مرت 10 سنوات على افتتاح جوانتانامو كمعتقل لمتهمي تنظيم القاعدة، و3 مرت منذ ان وقع اوباما امرا تنفيذيا باغلاقه خلال عام، إلا أن جوانتانامو مازال مفتوحا حتى الآن، والمحاكم العسكرية ما زالت مستمرة، والجدلُ حيال دور المعتقل وجدواه مستمرين. وتقول الأرقام حول هذا المعتقل المثير للجدل أن 800 معتقلٍ نقلوا الى جوانتانامو خلال العقد الاخير، و171 منهم ما زالوا هناك، ومعظمهم اعتُقلوا في افغانستان، منهم من اشتكى من التعذيب، 6 منهم فقط مثلوا امام محاكمَ عسكرية تختلف عن المحاكمِ العادية، ومستقبلُ المعتقلين الباقين غيرُ واضح. وتسعى إدارة المعتقل إلى محاكمة اقل من 30 من الموجودين حالياً في المعتقل لارتكابِهم جرائمَ حرب، وتقول إن منهم من يشكل تهديداً لأمن البلاد ولا يمكن اطلاقُهم، موضحة أن أغلب الباقين يمنيين، ولا تود واشنطن اعادتَهم الى اليمن بسبب استمرار نشاط تنظيم القاعدة هناك. وقد قررت ادارة اوباما قررت اغلاق المعتقل سابقاً، ونقلَ المعتقلين الى الولاياتالمتحدة ومحاكمةَ اغلبهم في محاكم مدنية، لكن الكونجرس فرض قيودا على الحكومة تمنعُها من نقلِهم الى اميركا او تخصيصِ اي ميزانيات لتلك الغاية. يقول الكولونيل جون جاكسون، محامي السجين الكندي عمر خضر، والذي اقر بذنبه بالقتل مقابل عقوبةٍ مخففة إن خضر الذي قضى مدةَ حكمه، لم ينقل الى كندا بعد، والسبب قيود الكونجرس التي تفرض على وزير الدفاع الاقرار بان المعتقل او السجين المحرر لن يرتكب اعمال ارهابية بعد الافراج عنه، وهو امر صعب سياسيا، خاصة ان الحكومة تدعي ان 20 بالمائة من المعتقلين الذين افرج عنهم عادوا الى القتال ضد الولاياتالمتحدة. ويطالب جاكسون الادارة بالافراج عن خضر و نقله الى كندا، كما ورد في الصفقة، و لكنه يلوم الكونجرس على عرقلة اغلاق المعتقل، ويقول ل "العربية": "احدى المشاكل هي ان المحاكم العسكرية تعاقب المعتقلين على جرائم لا تعتبر في العادة جرائم حرب، فهناك بدائل لجوانتانامو، وهناك محاكم فدرالية تَبُتُ في قضايا الارهاب، وعلى الكونجرس رفع قيوده، وعلى الولاياتالمتحدة نقل المعتقلين الذين لا تريدُ محاكمتَهم الى دول اخرى". لكن كالي ستمسون، والذي كان نائباً لوزير الدفاع السابق لشؤون المعتقلين في عهد الرئيس بوش، يعتقد ان اللوم يقتصر على اوباما وحدَه، ويقول في حديثه ل "العربية": "كان يجب على اوباما خلال السنة الاولى من رئاسته ان يقنع المشرعين في الكونجرس - والذي كان ذو اغلبية ديمقراطية في ذلك الوقت - بإيجاد معتقل بديل في الولاياتالمتحدة، وتمرير تشريع بنقل المعتقلين إليه من جوانتانامو، لكن اوباما لم يرد ان يصرف رأسماله السياسي على القضية". وأثبتت استطلاعات الرأي الكونجرس أن ليس العائق الوحيد، فمعتقل جوانتانامو ليس له أولويةً بالنسبة للناخب الاميركي، إذ أن 33% فقط من الاميركيين يطالبون باغلاق المعتقل، و52% يريدون الاستمرار في استخدامه كمعتقل. يذكر أنه ستتواصل الاسبوع القادم جلسات ما قبل المحاكمة في قضية المتهم السعودي اليمني عبد الرحيم الناشري، المتهم في التخطيط لعملية تفجير المدمرة الاميركية يو اس اس كول عام 2000، وقد يواجه الناشري عقوبة الاعدام إن ثبت إدانته