نعلم أن الأشجار من أجمل الكائنات الحية التي أنعم الله بها على كوكبنا ولها فوائد كثيرة، منها ما تحمل من ثمار الفاكهة الغنية بالفيتامينات التي تحتاجها أجسادنا والتي تُرضي اختلاف أذواقنا بتنوعها، وروائحها الزكية التي يملأ عبق أزهارها المكان ومنها ما هو زينة الحدائق والمنتزهات، كما أن ظلالها تلطف الجو الحار وأوراقها تساعد على تنقية الهواء من غاز ثاني أكسيد الكربون، ومدنا بالأكسجين الذي لا غنى لنا عنه. هذه شجرة البنسيانا بعد شموخها لسنين عديدة أصبحت جافة صفراء، تُرى ما حدث لها؟ احتلت مساحة فوق الأرض بعدما كان الفضاء لها مرتعاً، نسمات السماء نفحات عبيرها والسحب لوحات بديعة تعرض عليها رسوماتها قبل أن تغادر سمائها في تنقلاتها لتلقي بما تحويه من ماء تحيي به بلاد أذن الله بسقيها، كانت نجوم الليل سميراتها كاتمات أسرارها، والطيور بسلام تقف على أفرعها فتحتضنها وتدللها فتتمايل مع نسمات الهواء لتُرقصها وتسرها. كان فضاء السماء بيتها والآن فوق الأرض منزلها خالية من أغصانها، فروعها، وأوراقها التي كانت يوماً ما تبثها أفراحها، أشجانها وأحزانها. مقرها الجديد لا تقف فيه شامخة لتعانق السماء كعاداتها فهي ملقاة على أرض حديقتها الغالية تتفكر في عجزها ووضعها تبكي ما آل إليه حالها فلا فروع ولا أوراق تتمايل تتمكن بها من تغيير واقعها.. فكما وضعها "قاطع" أجزائها تبقى مكانها لا تتمكن من التمايل مع نسمات الهواء الرائعة ولا حمل الطيور والعصافير على أغصانها، ولا الفرح بأطفال يركضون ويلعبون من حولها ثم يستريحون فوق جذعها الساكن ليعودوا مرة بعد أخرى للهو من حولها، تشاهد تسمع وترى رغم أن الجميع يظنونها ساكنة لا يسمعون ما تهمس به في قرارة نفسها... مسجاة هي على الأرض لا يعلمون من هو قاتلها عديم الرحمة الذي تركها دون ماء يرويها ليساعد على بقاء حياتها، "قاتل" هو وإن كان بغير عمد تسبب في موتها، وفأس أبى أن يتركها واقفة شامخة فحطم أفرعها وما تبقى من أشلائها، متجاهلاً أن الأشجار تموت واقفة وليس في مقدورها إلا أن تبقى جثة هامدة في نظر من كان يتغزل في جمال شكلها، إلا أنها في الواقع لا زالت تسبح الله في عليائه... تحس وتحن لمن اعتادتهم، ألم يسكن رسول الله صلى الله عليه و سلم روع جذع النخلة التي أنهكها الحزن حين حُرمت من لمسة خير البشر وبكت فراقه شوقاً إليه و حباً فلم تهدأ إلا بلمسته وحنانه.. همسة: سبحان رب العباد اللي خلق للناس الأشجار سبحان من خلق الشجرة ورفع مستواها فيها منافع كثيرة للعرب من طلع الأثمار حنا عرفنا منافعها وناكل من غزاها تفكروا في الشجرة يأهل العقول كبار وصغار من شاف له شجرة خضرة يساهم في حماها