تواصلت ردود الأفعال المصرية المرحبة بأول زيارة يقوم بها الرئيس المصري المنتخب إلى المملكة، والتي تبدأ الأربعاء، بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأكد من التقت بهم (اليوم) على أن هذه الزيارة تعكس حرص القيادة المصرية بالحفاظ على خصوصية العلاقة بين مصر والمملكة. وأشاروا الى أن مواقف المملكة الداعمة للشعب المصري في أصعب الظروف التي مر بها خاصة عقب ثورة 25 يناير تؤكِّد صِدق المشاعر الأخوية بين المملكة ومصر وترجمتها بالأفعال وليس بالأقوال أو الوعود الزائفة. تقدير للمملكة و رحب الدكتور محمد ابراهيم منصور استاذ الاقتصاد ومدير مركز الدراسات المستقبلية التابع لمجلس الوزراء المصرى بهذه الزيارة التي تُعد مبادرة طيبة للرئيس مرسي بالنظر الى دور ومكانة المملكة عربيا وإسلاميا ودوليا، وكذلك فإن هذه الزيارة تعكس مدى اعتزاز الرئيس مرسي بالمملكة ومكانتها الكبيرة لديه وأهميتها، مؤكدا متانة وقوة العلاقات المصرية السعودية . وأضاف: هذه الزيارة سيكون لها مردود إيجابي على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والتنسيق بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس مرسي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد أن مواقف المملكة الداعمة للشعب المصري في أصعب الظروف التي مر بها خاصة عقب ثورة 25 يناير، تؤكد صدق المشاعر الأخوية بين المملكة ومصر وترجمتها بالأفعال وليس بالاقوال أو الوعود الزائفة، وأن هذا يمثل في جانب منه في برنامج الدعم الاقتصادي الذي أعلنته المملكة لدعم مصر، وتسلّمت مصر مليار دولار ، بالإضافة إلى 500 مليون سندات أعلن عنها وزير المالية المصري، بالاضافة الى قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باستثناء مصر من برنامج الائتمان الخاص بتوريد الغاز. دلالات مهمة ومن جانبه يقول الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية بالقاهرة: إن زيارة الرئيس مرسي للمملكة تحمِل العديد من الدلالات المهمة، فمن ناحية ،هي أولّ زيارة خارجية لرئيس مصر بعد انتخابه لأرض الحرمين الشريفين ، ومن ناحية أخرى تؤكد هذه الزيارة ان العلاقات بين المملكة ومصر قوية ومتينة وستظل هكذا . وأضاف: إن هذه الزيارة تكتسب أهميتها من لقاء الرئيس مرسي بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يعيش هموم الأمة العربية والاسلامية لحظة بلحظة ،وعندما يذهب إليه رئيس مصر سوف يتفقان على إغاثة ونجدة البلاد العربية والإسلامية ومنع التدخلات الخارجية في شئونها. وتابع قائلا: أن هذه الزيارة سوف تعزِّز التضامن العربي والاسلامي وتوحِّد وجهات النظر بين البلدين الشقيقين المملكة ومصر. قيادة سعودية عظيمة أما الدكتور ناجي عبد الباسط هدهود، وكيل معهد الدراسات والبحوث الآسيوية فقد أكد أن زيارة الرئيس مرسي للمملكة تأتي في ضوء ما تشهده مصر والمنطقة من تطورات وتغييرات وبالنظر إلى العلاقات الوثيقة والاستراتيجية المهمة بين المملكة ومصر , كما ان حرص الرئيس مرسي بأن يكون أول لقاء له مع قيادة عربية عظيمة مثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرٌ سيكون له مردود إيجابي ،وتحقيق المزيد من التفاهم والتعاون وتوحيد المواقف بين المملكة ومصر على المستوى الدولي والإقليمي. وأشار إلى إن العلاقات بين المملكة ومصر عميقة ،وهي دائما ما تتّسِم بالخصوصية, مؤكدا أن المملكة ومصر هما الركيزة الأساسية في العالم العربى . من جانبه يقول الدكتور سيد البري الأمين العام لحزب البلد المصري «تحت التأسيس»: أن توجّه مرسي في اول زيارة له خارج مصر بعد توليه منصبه إلى المملكة تؤكد على خصوصية العلاقة بين البلدين الشقيقين, مضيفا: إن المنطقة تواجه مشاكل عديدة ،ولا يمكن مواجهة هذه الأزمات بدون تنسيق كامل بين المملكة ومصر لتحقيق أمن واستقرار المنطقة. زيارة موفقة من جهته أعرب أستاذ كرسي الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف والمفكر الإسلامي الدكتور مجاهد توفيق عن ثنائه البالغ على اختيار الرئيس الجديد، أن تكون زيارته الأولى إلى المملكة العربية السعودية وزيارة خادم الحرمين الشريفين ، لأن في هذا الاختيار إشارة ذات مغزى لكل دول العالم من حيث إبراز عُمق العلاقات بين البلدين، وعمق ما يترتب على هذه العلاقات من دفع الأذى والاعتداء عليهما وعلى دول المنطقة من قبل أيّ عدوٍ خارجي، بالإضافة إلى دعمهما المشترك لثقافة التهدئة والحوار الرصين الهادف إلى تحقيق العدل والحرية والمساواة لجميع شعوب المنطقة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الشقيق.. ويضيف الدكتور: إن المملكة حارسةٌ أمينة للدين الإسلامي في المنطقة، وهي في ذلك تلتقي مع مصر في القيام بدور داعمٍ للثقافة الإسلامية المعتدلة والبعيدة عن أيّة مغالاة أو تهوّر أو اندفاع. إبداع سعودي ويرى الأديب والكاتب الصحفي «خليل الجيزاوي» صاحب دار سندباد للنشر : إن زيارة الدكتور محمد مرسي تعكس عمق العلاقات بين مصر والمملكة ، وأن من شان هذه الزيارة فتح آفاق جديدة للتعاون الثقافي على وجه الخصوص . ثقافة متبادلة ومن جهة أخرى أشار الكاتب الكبير والأديب يعقوب الشاروني عن أمله في أن تعكس هذه الزيارة مزيداً من أوجه التعاون بين مصر والمملكة في مجال الثقافات المتبادلة وما يتعلق بمطبوعات الجيل الناشئ وجيل الطفولة في البلدين ، وتحريك المياه الراكدة في مجال إحياء التراث العربي والإسلامي على المستوى الثقافي ، خاصة وأن النجاح دائماً ما يكون حليف البلدين الشقيقين في مجال التعاون الثقافي لأنه يجمع بين العقول والكفاءات الفكرية والإبداعية وبين الدعم المادي، وهو ما يحقق نجاحاً متكاملاً في تشكيل العقل العربي والإسلامي في المنطقة والعالم . ويقرِّر الشاروني أن زيارة الرئيس محمد مرسي للمملكة لها أهمية خاصة لأنها أول زيارة يقوم بها رئيس مدني مصري للمملكة منذ عهود ، لذا فقد كان اختيار المملكة لأول زيارة تقوم بها مصر على المستوى الخارجي بعد الثورة ، هي زيارة تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني ، ومن هذه المعاني، أن علاقات البلدين لا يمكن أن تتأثر أبداً بالمواقف والأزمات العابرة ، لأنها علاقة قائمة على وعي وثقافة وإيمان عميق بثقل البلدين وثقل العلاقة بينهما وأهميتها في تحريك القضايا المُلحّة لهما وللمنطقة الإسلامية والعربية. علاقات خاصة ومن جهته أوضح الداعية الإسلامي الكبير الشيخ يوسف البدري، أن علاقات مصر والمملكة هي علاقات ذات خصوصية ، وأن السعودية ومصر تقدمان النموذج المعتدل للدين الإسلامي والثقافة الإسلامية ، .