واشنطن - «الحياة»، أ ف ب - تخلى الرئيس الأميركي باراك اوباما عن أحد ابرز تعهداته خلال حملته الانتخابية التي قادته الى السلطة العام 2009، إذ قرر إنهاء تعليق محاكمات عسكرية لمعتقلي قاعدة غوانتانامو في كوبا، وأمر باعتماد نظام لاعتقال 40 من أصل 171 سجيناً مصنفين بأنهم «خطرون جداً» لفترة غير محددة. وتمثل الإجراءات الجديدة السياسة البعيدة الأمد للبيت الأبيض في غوانتانامو. وعلى رغم أن تجميد المحاكمات شكل إحدى أولى مبادراته لدى توليه الرئاسة في اطار قطيعة واضحة مع سنوات حكم سلفه جورج بوش، قال أوباما أمس: «منذ بداية إدارتي، عملت الولاياتالمتحدة لجلب إرهابيين أمام العدالة التزاماً بحماية الشعب الأميركي واحتراماً لقيمنا. وأعلن اليوم خطوات توسع قدرتنا على جلب هؤلاء أمام العدالة ومراقبة أعمالهم وضمان معاملتهم الإنسانية». وزاد: «أؤمن بشدة بأن نظام العدل الأميركي جزء رئيسي من ترسانتنا في الحرب على تنظيم القاعدة ومؤيديه، وسنستمر في العمل لضمان تعزيز أمننا وقيمنا». وأكد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية طلب عدم ذكر اسمه استمرار تصميم الإدارة على مثول بعض السجناء أمام محاكم للحق العام. أما النائب الجمهوري بيتر كينغ فأشاد بالإجراءات الجديدة، معتبراً أنها «تؤكد عقيدة بوش في امتلاك الإدارة حق سجن إرهابيين خطرين حتى نهاية الحرب على الإرهاب». وستُنظم محاكمات في غوانتانامو بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وسيُعاد النظر في أوضاع المعتقلين لفترة غير محددة من دون محاكمة خلال سنة، ثم مرة كل ثلاث سنوات. كما ستراجع الإدارة تدابير إعادة معتقلين أو تسليمهم الى بلدان ثالثة خلال سنة ثم بعد أربع سنوات على الأقل «بهدف التحقق من أن استمرار اعتقال أسرى حرب يبقى ملائماً لمصالح الولاياتالمتحدة». وسيطالب البيت الأبيض «قريباً جداً» وزير الدفاع روبرت غيتس بإعادة إرسال المتهمين الجدد الى محاكم غوانتانامو التي أعيدت هيكلتها العام 2009 على صعيد تعزيز حقوق الدفاع، ومنع انتزاع الاعترافات بالضغط، واعتماد نظام أفضل في التعامل مع المعلومات السرية. وبين المتهمين المرتقب مثولهم عبد الرحيم النشيري ابرز المشبوهين في مؤامرة الاعتداء على المدمرة الأميركية «يو اس اس كول» في اليمن العام 2000، والمتهمون الخمسة باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. ويترجم ذلك فعلياً معاناة الإدارة من عرقلة الكونغرس خطوات إغلاق غوانتانامو منذ تولى اوباما الرئاسة. ورفض الكونغرس نقل معتقلين الى الأراضي الأميركية حتى من اجل محاكمتهم، ما دفع الإدارة اخيراً الى استبعاد إغلاق المعتقل قبل العام 2012، فيما أجريت في غوانتانامو العام الماضي ثلاث محاكمات كانت في مرحلة متقدمة جداً لدى تولي اوباما مهماته.