دعت واشنطنالعراقيين إلى تشكيل حكومة شاملة، فيما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ساعة متأخرة امس، نجاح عملية الاقتراع بنسبة مشاركة بلغت 44.52 %، لافتة إلى أن الوضع في كركوك تحت السيطرة. وكان محافظ كركوك راكان الجبوري، قد أكد في وقت سابق أمس، حدوث خلل في عملية الاقتراع العام بالمحافظة، مطالبا الرئاسات الثلاث والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالتدخل لنقل صناديق الاقتراع إلى المركز الوطني في بغداد واعتماد آلية العد والفرز اليدوي بما يضمن حقوق جميع المصوتين. وقال الجبوري: إنه ترأس، مساء اليوم (امس)، اجتماعا طارئا للجنة الأمنية في المحافظة، مبينا أنه تقرر خلال الاجتماع فرض حظر للتجوال في عموم مدينة كركوك يبدأ الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل السبت حتى السادسة من صباح اليوم الأحد، بما يحفظ السلم الأهلي ويساعد القوات الأمنية على تأدية مهامها الأمنية. في المقابل، حذرت الجبهة التركمانية من اشعال الوضع في كركوك في حال عدم اعتماد الفرز اليدوي، داعية مجلس المفوضين الى اصدار قرارها بالحفاظ على السلم الاهلي والمجتمعي. عملية ديمقراطية من جانبها، قالت المفوضية في مؤتمر صحافي: إن العملية الانتخابية في كركوك جرت بشكل ديمقراطي ودون مشاكل، مجددة استعدادها لاستقبال أي طعون او اعتراضات او شكاوى، والتعامل معها بما يعالج أي خطأ، ودعت الجميع في المحافظة إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار، واضافت: انها ستقدم كل ما يمكنها أن يطمئن سكان كركوك. وقال رئيس الادارة الانتخابية رياض البدران في المؤتمر: نهنئ الشعب العراقي لنجاح عملية الاقتراع، مبينا أن نسبة المشاركة في الاقتراع العام والخاص بعموم العراق بلغت 44.52 %، مع احتساب اعداد المصوتين التي بلغت أكثر من 10 ملايين من مجموع 24 مليونا يحق لهم التصويت. واضاف البدران: ان هذه النسبة ليست نهائية، حيث إن عددا من نتائج محطات الاقتراع لم تصل حتى الآن، موضحا أن اليوم الأحد سيكتمل ارسال كافة الاوراق للتدقيق في النتائج. إلى ذلك، هنأت الخارجية الأمريكية، السبت، العراقيين بإجراء الانتخابات النيابية، داعيةً إلى تشكيل حكومة «شاملة» تستجيب لاحتياجات جميع العراقيين. وقال مايك بومبيو في بيان: ستلقى على عاتق الاعضاء المنتخبين في البرلمان مهمة تشكيل حكومة جامعة تلبي حاجات كل العراقيين. مستقبل العراق وكانت مراكز الاقتراع للانتخابات التشريعية العراقية قد أغلقت أبوابها عند الساعة 6 بالتوقيت المحلي، السبت، فيما اعتبرها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أنها «ستحدد مستقبلهم القادم»، وبدأ العراقيون في وقت مبكر أمس الاقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان. وقال العبادي في تصريح بعد الإدلاء بصوته: إن الانتخابات مهمة وتحدد مستقبل العراق ويجب المشاركة بها بشكل واسع من قبل العراقيين، وأضاف: إن نسبة التصويت الخاص نسبة جيدة، لافتا إلى وجود خلل في بعض المراكز الانتخابية المخصصة للقوات الأمنية، وأبدى أمله في إصلاحها بأسرع وقت. وتابع رئيس الحكومة العراقية: إن تصويت العراقيين بالخارج بعث رسالة مفادها بأن جميع العراقيين موحدون في مسألة المشاركة في الانتخابات. ويخوض أكثر من سبعة آلاف مرشح في 18 محافظة الانتخابات هذا العام من أجل الفوز بمقاعد في البرلمان الذي يضم 329 مقعدا، فيما يحق لأكثر من 24 مليون عراقي التصويت في الانتخابات الرابعة منذ سقوط صدام حسين. خروقات انتخابية وشهدت العملية الانتخابية عدة خروقات، أبرزها اعتقال أحد عناصر ميليشيا الحشد الشعبي إثر إطلاقه أعيرة نارية في أحد المراكز الانتخابية في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين. ويدعم الحشد الشعبي بشكل عام تحالف الفتح، الذي يقوده الأمين العام لميليشيا «بدر» هادي العامري، ويتألف من مجموعات مدعومة إيرانيا. من جانبه، أعلن أمن مجلس ديالى عن مقتل اثنين من «الانغماسين» حاولا استهداف مركز انتخابي في بعقوبة شمالي شرق بغداد، تزامنا مع انطلاق التصويت. ونقل موقع «السومرية نيوز» عن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى صادق الحسيني قوله: نجحت مفارز من مديرية استخبارات ومكافحة الإرهاب في ديالى في قتل اثنين من الانغماسين يرتديان أحزمة ناسفة ويحملان بنادق كلاشينكوف في منطقة جرف الملح شمال بعقوبة، حاولا استهداف أحد المراكز الانتخابية. وفي شأن منفصل، وجه العبادي في وقت سابق برفع الحظر على حركة السيارات في جميع محافظاتالعراق؛ بجانب إعادة فتح الأجواء والمطارات أمام حركة الطيران المدني، بعد ساعات من إغلاقها في إطار التدابير المتخذة لإجراء عملية الاقتراع. وكان مسؤولون عراقيون بارزون أدلوا بأصواتهم في وقت مبكر أمس، من بينهم زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر بالنجف، كما أدلى الرئيس فؤاد معصوم، وهو كردي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، بصوتيهما في بغداد.