أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سلسلة قرارات الإثنين بتنظيم محاكمات عسكرية استثنائية جديدة وأقر قواعد تضع أطرا للاعتقال غير المحدد زمنيا لأكثر من أربعين سجينا في جوانتانامو، متخليا بذلك عن أحد أبرز تعهداته أثناء الحملة الانتخابية. ما زال 171 معتقلا حاليا في جوانتانامو بدون تهم أو محاكمة . « أ ف ب » . وتحدد هذه الإجراءات الجديدة السياسة البعيدة الأمد للبيت الأبيض في هذه القاعدة الأمريكية في كوبا. وسيتم تنظيم محاكمات جديدة فيها بتهمة ارتكاب جرائم حرب كما ستتم إعادة النظر في أوضاع المعتقلين لأمد غير محدد دون محاكمة في غضون سنة ثم مرة كل ثلاث سنوات. وأكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية طلب عدم كشف هويته "نحن نجهد من أجل تحقيق هدف الرئيس القاضي بغلق جوانتانامو مع إرساء نظام اعتقال قانوني يتلاءم مع أمننا وقيمنا". وكان أوباما ذكر في مايو 2009 أنه ليس ضد مبدأ المحاكم الاستثنائية لمحاكمة مشتبه بهم في قضايا إرهاب غير أنه رفض الطريقة التي تمت بها صياغة هذه المحاكم من قبل سلفه الجمهوري. وأكد المسؤول الأمريكي أن الرئيس أوباما "لا يزال مصمما على إغلاق جوانتانامو" حتى وإن أقرت إدارته في الآونة الأخيرة بأن ذلك لن يكون ممكنا قبل 2012. مثل تجميد محاكمات معتقلي جوانتانامو إحدى أول مبادرات الرئيس أوباما الذي كان يرغب في رسم قطيعة واضحة مع سنوات حكم جورج بوش. غير أن الكونغرس ظل منذ ذلك التاريخ يعرقل تحركه بهذا الاتجاه حيث رفض نقل المعتقلين إلى الأراضي الأمريكية حتى من أجل محاكمتهم.ومثل تجميد محاكمات معتقلي جوانتانامو إحدى أول مبادرات الرئيس أوباما الذي كان يرغب في رسم قطيعة واضحة مع سنوات حكم جورج بوش. غير أن الكونغرس ظل منذ ذلك التاريخ يعرقل تحركه بهذا الاتجاه حيث رفض نقل المعتقلين إلى الأراضي الأمريكية حتى من أجل محاكمتهم. والواقع إن حتى أشد خصوم أوباما من الجمهوريين مثل بيتر كينغ، أشادوا بالإجراءات التي تم تبنيها معتبرين أنها "تؤكد عقيدة بوش التي تقول أنه يحق لحكومتنا سجن إرهابيين خطرين حتى نهاية الحرب" على الإرهاب. عمليا سيطلب البيت الأبيض من وزير الدفاع روبرت غيتس إعادة إرسال المتهمين الجدد إلى محاكم جوانتانامو التي أعيدت هيكلتها في 2009 من قبل الإدارة الديمقراطية والكونغرس لجهة تعزيز حقوق الدفاع ومنع الاعترافات التي تنتزع تحت الضغط. ويتوقع أن يتم ذلك "قريبا جدا إنها مسألة أسابيع أو أيام" بحسب مسؤول أمريكي آخر. وبين من يرتقب مثولهم هناك بالخصوص عبد الرحيم الناشري أبرز المشتبه بهم في الاعتداء على البارجة الأمريكية "يو إس إس كول" سنة 2000 في اليمن وأيضا خمسة متهمين في اعتداءات 11 سبتمبر 2001. وقد جرت في جوانتانامو عام 2010 ثلاث محاكمات كانت في مرحلة متقدمة جدا عند تولي أوباما مهامه. وتعتبر الإدارة أن الأمر يتعلق "بأداة هامة لمحاربة الإرهاب الدولي الذي يحال إلى قضائنا مع تأكيد دولة القانون". غير أنها كررت الإثنين تصميمها على تنظيم بعض المحاكمات أمام محاكم حق عام. وبالتوازي مع ذلك يؤطر مرسوم جديد الاعتقال غير المحدود لأكثر من 40 معتقلا من أصل 171 معتقلا حاليا في جوانتانامو باعتبارهم خطيرين جدا ولا يمكن بالتالي الإفراج عنهم بيد أن الأدلة ضدهم غير كافية أو لا يمكن اعتمادها. وسيتمكن المتهمون من الدفاع عن أنفسهم لدى مثولهم أمام مجلس يضم شخصيات مدنية وعسكرية. ويتعين على جهة الاتهام أن توفر للمتهم مسبقا كافة العناصر الضرورية ليتمكن من إعداد ملفه. وأثر هذه الجلسة تتم إعادة دراسة الوثائق بشأن تغيير وضع المتهم مرة كل ستة أشهر لمدة ثلاث سنوات قبل تنظيم جلسة جديدة. كما ستتم مراجعة جهود الإدارة في إعادة أو تسليم معتقلين إلى بلدان ثالثة في غضون عام ثم "بعد أربع سنوات على الأقل" بهدف التثبت من أن "الاستمرار في اعتقال أسرى حرب يبقى متلائما مع مصالح الولاياتالمتحدة".