لن تكون مواجهة قطبي بريدة الرائد والتعاون عصر اليوم (الجمعة) مشابهة للمباريات التي لعبها الفريقان طوال تاريخهما الذي يتجاوز ال 55 سنة، إذ ستكون ظروف الفريقين مختلفة عن تلك المباريات، فالرائد الذي استعاد شيئًا من هويته مطالب بتحقيق فوز مهم من الناحيتين النقطية والمعنوية، فضلاً عن التأكيد على تعافيه بعد البداية المتعثرة في الجولات الثماني الأولى، في حين لن يجد التعاونيون سوى تحقيق انتصار مهم وتاريخي يوقف النزيف النقطي الذي عانى منه الفريق في الجولات الأخيرة، والابتعاد مؤقتاً، ومع نهاية الدور الثاني عن المراكز الثلاثة الأخيرة. وحين أقول إن المواجهة مختلفة، فهذا يأتي في وقت يتذيل فيه الفريقان سلم ترتيب فرق دوري "زين" متقدمين على الأنصار الذي بات هبوطه مسألة وقت من الناحية النظرية، ما يعني أن الفائز سيتجاوز جل المشكلات التي تعرض لها مطلع الموسم، في وقت سيضرب عصفوراً آخر يتمثل بزيادة الضغط على منافسه، وهي الحقيقة التي لا ينكرها أحد، والمتابع الحصيف لرياضة القصيم يجد أن مشجعي الفريقين يتابعان باهتمام نتائج المنافس التقليدي بانتظار سقوطه، وهو ما اعتُبر أحد أهم أسباب تراجع مستوى المنافسة بين قطبي بريدة، ويسعى إداريو الرائد وشرفيوه بجانب كبار مسيري التعاون لتجاوز هذه المرحلة والنظر لمراكز متقدمة ترفع أسهم الفريقين في زمن الاحتراف. وعلى الرغم من حضور الدعم المادي الجيد في الطرفين وإبرام العديد من الصفقات المحلية والأجنبية؛ إلا أن النتائج لم تواكب الطموحات حتى وإن بدا الرضا واضحاً بين أنصارهما، الرائديون يدركون قيمة الجهد والدعم الذي قدمه رئيسهم فهد المطوع للفريق، بجانب حرص الإدارة الرائدية على تواجد أعضاء الشرف والداعمين للوقوف مع الفريق وتقديم الدعم بالمال والفكر، ما أوجد مناخاً مناسباً لتحقيق النجاح الذي يبدو قريباً، بعد التعاقد مع التونسي الخبير عمار السويح الذي حقق ل "زعيم القصيم" سبع نقاط من أربع مباريات مقابل نقطة وحيدة مع خلَفه البرتغالي أوريكو غوميز من ست مباريات. وعلى الضفة الأخرى فإن الدعم الكبير من شرفيي التعاون أوصل الفريق في الموسم الماضي إلى مركز متقدم قياساً بحداثة عهد الفريق في الدوري، فيما يواصل أعضاء الشرف دعمهم وتحفيزهم للفريق من أجل الثبات في مراكز الوسط وبعيداً عن مراكز المؤخرة، التي اقترب منها الفريق في الجولات الأخيرة على الرغم من البداية الجيدة مطلع الموسم. ولا يظهر أن ثمة تفوقاً لطرف على آخر من الناحية الفنية، وهو ما تؤكده النتائج وترتيب الفريقين، حتى وإن أثبتت الأرقام أن هجوم الرائد لم يكن مؤثراً قبل عودته لتحقيق الانتصارات، وأن التعاون دفع ثمن ضعف أدائه الدفاعي بعد أن استقبل 28 هدفاً، وهو ما يؤكد أن العوامل النفسية هي ما ستفك ارتباط الفريقين وستجلب الفرح لأنصار الفائز منهما، في وقت لم يظهر فيه لقاءات في الموسم الماضي بشكل جيد فنياً بسبب الشد النفسي والعصبي الذي صاحبهما، وهو ما لا يتمناه أنصار الفريقين المتشوقون لرؤية (دربي) مميز فنياً وجماهيرياً.