على رغم أن النصر خرج هذا الموسم خالي الوفاض، إلا أن جماهيره تعيش منذ ساعات عدة حالاً من الفرح والسرور العارم، بعدما ظفر ناديها بخدمات صانع ألعاب نادي الاتفاق والمنتخب السعودي الأول الدولي يحيى الشهري (22 عاماً)، في صفقة كبير تمت بين الناديين أول من أمس، وبلغت قيمتها المالية ال48 مليون ريال، إذ جاء ذلك ضمن «برنامج دعم» الفريق الأول بعناصر جديدة أجنبية ومحلية، والذي بدأته الإدارة النصراوية خلال الأسبوعين الماضيين، حتى يكون الفريق «الأصفر» في أفضل حالاته الفنية في الموسم المقبل، لينافس على الاستحقاقات كافة. وبدأت مسيرة «الفرح النصراوي» من مطار الملك خالد الدولي في الرياض أول من أمس، عندما استقبلت جماهيره الكبيرة لاعبها الجديد يحيى الشهري القادم من مدينة الدمام، وزفته إلى مقر النادي غرب العاصمة الرياض، والذي احتضن في اليوم ذاته مؤتمر «تقديم اللاعب» للجماهير، وذلك في حضور رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي ومحبي وأنصار النصر، وأعرب الشهري عن بالغ سعادته وسروره بالانضمام إلى النصر «أسأل الله التوفيق، وسعيد جداً بثقة النصراويين كافة، وسأعمل إلى جانب بقية زملائي، لنكون دائماً في مستوى الثقة، وأن نسهم في تحقيق نتائج ترضي كل محب لهذا الكيان الكبير». صانع الألعاب الماهر، يحيى سليمان الشهري المولود في ال8 من كانون الأول (ديسمبر) عام 1991 في مدينة الدمام، يحتل الترتيب الخامس بين أفراد أسرته، وشقيقه الأكبر محمد لاعب سابق في شباب وأولمبي الاتفاق، وأيضاً شقيقه علي لاعب سابق في الاتفاق والاتحاد والقادسية وحالياً في النهضة، في حين يقول شقيقه الأكبر محمد ل«الحياة» عن يحيى: «يحيى ذو شخصية هادئة ومرحة، ما جعله محبوباً ومقرباً بين أصدقائه وأبناء جيرانه في الحي، واشتهر بين أقربائه بوجوده الدائم في المنزل، واقتصار خروجه على أداء الصلاة بمسجد الحي أو الذهاب إلى النادي، لتأدية التدريبات أو مرافقة الفريق خلال المباريات»، كاشفاً عن أن شقيقه دقيق بشدة في مواعيده، ولا يحب السهر، مضيفاً: «لعب في فريق يعرف بالسانسيت في أحد أحياء الدمام قبل انضمامه إلى الاتفاق، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة أحمد بن حنبل، وكان من الطلاب المتفوقين، والمشهود لهم بحسن الخلق، ومن ثم التحق بمدرسة الدمام المتوسطة، وكان أيضاً من المتفوقين فيها، وحاز على شهادات تفوق وجوائز وبطولات مدرسية عدة، قبل أن ينتقل إلى المرحلة الثانوية، ودرس في مدرسة القلاف الأهلية، وتخرج منها بامتياز بنسبة عالية». من جهته، قال ل«الحياة» المدرب الوطني خليل المصري الذي سبق وأشرف فنياً على تدريب يحيى الشهري في منتخبات البراعم والناشئين والشباب: «الشهري لاعب خلوق جداً، وطوال إشرافي عليه من فئة البراعم وحتى فئة الشباب لم يصدر منه أي سلوك غير منضبط تجاه الجهاز الفني أو تجاه زملائه اللاعبين، وهو صانع ألعاب ماهر من الطراز العالي، ويمتاز بالقدرة على اللعب في مراكز عدة كصانع لعب ومحور هجومي وخلف المهاجمين وجناح أيسر، إضافة لقراءته السليمة للعب، والذي يساعده في استخلاص الكرة من الخصم بسلاسة من دون احتكاك وبناء هجمة مضادة، كما يجيد التمركز في المكان المناسب والتمرير الطويل بسرعة عالية، والقدرة على التمرير القصير بدقة وإجادة التحكم بالكرة، وعدم فقدانها بسهوله حتى في حال تعرضه للضغط المستمر من الخصم، لإجادته المراوغة والتوغل». حين بزغ نجم يحيى الشهري كلاعب كرة قدم موهوب، ذهل بإمكاناته الفنية المدرب السويسري جان ماري كونز، على رغم قصر قامته، وتواضع بنيته الجسمانية، إذ صقل كونز موهبة الشهري في منتخب الناشئين السعودي لأعوام عدة، عندما كان يدرب «الأخضر الصغير»، بل وأطلق عليه لقب «مارادونا الكرة السعودية»، أما المنسق الإعلامي السابق لمنتخب الناشئين، الزميل خالد الحربي الذي كان يقدم دروساً تعليمية للشهري، لكون الحربي يعمل معلماً، قال عنه: «يحيى كان لاعباً هادئ الطباع، ويملك ثقافة عالية جداً، واشتهر منذ سنّ باكرة بموهبته في صناعة اللعب، ففي إحدى بطولات كأس الخليج للناشئين في أبها عام 2006 سجل حضوراً لافتاً في البطولة، حينها كان مع لاعبي الجيل الحالي عبدالله العنزي وسلطان البيشي ونواف العابد وعبدالله السديري»، وأضاف: «كان مدير منتخب الناشئين سلمان القريني في بعض المعسكرات التي تقام خلال الدارسة، يستقطب معلمين لتعليم اللاعبين الطلاب، بل وسجل بعض اللاعبين في مدارس قريبة من مقر المعسكر في إستاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض، وكنا نتعاون على تقديم دروس في المعسكر للاعبين، حتى لا ينقطعوا عن تحصيلهم العملي».