يستقبلك ببشاشة وترحيب بالغ لا تنقطع الابتسامة عن محياه حسبما عرف عنه منذ نعومة أظفاره حتى ترك مزاولة الكرة ، نصف قبوله كنجم فوق العادة يبدأ من خارج المستطيل الأخضر ذلك هو نجم نادي النصر الفذ كما يحب أن يلقب اللاعب سعود حريري ، يعتز بماضيه مع النصر كثيرا رغم وحداويته ، ضيفنا اليوم نجم اشتهر كثيرا في زمانه حتى بات واحدا من ألمع مهاجمي الماضي ، أفضل من عرفته الملاعب السعودية باللعب في مركز الجناح ، التقينا به وقلبنا معه صفحات ماضية ولخصنا حديثه في ثنايا هذا الحوار واليكم تفاصيله.. نبدأ معك على غير العادة ونسألك متى كانت أفضل مراحل عمرك في الملاعب وأين قضيتها ؟ - عندما لعبت مع نادي النصر في فترة دراستي في معهد التربية الرياضية بمدنية الرياض حيث انتقلت من الوحدة إلى النصر بعد عرض يعد جيدا في ذلك الزمان فقضيت في أروقة نادي النصر أفضل مراحل عمري الرياضي في ملاعب كرة القدم ، وقصتي في الانتقال للنصر لن أنساها ما حييت. وما قصة انتقالك للنصر ؟ - عندما انتقلت للدارسة في معهد التربية الرياضية في الرياض تلقيت عرضا للانتقال لنادي النصر لكون الدراسة في الرياض ، وهذا العرض كان من قبل الأمير عبدالرحمن بن سعود – عليه رحمة الله – حيث تفاجأت في ذلك اليوم بعرضه مبلغ خمسة عشر الف ريال وكان فريق الوحدة ينتظر منازلة الأهلي في مكةالمكرمة ضمن كأس ولي العهد وفي نفس الوقت كان النصر ينتظره لقاء هام جدا ولو تمكنت من اللعب مع الوحدة لا يمكن أن انتقل للنصر ، وكان نادي الوحدة قد بعث الي تذكرة سفر من الرياض إلى جدة ، خيرني رئيس نادي النصر بين الاستفادة من التذكرة والسفر لجدة أو التمتع بمبلغ خمسة عشر الفا فاخترت رغبة النقل على الذهاب لمكةالمكرمة وكانت العروض من الهلال والنصر والرياض وكنت عامها قد سجلت هدفا في نهائي كأس ولي العهد في مرمى النصر وانا في صفوف الوحدة وكان مدربهم حسن خيري الذي درب الوحدة قبل النصر ولعبنا عامها ووصلنا النهائي وفزنا على الشباب في ملعب الصائغ. ومتى كانت بدايتك في عالم كرة القدم ، واين بدأت الممارسة؟ - بدأت في أشبال نادي الوحدة حيث تم نقلنا من الحي إلى النادي وكان ذلك عام 1385ه ، وكان عدد المسجلين في الكشوفات في ذلك الوقت قليلا جدا والنادي في حاجة إلى تسجيل النجوم ، لان جل لاعبي كرة القدم في ذلك الوقت يمارسونها من أجل عشقهم وفي الحي بعيدا عن الأندية ، لكننا كنا وزملائي سعداء بالالتحاق بناد رسمي وكانت الجماهير الوحداوية وأعضاء الشرف والمحبون في ذلك الوقت يعاملون المسجلين في النادي كأبناء ويقدمون لهم الرعاية والاهتمام الكبير ، وانتقلنا للفريق الاول مباشرة بعد عام ونصف في الناشئين وكان المدرب القدير حسن سلطان يحرص كثيرا على منح الوجوه الشابة فرصة اللعب في الفريق الاول ، ولن انسى عندما لعبت مع كبار اللاعبين في ذلك الوقت ابو زيد ، جميل فرج ، عبدالله ابو يمن ، سليمان بصيري ، كريم المسفر ، علي داود ، لطفي لبان ونجوم الكرة في ذلك الوقت ، وفي الحي كنت في فريق البحر وكان النادي يسمح لنا باللعب في الاحياء بعد توقف المنافسات حفاظا على اللياقة البدنية. وكيف كان التدريب في ظل تواجدكم مع كبار النجوم وانتم فئات سنية في ذلك الوقت ؟ - كان التدريب في ذلك الوقت ثلاثة أيام للكبار ومثلها للناشئين لذلك كنا نتدرب مع الناشئين والكبار، وهذا معناه سبعة أيام في الأسبوع يوميا ولم يكن التدريب مثل الآن عصرا ومساء حتى ساعات الليل بل كانت فترة العصرية من بعد الصلاة وحتى صلاة المغرب ، وكان مدربنا حسن سلطان المدرب الوحيد في السعودية الوطني والباقي جميعهم غير سعوديين ، سودانيين ومصريين وكانت الأندية تعتمد عليهم كثيرا ولا يوجد جنسيات اخرى إلا نادرا ، حتى مدربنا السعودي الوحيد حسن سلطان تعلم التدريب في مصر اذ كان يعيش هناك وعندما عاد للسعودية كانت لديه مقدرة في التدريب ومؤهل تماما . على ذكر صغر السن ، ما رأي أسرتك في ممارستك لكرة القدم في ذلك الوقت وأنت صغير وتمارسها مع من يكبرونك سنا ؟ - أولا ممارسة الكرة بالنسبة للأسرة أمر مرفوض تماما خصوصا الوالد فهو – عليه رحمة الله – كان يمنعني منعا باتا ويعتبر ممارستي للكرة نوعا من الخروج عن المألوف ، لكنني كنت أواجه ذلك المنع بالخروج من منزلنا خفية حيث أقوم برمي ملابسي عبر جدار منزلنا واخرج من الباب بشكل عادي ولا توحي حالتي بأنني ذاهب إلى تدريب ، وبعد الخروج من الباب احمل حقيبة الملابس الرياضية وأذهب للنادي للتدريب مع باص النادي المخصص للناشئين وصغار السن ، ووالدي كان معلما وفي احدى المرات سمع عن بروزي خلال وسائل الإعلام بعد تلقي الخبر من زملائه في المدرسة وعند العودة إلى المنزل واجهني بالامر ، فاعترفت له بفعلتي وكان اللاعب محمود زرد من اقاربنا وتحججت للوالد أنه من تولى تسجيلي في النادي فرضي بالامر الواقع . حريري وهو مدرب لكرة السلة