بدأ الحكم الانتقالي في مصر ينشط باتجاه تطبيق خريطة الطريق التي أعلنتها القوات المسلحة المصرية حينما انحازت إلى الأغلبية الشعبية وأطاحت بالرئيس المصري السابق وحزب الإخوان الذي فشل في إدارة المرحلة الانتقالية في مصر. ومنذ يوم أمس بدت مصر تقترب من إعلان حكومة انتقالية برئاسة السيد حازم الببلاوي، وواضح أن الحكومة الجديدة هي حكومة تكنوقراط وعمل وتتسم بالحياد، وهذا في الواقع ما تتطلبه الظروف الراهنة في مصر، فبالإضافة إلى الاستقرار السياسي الضروري فإن مصر بحاجة إلى إدارة مهنية للخطط القادمة الاقتصادية بالذات وبرامج التنمية والنهوض. بالنظر إلى أن الاقتصاد المصري قد مر بظروف صعبة خلال السنوات الثلاث الماضية، سنتا الاحتجاجات ضد حكم الرئيس مبارك، وفي سنة حكم الإخوان بدأ قطاع الأعمال والمستثمرون يشككون في قدرة جماعة الإخوان الحاكمة على بناء بيئة استقرار سياسي وخطط تحرك الاقتصاد وتعيد الحيوية إلى المجالات الاستثمارية والتبادلية في مصر. وحدث ما كان يخشاه مجتمع الأعمال، إذ انشغلت جماعة الإخوان بتصفية الحسابات السياسية والاستحواذ وإغراق السفينة المصرية بمزيد من الاضطرابات بدلاً من قيادتها إلى بر الأمان. وأصبح حكم الجماعة عبئاً إضافياً على مصر سياسياً واقتصادياً وأمنياً، لهذا كان على القوات المسلحة المصرية التي تحملت الكثير من اللوم والعتب أن تنقذ مصر وتحميها من الارتماء في اتون نيران الحرب الأهلية وتخليصها من المرحلة الاستفزازية لأغلبية الشعب المصري. وبعد زوال إدارة الإخوان المترددة الضعيفة، فإن مصر الآن تستعيد نشاطها وآمالها كي تبدأ مجدداً في النهوض والبناء، لأن المرحلة الانتقالية بقيادة الرئيس عدلي منصور مرحلة حساسة وتتطلب الكثير من الجهد والموارد لوضع القطار المصري على السكة الصحيحة. وحظي الرئيس عدلي وفريقه ورئيس حكومته والقوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق عبدالفتاح السيسي، بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكذلك من إخوانه زعماء الدول الخليجية وكثير من الدول العربية التي تتمنى لمصر الاستقرار والأمان والمستقبل الزاهر. وكان دعم خادم الحرمين الشريفين فورياً وحاراً لإظهار المساندة للحكومة المصرية الجديدة وتقديم المساعدة المالية الفورية السخية أيضاً لتعزيز الاقتصاد المصري ومنعه من الانهيار، سواء بسبب تراكم الأخطاء أو بفعل فاعل، حتى تتمكن الحكومة الجديدة من العمل وإعادة عجلة النشاط في شريانات الاقتصاد المصري. وموقف خادم الحرمين الشريفين من مصر هو موقفه الصادق الدائم من مصر الشقيقة التي لا تود منها المملكة إلا أن تكون بخير وسلام واستقرار وطمأنينة كريمة في حياتها مسددة في خطاها وموفقة قراراتها.