شكلت الانتفاضة الرائدية الأخيرة والمتمثلة بتحقيق انتصارين مهمين على القادسية ونجران، دافعاً معنويا ونفسياً للاعبي الفريق والقائمين على الفريق وأنصاره، بعد أن عانى الرائديون كثيراً في الجولات الماضية من التراجع في النتائج، ويرى الرائديون أن التوقف الاضطراري لمباريات دوري "زين" للمحترفين قد تحد من الانطلاقة القوية للفريق في سبيل بحثه عن تأمين موقعه بين المحترفين. ورفع الرائد رصيده إلى 14 نقطة مقابل نفس الرصيد للقادسية و13 نقطة لنجران، في حين سيحظى الرائد بأفضلية مباراة مؤجلة أمام الاتفاق في بريدة مع لقاءيه أمام الوحدة والنصر. المطوع تعاقدات ايجابية يصف المتابعون تحركات إدارة الرائد الأخيرة وسعيها لتدعيم الفريق بعناصر خبيرة، بالتحركات التي أعطت ثمارها، إذ أظهر مدافع النصر حمد الصقور قدرات مميزة في الخطوط الخلفية بجانب قائد الفريق الأردني حاتم عقل، ما أسهم في غياب الأخطاء الدفاعية التي أفقدت الفريق نقاطا عدة في كثير من المباريات. وعلى صعيد انتدابات الأسماء الأجنبية، فقد سارعت الإدارة للتخلي عن المهاجمين المالي أبوتا والبرازيلي ماريو، واستعانت بالمهاجم البرازيلي المخضرم سيرجيو ريكاردو ومواطنه المهاجم برونو لويس. وساهم البرازيلي سيرجيو في اللقاءين الماضيين بترجيح كفة الرائد بفضل تحركاته المميزة، في حين وقفت الإصابة في طريق مواطنه برونو رغم تسجيله هدفاً في مرمى الشباب، ما دفع الرائديين للمسارعة في إنهاء عقده لضيق الوقت، والتعاقد مع المهاجم الغاني إسماعيل آدو صاحب السجل الجيد مع منتخب بلاده.وبالإجمال، يمكن التأكيد على أن إدارة الرائد أصلحت خطأ التعاقد مع الثنائي أبوتا وماريو، واستفادت بشكل جيد من تجربة فترة الانتقالات الصيفية. البرازيلي سوزا ضالة الرائد احتاج المدرب البرازيلي سوزا ل13 مواجهة قبل تحقيق أول انتصاراته، لكن سوء النتائج الذي لازم الفريق، لا يقلل من العمل الفني الذي قدمه المدرب البرازيلي الشاب، إذ قدم الرائديون أنفسهم بشكل لافت في الكثير من المباريات التي خسرها الفريق، وحتى أمام الفرق الكبيرة يكشف الرائديون عن عطاءات فنية ممتازة، غابت معها النتائج الثقيلة التي كان يمنى بها الرائد في بعض مواجهاته في مواسم سابقة، غير أن تلك المستويات لم تكن كافية لحصد النقاط، بسبب ضعف المعدل التهديفي في الفريق، وهو ما دفع مسيري الرائد لمعالجته. أخطاء اللجان أعاقت الرائد وإن اتفق الرائديون على تعرضهم للضغط من قبل لجنة المسابقات خلال هذا الموسم وتوقف الفريق دون غيره من الفرق مرات عديدة، فإنهم لا يختلفون على أن الفريق خسر مباريات عدة بسبب جملة من الأخطاء التحكيمية، ويؤكد عضو الشرف خالد الذايدي ذلك بقوله: " للأسف أخطاء الحكام قضت على الكثير من طموحاتنا، عانينا كثيراً من الإجحاف التحكيمي، ومعاناتنا استمرت منذ الجولة 4 أمام الحزم، وخسرنا مواجهات لم نستحق الخسارة فيها، وهذا بشهادة جميع المحللين، نحن نتمنى أن يتطور مستوى الحكم في عهد لجنة عمر المهنا، بعد أن عانينا من تخبطات اللجنة السابقة، وفريقنا كسب لقاءيه أمام القادسية ونجران لأن الأخطاء التحكيمية (المؤثرة) اختفت". تكامل إداري، وجفاء شرفي يعيش الرائد هذا الموسم تكاملاً إدارياً، يقابله تأييد جماهيري لإدارة الرائد ولرئيسه فهد المطوع الذي تسلم مهمته بإرادة الجماهير، كأول رئيس رائدي يتسلم المهمة وسط إجماع جماهيري وشرفي. الرئيس الرائدي تصدى لمهمة إبقاء الفريق لموسم ثالث مع الفرق المحترفة، في ظل الشح في الموارد المالية، ويكفي للتأكيد على تفوق الجوانب الإدارية في الرائد خلو النادي من الديون للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، فضلاً عن تسليم لاعبي النادي ومدربيه والعاملين رواتبهم بشكل منتظم، إذ تسلم العاملون واللاعبون راتب شهر صفر المنقضي قبل نهايته. الذايدي في المقابل يعاني الرائد من جفاء شرفي غير مسبوق، إذ ركن الشرفيون إلى التزام فهد المطوع بتحمل كل الأعباء المالية منذ أن تسلم رئاسة النادي، متفرغين للانتقاد دون تقديم أي دعم مادي أو معنوي، أو حتى الحضور لمقر النادي باستثناء قلة منهم، وعدم سداد أي منهم رسوم العضوية الشرفية. وعند الحديث عن الدور السلبي لأعضاء الشرف، فإن المتابع للأحوال الرائدية يدرك أن ثمة شرفيين متواجدون بشكل غير دائم، بالإضافة لتقديم الدعم في بعض المناسبات مثل عبد العزيز التويجري وخالد السيف وفيصل الفدا الذين قدموا مكافآت فوز للفريق الأول، بالإضافة لخالد الذايدي الذي قدم دعماً في بداية الموسم، غير أن هؤلاء الشرفيين وغيرهم مطالبين بالتحرك بقوة للوقوف مع النادي على غرار ما قدموه في المواسم الماضية. صفقات الجملة والعقود طويلة انتقد بعض القريبين إدارة النادي مؤكدين أنها أخفقت في تعاقداتها مع اللاعبين المحليين، والذين وصل عددهم إلى 25 لاعباً، بيد أن المتتبع لخطوات الإدارة يجد أن صناع القرار في الرائد اضطروا لترميم الصفوف بأكبر قدر من اللاعبين، نتيجة انتهاء عقود البعض، وضعف مستويات آخرين. ويحسب لإدارة الرائد أنها تعاقدت مع جملة من الأسماء الشابة القادرة على النهوض بمستقبل الرائد مثل هداف الفريق في مختلف المسابقات موسى الشمري وزميله صانع الألعاب عبد المجيد الرويلي والحارس الشاب أحمد الكسار، فضلاً عن إبقاءها على بعض العناصر المهمة وتجديد الارتباط معها. مقابل ذلك، سيطمئن أنصار الرائد خلال المواسم المقبلة على فريقهم الذي سيكون مستقراً، إذ أن متوسط عقود اللاعبين المحليين يصل إلى 3 سنوات، وهو ما يؤكد أن ثمة عمل يبذل لمستقبل الفريق. ومع هذا فإن الرائديون سيجعلون من نهاية الموسم الجاري فرصة مناسبة لإعادة تقييم بعض العناصر والاستغناء عنها، خصوصاً أن نجاح جميع الأسماء التي حضرت هذا الموسم يعد ضرباً من المستحيلات. سوزا