل جزء من قوى الإنسان الخارقة.. هذه الشجرة.. ب(هذه) المواصفات.. تتم إزالتها.. وبدم بارد.. من الشوارع والحدائق والميادين.. في مجزرة اجتثاث مكثف.. ب(طريقة) غير حضارية.. لا تنم عن احترام.. أو وعي.. أو رؤية علمية.. ونسأل عن اللجان.. لماذا الفتك بالاشجار؟!.. لا تسمع الجواب لكنك تشاهده. twitter@DrAlghamdiMH