عندما تتصفح التاريخ .. وتجد أن القلعة الخضراء كانت من مهد الكرة السعودية متزينة بالذهب .. مرتدية الألماس .. مطرزة بالفضة .. حينها لا تحتاج إلى عصر فكرك للتوصل إلى عملقة الأهلي محليا وخارجيا .. فهو التاريخ الذي عزف لحن الفرح منذ نعومة أظافره لمحبيه وعشاقه ..!! لقد أجبر الأهلي كل من يملك قلما أن يبتعد عن الرتابة في كتابة الأحرف والكلمات والجمل .. لأنه ببساطة نادٍ مغرٍ يمتلك عنصر المفاجأة في ولادة النجوم والبصاص مثلا .. ولغة التجديد في الخطاب والإدارة ..والجنون من على المدرجات .. والفن داخل المستطيل الأخضر .. حتى أضحى البليد في ممارسة الكتابة على الورق أو الكيبورد " معلم " مفردة .. و"ملحن " أغنية .. و" شاعرا " رومانسيا .. و " مطرب " فرح لا يعرف طريق الحزن ..!! الأهلي عبق الماضي .. ووردة الحاضر .. وزهرة المستقبل .. واحد من الأندية التي تزرع الأمل للكرة السعودية على مر العقود .. فهو من الأندية الولادة للنجوم حتى لو خالف قاعدته وضم لاعبا هنا أو هناك من أندية أخرى .. لكن السواد الأعظم من نجومه هم صناعة محلية تتدرج من الأكاديمية إلى الناشئين إلى الشباب إلى الفريق الأول .. فياسر فهمي نموذج ومصطفى بصاص مفاجأة .. وقبلهما منصور الحربي ووليد باخشوين .. والقائمة تطول في تفريخ النجوم وفق استراتيجية أهلاوية لا تستطيع من خلالها إلا تعظيم سلام للقائمين على هذا الصرح الكبير ..!! لقد صبر وانتظر جمهور الأهلي على أرصفة الحزن سنين طويلة .. لكنه لم يفقد ثقته في صلابة قلعته .. وعودة تاريخها من جديد .. بكى سنوات عجافا لعب الحظ فيها كثيرا عندما كان يصل للنهائيات .. ويخرج صفر اليدين في مناسبات مختلفة .. ورغم الحرقة والألم في فرحة موسم تطير كل حلاوتها وسعادتها في النهائيات .. إلا أن جمهور الراقي مشى على جمرة العشق ليتماسك ويورث هذا العشق للأجيال القادمة التي نجحت في عملية محترفة منذ ثلاث سنوات ومن على المدرجات في إعادة صياغة أخضرها من جديد .. صياغة لا تعترف بالخسارة في النهائيات أو المباريات الحاسمة .. صياغة حقق فيها الأهلي الألقاب ولم ينل فقط شرف الوصول للنهائيات كما كان سابقا ..!! لقد أعاد الجمهور الأهلاوي روح القلعة المفقودة في نفس الحي ونفس الشارع .. الذي تصدح بضحكات التاريخ مساء الأربعاء الماضي .. باستيقاظ همم رجالها وعشاقها ومحبيها من جديد .. مذكرين بمجدهم وتاريخهم وشموخهم..!! نعم جمهور الأهلي .. كان عضو الشرف الأول والرئيس والمدرب والمشجع .. وهذه المواصفات لا نبالغ فيها .. لأن انتشال الأهلي من السقوط إلى النهوض .. كان بأمر الجمهور .. وكان الآخرون عوامل مساعدة ..!! نعم منذ زمن طويل والقلعة تراوح في غربتها .. أعياها المرض .. فلم تعد تلك «القلعة» التي تبهر العين في ارتفاعها ونقوشها وجدرانها .. وتفاصيل أجنحتها وغرفها وحدائقها .. كل سنة تترك جانبا من تراثها .. حتى نسي محبوها السابقون واللاحقون ما كانت تحتفظ به من خزائن ونفائس ودرر .. ولكن جمهور الراقي أعاد ترميمها من جديد ..بل أعادها أكثر جمالا .. وأبهى للناظرين ..!! لقد أعاد الجمهور الأهلاوي روح القلعة المفقودة في نفس الحي ونفس الشارع .. الذي تصدح بضحكات التاريخ مساء الأربعاء الماضي .. باستيقاظ همم رجالها وعشاقها ومحبيها من جديد .. مذكرين بمجدهم وتاريخهم وشموخهم..!! أخيرا .. قرأت كتابا عن هذه القلعة .. حكى بين فصوله عن رقيها .. ورقي عشاقها .. وعدم خوض كتابها فيما لا يعنيهم .. حتى أضحوا أكثر المسالمين في زمن اعترى صاحبة الجلالة الهرج والمرج ورفع الصوت فضائيا وأرضيا .. ولم نر من عشاق هذه القلعة من يخلط الحابل بالنابل .. فاحتفظت بهذا الكتاب لأنه يطابق الواقع.. حتى مع مشاغبات الشمراني أحمد .. ومداعبات الزهراني علي ..!! بقي السطر الأخير الذي كتبته في الأهلي .. أحاول اعادته .. ان الانتماء في هذا النادي ثقافة انتماء للكيان وليس للأشخاص .. بدليل حضور جمهوره لكل الألعاب وليس لعبة واحدة .. انها ثقافة الانتماء..!!