**رمضان كريم.. مع لياليه الأخيرة.. نحمد الله على النعم.. ومن نعمه الجليلة: نعمة المعرفة.. الجهل أصل في الإنسان.. حقيقة وردت في الآية الكريمة رقم: (77)، سورة النحل.. يولد الإنسان جاهلا.. ثم يتعلم ب(قدرة) الله.. وهذه نعمة، تقود إلى نعم أخرى. **عرف الإنسان مجالات الحياة.. عرف العلوم، والنظريات، والحقائق.. تظل البيئة مدرسة.. الحديث عنها، دعوة للتعرف على الحياة الطيبة.. الحياة التي تعزز في الإنسان قوى التأمل والتفكير.. البيئة الطيبة تحوي مياها وفيرة، وزرعا وشجرا، وإنسانا رشيدا.. كل حضارات الإنسان كانت ب(رفقة) الماء والنبات.. **تحدث كاتبكم عن المياه، وسيظل.. الماء قضيتي، وأيضا قضيتكم.. تجاهل هذه القضية مصيبة.. الجميع سيدفع ثمن التجاهل.. حتى الأجيال القادمة، لها نصيب من المعاناة.. **يتواصل الحديث عن حكاية الشجرة، التي وردت في المقال السابق.. هذا المقال الأخير، من سلسلة مقالات دعم الغصن الأخضر.. ختامها سرد بقية مسيرة حياة هذه الشجرة مع العطش.. كتب الله ل(كاتبكم)، معايشة وضعها مع العطش.. تابع صمودها.. تابع طريقة إدارتها ل(معاناتها) مع العطش والجفاف.. **نعرف أن الأشجار تموت ب(موت) جذورها.. تموت الجذور أولا، بعد انقطاع الماء.. كنتيجة، يجف الجذع، والأغصان، وتسقط الأوراق.. مع هذه الشجرة الأمر يختلف.. جذرها آخر ما يموت.. تتخلص أولا من الأوراق.. ثم الأغصان الطرية.. ثم الأفرع.. ثم يجف الجذع ويموت.. فجأة، بعد ريها وهي على هذا الحال.. تظهر براعم جديدة من الجذور الحية.. حتى الجذور لا تموت دفعة واحدة.. **موقف يعزز حياة الإنسان في البيئة.. شجرة لها هذا الموقف.. شجرة ب(كل) تلك الخصائص.. يقف البعض في وجهها، محاربا وجودها، في الشوارع والميادين والحدائق.. ولا يهتم حتى بزراعتها في الأرض.. **نسأل وزارة الزراعة: كم عدد الغابات التي أنجزتها في المملكة؟!.. لن يكون هناك أي جواب.. تعودوا على العمل في صمت.. هذه النتائج قادت إلى مرحلة حرجة من الجفاف والتصحر والعطش.. **هل ننادي ب(محاكمة) وزارة الزراعة على سوء اجتهادها.. وعلى تجاهلها إنشاء الغابات.. وعلى تجفيفها المياه الجوفية.. وعلى إهمالها التنمية الريفية؟!.. هل ننادي ب(إلغائها)، وتوزيع تركتها على بقية الوزارات الأخرى؟!.. وزارة الزراعة قضية كبرى، الحديث عنها في المقالات القادمة ضرورة.. كما ترون، الكلام العربي يجر بعضه بعضا.. إلى أن تتشكل الزوايا.. معها نقول رمضان كريم.. **نعود إلى خصائص الشجرة، التي أرى أن تسجل على طابع بريدي.. تكريما ل(كل) الشجر، الصابر على هذه الأرض الجافة.. كل بلاد الدنيا تسجل الأشجار، وحتى الحشرات والعصافير، على طوابع البريد.. نحن نزيل الأشجار.. نقتل العصافير.. وندفن البحار.. ونجعل أهل الريف فقراء.. **أشجار بلادي متنوعة.. تموت في كل مكان.. الجميع مشغول.. في ظل وجود وزارات مشغولة.. فقراء، ومحتاجين، وأغنياء، وأثرياء.. الجميع في نهاية المطاف إلى الطين يعودون.. وتظل البيئة الطيبة سندا للأجيال.. **من خصائص هذه الشجرة.. تمسكها ب(الحياة).. أي غصن تنزعه، يمكن زراعته، ل(يعطي) شجرة أخرى جديدة.. يمكن نقل هذه الشجرة، مهما بلغ عمرها، إلى أي مكان آخر.. يمكن تربيتها في أحواض.. يمكن أن تنمو في أي مكان.. يمكن أن تكون شجرة كبيرة.. يمكن أن تكون شجيرة صغيرة.. يمكن تشكيلها.. ويمكن (تقزيمها).. المهم أن تظل حية.. **في هذه الشجرة، يمكن أن تنمو جذور جديدة من أي غصن.. كل جذر يمكن أن يعطي شجرة جديدة.. كل غصن يمكن أن يكون له جذر، ل(يصبح) شجرة، بعد فصلها عن أمها الأصلية ونقلها إلى مكان آخر.. **شجرة ب(هذه) المواصفات تستحق الحماية.. تستحق الرعاية.. شجرة كانت منتشرة في كل مدن المنطقة الشرقية.. اليوم تضاءل عددها مع مشاريع إزالة الأشجار.. **في هذا الشهر الكريم، الدعاء ل(هذه) الشجرة، ب(البقاء) والانتشار واجب.. ساعدوها في هذه الأرض الطيبة.. الشجر والهواء والمدر، يحتاج إلى دعائكم.. يحتاج إلى وقفة رشيدة.. يحتاج إلى حمايتكم.. يحتاج إلى رعايتكم.. كونوا أنصارا وأصدقاء للبيئة.. كونوا أنصارا وأصدقاء للشجرة.. كونوا غيورين.. كونوا بناة للحياة.