نفض غبار الصبر.. وكسر حاجز اليأس.. وتذكر أن عنوانه الدائم خطف الكأس.. هكذا خيل له في ليلة العروس..!! خطب ودها لسنوات لكنها كانت تدير بوجهها عنه.. تودد لها بكل الكؤوس التي احتضنها في قلعته.. لكنها منذ العام 2007م تكشر بأنيابها.. وتنهش لحمه وهو للتو قد بدأ في مغازلتها..!! لم تكن جدة "العروس" تقبل به ونيسا وعاشقا ومحبا كما كان أيام زمان.. تلك الليالي التي فتحت فيها قلبها له بفن دابو والصغير وحسام وغيرهم الكثير.. ممن ملكوا قلب عروس البحر بأدائهم الراقي.. وإخلاصهم المتفاني.. ولعبهم القتالي..!! في أمسية الجمعة.. يبدو أنها اشتاقت كثيرا لذلك العاشق الهارب من قلبها.. المتمرد على بحرها.. الساكن في الكوخ المتهالك.. حتى أن معالمه بدأت تختفي من سجلات البحارة المشهود لهم باستخراج اللؤلؤ والمرجان.. لكن أولئك الصيادين المهرة الذين لم يتركوا سفينتهم الخضراء والبيضاء تتقاذفها الأمواج.. صبروا وانتظروا طويلا على رمال الشاطئ كطوق نجاة لسفينتهم.. ولشد أزر بحارتهم.. وكان لهم ما أرادوا في أمسية القائد الكبير..!! الأهلي سر الكلام المخبأ في العيون.. ولغة الطير التي تنشد الحرية الطليقة لكل الألعاب.. والفراشة التي لا تهدأ طوال الموسم.. تلعب نهائي يد.. وتنافس على لقب الطائرة.. وتحتكر ألعاب القوى.. وتناوش في السلة.. هو خلية نحل.. يغذي محبيه دائما بالعسل.. وهل هناك أشهى من العسل؟! هو الأهلي يا سادة.. إن حضر طغى عنفوانه على الجميع.. يلمع في قاعة الذهب.. فهو فرح قديم جديد.. تنتفض حينما يحدثك عشقه عن فرحه القادم منذ زمن بعيد.. فهو نهر ممدود من ملاحم تاريخية شهيرة.. توارثها محبوه جيلا بعد جيل.. وحفظوا أهازيجه عن ظهر قلب.. وهذا ما يفسر لنا اشتعال جماهيره في المدرجات بألقاب أو بدون ألقاب.. ليمثل حالة استثنائية من الوهج الذي لا يذبل حتى وإن مرضت مسيرته لأعوام وأعوام..!! نعم.. نامت اللحظة المتوهجة في الأهلي داخل المستطيل الأخضر لسنوات.. لكن نافذة القلب في المدرجات ظلت مشتعلة.. عينا لا تنام.. وقلبا لا يستسلم لليأس.. وذاكرة لا تهرم ولا تشيخ.. فالعنوان الأول لها.. إنها قلعة الكؤوس..!! جمهور الأهلي.. حروف من قصيدة رومانسية.. تتشكل بكل ألوان قزح.. في الفرح والحزن.. في الكلام والصمت.. لكنها تظل وفية في الحالتين.. تنبض عشقا ووفاء وابتكارا.. هي كذلك في نشيدها الطاغي من على المدرجات.. ترقص فرحا برؤية الأخضر والأبيض.. حتى لو كانت تذبح من الوريد إلى الوريد بهز شباكها هنا أو هناك.. فالفرح لهذا الجمهور الأهلاوي هو رؤية أجساد تتحرك تحمل شعار ناديها.. إنه بعض جنون.. بل هو جنون العشق بعينه.. أليس كذلك..!! ** الأهلي.. هو أيضا عنوان للرقي.. لم لا.. وقائد مسيرته خالد بن عبدالله.. ذاك الإنسان الذي يعمل أكثر مما يتكلم.. يضفي للوسط الرياضي شموخا.. تراهن عليه في لغة التحديات مع المجالات الأخرى.. لتفخر وتفاخر به.. إن تحدث أصاب بعيدا عن لغة التشنج والإثارة المصطنعة والقضايا المبتذلة.. وإن صمت.. وهو عنوانه الأبرز.. فإن صمته رسالة في بعض الأحيان لقضايا ملحة في وسطنا الرياضي.. هو واحد من أولئك الرجال الذين قدموا لرياضة الوطن الغالي والنفيس.. أيضا بصمت ورقي!!. في الأهلي.. نموذج لا يؤمن باللعبة الواحدة.. فهو نصير الألعاب المختلفة.. وحامل لوائها.. هكذا يقول التاريخ لهذا النادي في اليد والطائرة وألعاب القوى وكرة الماء والتنس والسلة!!. الأهلي فريد في أحواله.. وفريد في عشاقه.. وفريد في تعاطيه مع الرياضة.. نموذجي يتناسب مع كل الأذواق.. يضيء في العتمة.. لا تغيب شمسه في أي موسم عن بطولة هنا أو هناك.. لقب محلي أو خارجي.. هو لكل الألعاب.. وليس نادي اللعبة الواحدة!!. الخلاصة.. الأهلي سر الكلام المخبأ في العيون.. ولغة الطير التي تنشد الحرية الطليقة لكل الألعاب.. والفراشة التي لا تهدأ طوال الموسم.. تلعب نهائي يد.. وتنافس على لقب الطائرة.. وتحتكر ألعاب القوى.. وتناوش في السلة.. هو خلية نحل.. يغذي محبيه دائما بالعسل.. وهل هناك أشهى من العسل؟! الأهلي حكاية.. يمكن للمتأمل في تاريخه أن يدرك عبقرية صناع القرار فيه منذ ما يقارب ال30 عاما.. فهو الذي جعل سمة التحول والتغيير عنوانا لمنهجه في صياغة الأفكار ذات التأثير الفاعل على كافة الأنشطة.. لذلك ترى أنصار ومحبي الأهلي يمتلكون ثقافة مدرجات ملاعب كرة القدم.. ومدرجات الصالات أيضا.. أي أن أنصار الأهلي يمثلون ظاهرة الانتماء للنادي.. وليس الانتماء للعبة كرة القدم فقط.. هذه هي ثقافة أهلي جدة منذ ما يقارب الثلاثين عاما.. ثقافة خالد بن عبدالله!!.