لي مثل ما لك..قلب. وشفة.. ومقبرة.. وحبيب..أغلق عينيه ومضى.. وانتعله هذا الزمن وأضاعه.. وأضاع الحب معه.. لي مثل ما لك غصة في الحلق.. وكلام يحتبس ولا يقال... وفي عينيك أرى لغة حائرة.. وحزنا لا يحد.وبسمة ونصلاً ومدية في الظهر يا من تمشي وتجتاز كل الحقول.. المزروعة بالخناجر.. وتضحك بشفاه من دم وألم.. وتقول.. ولا تقول.. أيها العاشق المكلوم.. افتح صدرك لكل السهام.. ولا تسأل أحدا.. لماذا يزرع نصلا في جراحك؟ وكن المقتول الحي ولا تكن القاتل الميت.. واغلق عينيك. فخير لك أن تبات مظلوما لا ظالما. دعهم ينثرون الملح على موج البحر.. فلن يزداد مرارة.. ففي البحر من الملح ما يكفي.. ولن يضيرك أن تكون إنسانا مضافا إلى ساحة «السايتجراها»» أو غاندي آخر.. فبالحب تعمر هذه الدنيا.. وبالحب يمكنك أن تعيش عمرا اطول. وخير لك أن تموت عاشقاً من أن تموت كارهاً. عندما افترقنا باتفاق جازم وحاسم أن يبقى كل منا واحداً أكيداً في هذا الليل.. لم أكن أدري أنك باقية معي في صمتي.. وفي همسي.. وفي صخبي وسكوني.. وفي صحوي وحلمي.. وفي ركضي وجنوني.. وما كنت أدري أن لي من هذا الليل ما هو لك.. ولي من هذا الحب ما هو أكبر مني ومنك. لقد شققت صدر البحر.. وصدر المحار لأخرجك وأصعد بك بين عيني وعيون الحوت الذي لا يرحم.. فأكلت ما بين صلاتي وابتهالي ورجائي.. وما بين زحام هذه الدنيا ومطالبها وأنياب الذئاب والكلاب.. وحينها أدركت أني لست لك.. فقد صرت نجمة مباحة في الفلك تدار وتدور.. وترتفع وتسقط .واضناني ارتقائي وصعودي إليك فعدت إلى الأرض لأراك وأرى نفسي وهكذا انتهى ما كان مني.. وانتهى ما كان لك. لا أدري لماذا أشغل بهذه السحن الحزينة والمتألمة والمقلوبة.. لقد استنفدت جل عمري في محاولة بائسة لكي افهم لماذا يصاب معظم الأدباء والشعراء والصحفيين بالفقر والأحزان والكوارث المتتابعة.. وبعضهم يصل إلى أعماق المأساة الكبرى.. ولا يعرف كيف يخرج منها. هذه الوجوه المتعبة لماذا ترى البؤس أمامها وخلفها.. وهل قدر كل المبدعين في هذه الدنيا أن يعيشوا فقراء؟ هواجس وتساؤلات لا حد لها تنتابني كما أشاهد تلك الوجوه التي تغالب حزنها.. بالأمس شاهدت زميلا غاب عني منذ زمن طويل.. كان يبيع بيضاً ودجاجاً.. وترك مهنة الصحافة والشعر والأدب.. قلت له: لماذا تركت مهنة الصحافة اخترت أن تبيع الدجاج؟ قال ضاحكاَ: لقد اخترت أن أبيع الدواجن حتى «لا أتدجن» هل تود أن تبيع بيضاً معي.. إن ثمنه أغلى وأهم بكثير مما يبيضه عقلك على الورق. ولأول مرة أشعر أنه على حق وأنني على خطأ.