قال بأسى وصوته يتهدج والدموع تملأ عينيه: عندما افترقنا باتفاق جازم وحاسم أن يبقى كل منا واحدا أكيدا في هذا الليل.. لم أكن أدري أنك باقية معي في صمتي.. وفي همسي.. وفي صخبي وسكوني.. وفي صحوي وحلمي.. وفي ركضي وجنوني.. وما كنت أدري أن لي من هذا الليل ما هو لك.. ولي من هذا الحب ما هو أكبر مني ومنك. ** لقد شققت صدر البحر وصدر المحار لأخرجك وأصعد بك بين عيني وعيون « الحوت» الذي لا يرحم فأكلت ما بين صلاتي وابتهالي ورجائي.. وما بين زحام هذه الدنيا ومطالبها وأنياب الذئاب والكلاب.. وحينها أدركت أني لست لك.. فقد صرت نجمة مباحة في الفلك تدار وتدور.. وترتفع وتسقط.. وأضناني ارتقائي وصعودي إليك فعدت إلى الأرض لأراك وأرى نفسي وهكذا انتهى ما كان مني وانتهى ما كان لك. قالت: يا هذا إن ثمن الصعود أقسى وأصعب من أن يتحمله عاجز.. أرهقه الكر.. والفر وتعب السنين.. ما حاجتي إلى رجل يتساقط.. وينحني.. ويهلك، والنجوم التي فوق رأسك.. يتطلب الصعود إليها نفسا لا تقنط ولا تكل ولا تمل ولا تيأس.. وشرف الصعود إلى أعلى لا يملكه الضعفاء.. ولكن يملكه الأقوياء ** وقد كان بالأمس وقع أقدامك كدقات الطبول توقظني وترهقني.. وتصعد بي وتدنيني.. ولكنك اليوم كهل حل به الوهن.. والضعف وما عاد يملك إلا الكلام.. وما حاجتي إلى رجل يتساقط.. وينحني.. ويهلك، والنجوم التي فوق رأسك.. يتطلب الصعود إليها نفسا لا تقنط ولا تكل ولا تمل ولا تيأس.. وشرف الصعود إلى أعلى لا يملكه الضعفاء.. ولكن يملكه الأقوياء.. وما عهدتك تجهل ما تحت الماء وما تخبئه أصداف المحار.. أم أنك أنكرت على نفسك.. وعلي.. أننا كلانا من ماء. لقد قلت إننا افترقنا باتفاق حازم وجازم.. ليتاح لك ولي.. معرفة هذه الدنيا.. وقراءة ما تخبئه عيون الذئاب والكلاب وحتى عيون التماسيح البليدة عندما تغفو.. لقد تعلمت ما لم تعلمه وأدركت ما لم تدركه.. فهل تعرف حكمة الثعابين عندما تترك أكياس سمومها على ضفة النهر قبل نزولها إلى الماء.. إنها تحرص على ألا تلوث الماء الذي تشرب منه.. فهل أدركت هذا وأنت إنسان..؟!! يا سيدي أنا امرأة لا تستهويني تلك العبارات المترفة والفخمة بقدر ما يستهويني واقع أعيشه وتعيشه أنت ولكنك تنكره. ** وبعيدا عن كل الأبواب التي فتحتها والتي أغلقتها.. وما كان مني وما كان لك.. تأمل جيدا أننا جميعا ندور وندار في هذا الفلك.. أنا وأنت وكل الناس.. فلماذا العتب.. على حياة لم تكن لي قط ولم تكن لك؟ ولا أزيد