تحظى منطقة القصيم بحراك رياضي قوي ورائع بوجود قطبي بريدة الرائد والتعاون ضمن أندية الكبار لاسيما في لعبة كرة القدم التي تعد المتنفس والأكثر شعبية ومتابعة لدى شباب المنطقة ،مما جعل هذين الناديين يحظيان بشعبية جماهيرية جارفة وغفيرة مما أعطاها متابعة إعلامية مميزة مكنتهما من احتلال مركز الديربي الثالث بعد ديربي العاصمة وجدة فدائماً ماتكون الإثارة والندية حاضرة بتواجدهما ،فعلى الرغم مما يملكانه من مقومات تساعد على النجاح إلا أنهما لم يسجلا اسميهما ضمن الأندية التي تنشد الطموح أسوة بالأندية الكبيرة الأخرى التي تجاورها بالكثافة الجماهيرية والحضور الإعلامي إلا أن ذلك الطموح دائمًا ما يقف عند تحقيق البقاء مع الأقران الكبار , إلا أن هناك بارقة أمل تلوح بالأفق بتغير الطموحات ،فالرائد الذي واصل تواجده مع الكبار للموسم الخامس على التوالي مازالت جماهيره تطالب رئيسه فهد المطوع بتحقيق الأفضل، والتعاون الذي استطاع البقاء ونجا من الهبوط في الموسم الماضي في الجولة الأخيرة ممّا حدا بجماهيره بالمطالبة برحيل رئيسه السابق محمد السراح في إشارة واضحة ،إلى أن جماهير الناديين باتت تطمح بأفضل وأكبر من تحقيق البقاء، ومع اقتراب موعد الديربي القصيمي السابع لهما مع الكبار نقلب صفحات الفريقين عبر هذا التقرير : استقرار واستنفار مع نهاية الموسم المنصرم وبداية التحضيرات للموسم الرياضي الحالي كان البيت الرائدي الأفضل استقراراً من الناحيتين الفنية والإدارية باستمرار رئيسه وداعمه الأول فهد المطوع على هرم الرئاسة الذي يقضي حالياً موسمه الرابع والأخير من فترة رئاسته ،وكذلك استمرار التونسي عمار السويح مديراً فنياً للفريق للموسم الثاني على التوالي على النقيض من ذلك جاره وغريمه التعاون الذي عاش ظروفاً إدارية صعبة عقب استقالة رئيسه السابق محمد السراح مع نهاية الموسم الماضي، قبل أن ترفض أوارق تكليف المرشح للرئاسة الأمير عبدالله بن سعد من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب الأمر الذي تسبب في تأخر تكليف الإدارة الحالية برئاسة محمد القاسم التي كانت تحتاج لمزيدٍ من الوقت لترتيب أوراق البيت التعاوني والتعاقد مع لاعبين محليّين وأجانب وجهاز فني جديد . انطاليا وبريدة انطلقت تحضيرات الفريقين الفنية للدخول مرة أخرى في دوري « زين « السعودي للمحترفين في موسمه الجديد فقررت كلتا الإدارتين إقامة معسكرات إعدادية مغلقة ،فالرائد فضّل أن يكون معسكره خارجيًا عندما اختار مدينة انطاليا التركية لتحتضن معسكره التحضيري الذي امتد لمدة عشرين يوماً خاض من خلالها الفريق ثلاث مواجهات ودية ،فيما حرمت الظروف جاره التعاون من الدخول في معسكر خارجي بعدما كان مقررًا له أن يكون في جمهورية مصر ليبقى الفريق في بريدة ويكتفي بالتدريبات اليومية على ملاعب التعليم ببريدة . 17 لاعبًا للموسم الجديد على غير العادة فقد اكتفت الإدارة الرائدية في تحضيراتها للموسم الجديد بالتعاقد مع أربعة لاعبين فقط بحثاً عن انسجام الفريق واستقراره ،بعدما كانت في مواسم سابقة تبرم العديد من الصفقات التي لم تخدم الفريق، حيث اكتفت بالتعاقد مع ريان بلال وفواز فلاته وعبدالعزيز الصبياني كلاعبين محليّين والبرازيلي شوشا الذي أكملت به عقد المحترفين الأربعة الأجانب بعد استمرار الكونغولي ديبا والمغربي عصام الراقي والعماني عبدالسلام عامر للموسم الثاني على التوالي، فيما اضطرت الإدارة التعاونية المكلّفة لإبرام العديد من الصفقات بعد رحيل الإدارة السابقة ولاعبيها الأجانب وعدد من اللاعبين المحليين ،ممّا كلّف الإدارة الجديدة البحث عن صفقات وتعاقدات ،ونجحت في مهمتها بالتعاقد مع قرابة ال 13 لاعباً مابين محترفٍ اجنبي ومحلي جاء في مقدمتهم كلاعبين محليين فيصل المرقب ووليد الطايع وعبدالعزيز الحربي وعبدالعزيز فلاته وخضر الزهراني وعبد العزيز الحسين واحمد مفلح وباسم الشريف ورائد العمري فيما وقع اختيارها على الأردني محمد الباشا والسلوفيني ديجان والجزائري الحاج بوقاش والغيني لامين باه كرباعي محترف أجنبي ،لتغلق بذلك الإدارة التعاونية ملف تعاقداتها وترميم صفوف فريقها الأول تأهّباً للموسم الجديد الحالي . منغصات الانطلاقة عاش البيت الرائدي استقراراً فنياً وإدارياً على غير العادة منذ الموسم الماضي حتى قبل انطلاقة الموسم الجديد بيومين حين قدم مدير الكره للفريق الأول احمد غانم اعتذاره عن المواصلة في منصبه مُعلِّلاً ذلك لظروفه العملية والأسرية، مما احدث فراغاً في منصبه لصعوبة توفّر البديل لضيق الوقت ،و سبّب عدم استقرارٍ للعمل الإداري في الفريق الأول مع انطلاقة الموسم. في حين لم يكن التعاون أفضل حالاً من جاره بعد أن وقع ضحية للشكوى التي رفعها رئيس نادي نجران لمكتب العمل وجوازات منطقة القصيم ضد مدربه السابق ومدرب التعاون حالياً المقدوني جوكيكا ،ممّا حرم التعاون فرصة المغادرة لإقامة معسكره الإعدادي المقرر إقامته في مصر قبل انطلاقة الموسم لصعوبة مغادرة المدرب البلاد بعد الشكوى المقدّمة ضده ،مما أربك إعداد الفريق التعاوني . بداية متواضعة للفريقين لم تكن بداية الفريق الرائدي وظهوره في الجولتين الأوليين مرضية لعشاقه ومنسوبيه بعد أن تعادل في الأولى أمام الاتحاد ببريدة قبل أن يخسر في الثانية برباعية قاسية من النصر، صاحَبَهما مستوى فنيا متواضعا وروحًا معنوية هابطة للاعبيه ،مما جعل سهام النقد تصبُّ على الأجهزة الإدارية والفنية مطالبة بتعديل الأخطاء ومعالجة الأوضاع خلال فترة توقف العيد ليأتي بعدها لاعبو الرائد بأحلى عيدية لجماهيرهم ومحبيهم بحصولهم على ثلاث نقاط ثمينة من الفيصلي ببريدة، وبعدها يخسر من الفتح في الجولة الماضية بهدفين لهدف في مواجهة شهدت ظهوره بأفضل مستوياته رغم خسارته .. في حين كانت بداية الجار التعاوني سارةً وتبعث على التفاؤل لدى محبيه ومنسوبيه على الرغم من أنه لعب جولة واحدة قبل فترة التوقف فاز فيها على الفيصلي وأُجِّلت الأخرى أمام الأهلي بسبب وفاة لاعبه ناصر البيشي -رحمه الله- إلا أن ذلك تبخّر بعدما تعثر الفريق أمام الاتفاق والنصر في الجولتين الثالثة والرابعة . معسكرات التوقف لإكمال الجاهزية جاءت فترة التوقف الماضية لمنافسات دوري زين خلال فترة عيد الفطر المبارك فرصة لقطبي بريدة لإعادة ترتيب أوراقهما واستكمال جاهزيتهما، فالرائد الذي ظهر بمستوى مهزوز مع انطلاقة الموسم اكتفى خلال فترة التوقف بإقامة التمارين اليومية على ملاعب ناديه قبل مغادرته قبل عيد الفطر بإقامة معسكر قصير احتضنته مدينة الرياض، خاض من خلاله مواجهتين ودّيّتين أمام الشعلة كسب أولاها بسبعة أهداف مقابل هدفين وتعادل في الأخرى ايجابياً بهدفين . كما عكف رئيس الرائد فهد المطوع خلال فترة التوقف الماضية في البحث عن اسم إداري جديد لسد ثغرة منصب مدير الكرة لفريقه الأول الذي لايزال شاغراً بعد اعتذار المدير السابق احمد غانم عن مواصلة مشواره في منصبه قبل انطلاقة الموسم .فيما فضّل جاره التعاون المغادرة مباشرة بعد نهاية الجولة الثانية للمنطقة الشرقية أقام من خلالها معسكراً إعداديا امتد لسبعة أيام احتضنته ملاعب نادي الخليج بسيهات اشتمل على تمارين يومية، كما خاض من خلاله مواجهتين وديّتين الأولى أمام الفتح انتهت بالتعادل الايجابي بهدفين والمواجهة الأخرى كسبها بهدف وحيد أمام الخليج . دعمان مادي ومعنوي تحظى إدارة نادي التعاون بدعم شرفي مميز يتمثل في المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف الذي يقف على هرمه سليمان العمري وعضوية كلّ من فهد المحيميد وياسر الحبيب وأحمد ابا الخيل وعبدالعزيزالحميد فيعتبر هذا المجلس هو الداعم الأول لإدارة ناديه ويقوم بتذليل جميع العوائق المالية التي تعترض الإدارة التعاونية ،كما يقوم بتوفير مكافآت الفوز للفريق في حين تجد في نادي الرائد إن الداعم الأول هو رئيسه فهد المطوع الذي يقوم بنفسه بتمويل صفقات التعاقدات ودفع الرواتب الشهرية مع بعض الإسهامات الشرفية لعدد من الشرفيين كدعم رئيس الهيئة الشرفية ناصر الجفن ونائبه سليمان الرميخاني والشرفي عبدالعزيز التويجري والشرفي عبداللطيف الخضير والشرفي عبدالله الغفيص التي اقتصر على استضافة الفريق في عدد من المدن السعودية خلال معسكراته لمواجهة الأندية الأخرى وكذلك توفير جزء كبير من مكافآت الفوز للفريق الأول . طموح رأس الهرم يطمح جميع من يجلس على كرسي هرم الرئاسة في الناديين بتحقيق إنجاز يسجل بإسمه في تاريخ الناديين ،ويعتبر هذا المنصب مطمعاً للكثير من الشخصيات ورجال الأعمال بسبب التواجد الجماهيري والحضور الإعلامي وفي نفس الوقت يعتبر هذا الكرسي ساخناً فغالباً من يتولى هرم الرئاسة يتعرض للعديد من الضغوط الجماهيرية الكبيرة والنقد الإعلامي المطالبة بتحقيق نتائج ايجابية ومستويات مميزة. من جهته أشار رئيس نادي الرائد فهد المطوع إلى أنهم يبذلون قصارى جهدهم من اجل إسعاد هذه الجماهير وتحقيق طموحاتها مبدياً ثقته بفريقه ،وقال : ثقتي كبيرة في الفريق رغم إننا لم نوفّق في مواجهتي الاتحاد والنصر مع انطلاقة الموسم إلى حدٍ ما ،إلّا أن الفريق سرعان ما استعاد عافيته وصالح جماهيرنا بنقاط الفيصلي، وقدّم مباراة مميزة أمام الفتح رغم الخسارة مؤكدًا بأنهم يطمحون إلى مزيدٍ من التوهّج وتقديم المستويات المميزة المقرونة بالنتائج الإيجابية خلال الفترة القادمة .في الوقت الذي أكّد رئيس نادي التعاون المكلّف محمد القاسم إن العمل في الأندية يتطلب جهداً مضاعفا، وقال : طموحنا هذا الموسم أن يظهر الفريق بشكل متجانس ومستوى مميزٍ نمسح معه الصورة السيئة التي ظهر بها الفريق في الموسم الماضي وأن نقدم عملاً إدارياً احترافياً مميزاً بخلق نظام إداري جيد وإنشاء إدارة مالية قانونية مستقلة . وحول الفريق الكروي الأول، أضاف القاسم قائلاً : مع انطلاقة الموسم لم نطالب الفريق بتحقيق النتائج الايجابية لأننا كنّا على قناعة ان الفريق لم يكن في حالة جاهزيته التامة بسبب بعض الظروف التي تعترضنا ،واعدًا أنصار ومحبي ناديه بأن يروا فريقهم بالمظهر الذي يطمحون إليه لكن يحتاج مزيدًا من الوقت .وعن الديربي المرتقب مساء الغد اتفق رئيسا الناديين على التهدئة فكلاهما أكد أنها مباراة ديربي ولاتخضع لمقاييس فنية والجميع فيها يطمح للفوز. الديربي القصيمي نكهة خاصة يترقب المتابعون الجولة الخامسة لمنافسات دوري زين السعودي للمحترفين كونها ستشهد ديربي القصيم الذي يجمع فيه قطبا بريدة، الرائد والتعاون في المواجهة السابعة بينهما في دوري الكبار، حيث سبق لهما أن التقيا في ستة مواجهات ،تعادلا في لقاءين وكسب كلٌ منهما الآخر في لقاءين .. الرياضيون قاطبة ومحبو الناديين خاصة يترقبون دائما وأبداً مواجهاتهما كونها ذات نكهة خاصة، نظرًا لما تحظى به من متابعة جماهيرية كبيرة وتنافسٍ شريف بين أنصار الفريقين يتعدى في كثير من الأحيان حدود المستطيل الأخضر ليدخل الاستراحات ويطغى على حديث المجالس فيها لاسيما وأن آخر لقاءات الموسم الماضي وفي الجولة الأخيرة تغلب الرائد على غريمه التعاون وكاد أن يهوي به للدرجة الأولى إلا النتائج الأخرى لعبت لصالحه .