يعمل القائمون على نادي الرائد برئاسة فهد المطوع رئيس النادي على إعادة فريقهم الأول لكرة القدم لتوازنه واستغلال ارتفاع المعنويات بعد الفوز الأخير الذي حققه خارج أرضه على حساب مستضيفه الأهلي. وشهدت مستويات فريق الرائد هذا الموسم تفاوتا كبيرا بعد الانطلاقة القوية التي حققها وحصد من خلالها ثلاثة انتصارات عاد بعدها للغرق في الخسائر قبل أن يرحل مدربه لوتشيو وتتعاقد الإدارة مع البرتغالي جوميز. «شمس» بدورها قلبت أوراق الملف الرائدي من بداية الموسم حتى الانتصار الأخير؛ لتحليل أهم المنعطفات في مسيرة أبناء بريدة. لويس أنطونيو بعد قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بزيادة عدد فرق دوري زين السعودي للمحترفين، طرح رئيس نادي الرائد فهد المطوع عددا من ملفات المدربين المعروفين على طاولة النقاش، وتوجه التفكير للتعاقد مع مدرب برازيلي بعد دراسة طويلة وبتوصية من المدرب البرازيلي الشهير كارلوس ألبيرتو بيريرا والمدرب العجوز زاجالوا؛ ما جعل الرائديين يتعاقدون مع المدير الفني للمنتخبات السنية للبرازيل لويس أنطونيو، الذي يحمل سيرة ذاتية جيدة في ظل تحقيقه كأس العالم التي أقيمت في كوريا الجنوبية مع منتخب البرازيل لدرجة الناشئين، وحصد معه 13 بطولة قارية ودولية كان آخرها بطولة البحر الأبيض المتوسط عام 2008 في الوقت الذي يعمل أنطونيو مستشارا فنيا لآرسنال الإنجليزي، وأشرف على تدريب تايجر وقاده لدوري الدرجة الأولى ودرب نادي أمريكانا البرازيلي وحصل على المرتبة الثانية في الدوري البرازيلي. المحترفون العرب سارعت إدارة الرائد لتجديد المحترف الأردني حاتم عقل بعد تميزه الموسم الماضي ومساهمته في حماية شباك الرائد برفقة حارس الفريق محمد الخوجلي، قبل إعلان التعاقد مع المحترف المغربي صلاح الدين عقال المعروف بالملاعب السعودية. وفي معسكر البرازيل وبعد تجربة ميدانية أوصى المدرب لويس أنطونيو نونيس بالتعاقد مع ابن جلدته تشارلز ديسلفا الذي يجيد صناعة اللعب إلى جانب تنفيذ الكرات الثابتة، وقبل انتهاء فترة التسجيل الأولى أكمل الرائد عقد محترفيه الأجانب بالتعاقد مع لاعب الأهلي السابق المغربي جواد أقدار ليكون آخر الوافدين. حكمي وخلاف التعاون عملت إدارة الرائد على إنهاء معاناة الهجوم التي أرهقت الفريق الموسم الماضي ليستقر الخيار على الدولي السابق طلال المشعل، الذي وصفه رئيس الرائد فهد المطوع بالمكسب الفني الكبير، عطفا على إمكاناته وإجادته التمركز وضربات الرأس واستثمار أنصاف الفرص قبل إنهاء ضم عبده حكمي الذي مثل التعاون الموسم الماضي لتشتعل حرب التصريحات وسط غضب تعاوني اتهم المطوع بخطف اللاعب رغم اتفاقهم معه لتجديد إعارته موسما آخر قبل أن يظهر وكيل أعمال اللاعب محمد الخليفة ويؤكد عدم تلقي أي عرض رسمي من التعاون. وتحركت الإدارة الرائدية لتدعيم الفريق بتعاقدات أخرى ابتداء من استعارة لاعب القادسية صالح الغنيم لمدة موسم، والتوقيع مع لاعب الاتحاد عبيد الشمراني عاما آخر، بالإضافة إلى التجديد لإبراهيم شراحيلي لاعب النصر والتجديد لأحمد سعد للعام الثالث، وكذلك تمديد فترة تواجد مدافع النصر حمد الصقور وضم اللاعب الشاب عبدالعزيز الجبرين المنسق من نادي الشباب. كروزيرو ومعسكر الرائد بعد مفاضلة بين البرتغال والبرازيل اختار الرائديون الأخيرة لتحتضن تحضيرات الفريق، معللين ذلك بانطلاقة منافسات الدوري البرازيلي؛ ما يتيح فرصة توافر مواجهات ودية مع أندية جاهزة لياقيا وفنيا. واستلم ابن السامبا أنطونيو زمام الأمور الفنية بعد أن استقبل البعثة الرائدية في بلاده، حيث عمد في الأيام الأولى إلى زيادة الجرعات اللياقية وتصحيح الأخطاء وتجربة اللاعبين في عدد من المراكز قبل خوض الوديات، وكانت أولى المباريات التجريبية أمام أولمبي كروزيرو، وانتهى اللقاء الودي بخسارة الرائد بهدفين مقابل هدف وحيد افتتح به طلال المشعل مشواره مع الرائد، وفي المباراة الثانية تعادل الرائد مع فلومنسي بهدف لمثله قبل أن يتعادل في اللقاء الثالث مع فريق كروزيرو الأول ودون أهداف، ليقابل في مباراته التجريبية الرابعة فيلانوفا ويتفوق عليه بهدفين لهدف واحد، واختتم الرائد ودياته بتعادله مع نوفاسيهانا بهدف لمثله. انطلاقة وهبوط مفاجئ مع انطلاقة دوري زين حقق الرائد ثلاثة انتصارات قادته لصدارة الترتيب العام بفارق الأهداف، حيث تغلب على الشباب في الرياض بهدفين دون رد، وهزم نجران بثلاثة أهداف مقابل هدفين ببريدة، أعقبه بفوز مماثل بالنتيجة نفسها على الوحدة في بريدة؛ وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يتوقعون أن الرائد سيظهر بصورة مغايرة عن الموسم الماضي، حيث لم يسبق له تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في بداية الدوري طوال تاريخه. وخالف الرائد التوقعات بانحدار مستواه ابتداء من لقاء الفتح في الجولة الرابعة؛ ما أنذر بتعرض الفريق لمشكلة، إلا أن جميع أصوات المحذرين لم تكن مسموعة بعد أن حصد الرائد عشر نقاط من أربع جولات قبل توقف الدوري، ومع عودة الدوري للركض بدا واضحا المعاناة من مشاكل داخلية سلكت طريقها لتطفو على السطح عبر مواجهة التعاون الخصم اللدود للرائد، الذي أوقف سلسلة انتصارات غريمه التقليدي بفوزه عليه بهدف يتيم، مفتتحا سلسلة الخسائر ونزيف النقاط، حيث خسر من الاتحاد في بريدة بهدفين مقابل واحد، ثم تعادل مع الحزم سلبا في الجولة السابعة، وتعادل مع النصر بهدف لمثله في مواجهة الجولة الثامنة ببريدة، وخسر من الاتفاق في بريدة بثلاثة أهداف دون رد. وواصل مسلسل نزيف النقاط عندما تعادل بهدف لمثله مع القادسية في الخبر في الجولة العاشرة، قبل أن يخسر بنتيجة كبيرة من الهلال قوامها أربعة أهداف دون رد، بعدما أهدر موسى الشمري ركلتي جزاء رغم طرد مدافع الهلال ماجد المرشدي، في مباراة كان الرائد هو الأقرب للفوز. ولم يستفق الرائد من كبوته، إذ تعادل مع الفيصلي ببريدة سلبا في مباراة كان هو المسيطر على مجرياتها تماما. استقالة المدرب ومع تواصل مسلسل النتائج السلبية وتراجع ترتيب الفريق في سلم الدوري وحرمانه من طعم الفوز منذ الجولة الثالثة حاصرت الضغوطات الجماهيرية مدرب الفريق وحملته الجزء الأكبر من المسؤولية، وطالبت إدارة النادي والجهاز الإداري بمناقشة المدرب حول الأخطاء المتكررة؛ وهو الأمر الذي دفع رئيس النادي فهد المطوع إلى الاجتماع بالجهازين الفني والإداري لمناقشة ما يحدث، وكانت نتيجة هذا الاجتماع تقديم المدرب استقالته من منصبه، وبرر ذلك بعدم استطاعته تقديم أكثر مما قدم؛ ما يعني أن وجوده على رأس الهرم التدريبي لن يفيد الفريق، وسارع المطوع بقبول الاستقالة والبحث عن بديل، وبعد دراسة مستفيضة لعدد من ملفات المدربين وقع الاختيار على البرتغالي جوميز الذي سبق له تدريب الوحدة الموسم الماضي، وجاء التعاقد معه بتوقيت مهم كون الدوري سيتوقف لأسابيع؛ ما يتيح له فرصة التعرف على مستويات اللاعبين وإيجاد التوليفة المناسبة للفريق قبل عودة الدوري للركض مجددا. استفاقة تحطم الأهلي حقق فريق الرائد مفاجأة من العيار الثقيل عندما تغلب على الأهلي في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة بنتيجة هدفين مقابل واحد، بعدما كان الأهلي هو البادئ بالتسجيل عن طريق المحترف البرازيلي فيكتور سيموس، إلا أن الرائد عادل النتيجة عن طريق البديل جواد أقدار ليعود نفس اللاعب، ويضيف الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع ويطيح بصحوة الأهلاويين التي لم تدم سوى جولتين، ويسجل مدرب الفريق الأولمبي المؤقت التونسي حافظ الهواربي اسمه أول مدرب يتغلب على الأهلي، حيث حقق الرائد أول فوز له على الأهلي منذ أن تقابل الفريقان للمرة الأولى من عام 1406، ويعد هذا الفوز مهما لأنه جاء بوقت كان الرائد يحتاج إلى الفوز للخروج من دوامة النتائج السلبية التي امتدت منذ الجولة الثالثة، حيث خسر الفريق في أربع مواجهات وتعادل في خمس، وتكون استفاقة رائد التحدي على حساب صحوة قلعة الكؤوس وقبل توقف الدوري بسبب دورة الخليج المقامة باليمن لتكون فرصة مناسبة للمدرب الجديد جوميز للعمل على إعادة صياغة الفريق بهدوء ودون ضغوط جماهيرية .