القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد - نهى سلطان: أكد سياسيون وحزبيون مصريون أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي لزيارة المملكة، المقرر لها بعد غد الأربعاء، تُعَدّ تعزيزاً للعلاقات القوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وأكدوا أن الزيارة تعكس الدور الاستراتيجي للبلدين في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تعبّر عن حرص مصر الدائم على أن السعودية في القلب المصري، من خلال حرص الرئيس مرسي على أن تكون السعودية أولى زياراته الخارجية بعد توليه منصبه، وقبوله دعوة خادم الحرمين الشريفين بزيارتها، وتوقعوا أن تشهد مسيرة العلاقات بين السعودية ومصر خلال الفترة المقبلة تدعيماً لمسيرة التعاون الثنائي المشترك بين البلدين من ناحية، وإثراء للعمل العربي المشترك على وجه العموم. وأكد السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس محمد مرسي إلى المملكة العربية للسعودية، وقال: إن هذه الزيارة تحمل دلالات ومعاني مهمة بالنظر إلى المكانة المتميزة للسعودية لدى الشعب المصري. مشيراً إلى أنه من المهم أن يبدأ الرئيس مرسي مشاوراته الخارجية بالتنسيق مع السعودية ذات الثقل والحجم الكبير في العالم العربي، والتشاور حول المشكلات والتحديات الكبيرة التي تواجه العالم العربي حالياً. ونوه شاكر بالاستقصاء الأخير لمركز معلومات مجلس الوزراء، الذي أشار إلى أن المملكة العربية السعودية تأتي في مقدمة دول العالم ذات المكانة الأولى للشعب المصري. فيما ثمَّن مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، إقدام الرئيس مرسي على زيارة المملكة العربية السعودية بوصفها أول دولة يزورها عقب انتخابه، مؤكداً أن القيادة الجديدة لمصر تريد أن تؤكد للعالم أجمع أن أمن الخليج واستقراره خط أحمر، وأن علاقات مصر مع أشقائها لن تتأثر بل سوف تزداد يوماً بعد يوم؛ لأن الشعب المصري شديد العشق لوطنه العربي، وفي القلب من الوطن العربي السعودية. وقال عاكف: إن المملكة هي أكبر دولة خليجية، كما أنها ذات ثقل إقليمي ودولي وإسلامي كبير، وإن زيارة مرسي لها تأتي في سياقها الطبيعي؛ لأن مصر والسعودية هما حائط الصد للأمة العربية والإسلامية. متمنياً للبلدين الشقيقين مزيداً من الرخاء والازدهار والتعاون لما فيه خير الأمة وشعوبها. أما د. عصام العريان، القائم بمهام رئيس حزب الحرية والعدالة، الذي كان يترأسه مرسي، فأكد أن زيارة الرئيس الدكتور محمد مرسي للسعودية تعكس رغبة مصرية مخلصة على أن السعودية هي في قلب كل المصريين، وأن أول رئيس مصري منتخب يقوم بأول زيارة للسعودية يعكس حب المصريين للسعودية عبر الأصوات التي حصدها الدكتور مرسي في الانتخابات الرئاسية. وتوقع د. العريان أن تشهد العلاقات السعودية المصرية في ظل القيادة الجديدة لبلاده تطوراً غير مسبوق، انطلاقاً من الإرث التاريخي الذي يربط البلدين الشقيقين؛ لتكون هذه العلاقات بداية لعلاقات عربية أكثر قوة ومتانة، وهو ما يصب في صالح المواطن العربي، مع التغييرات التي شهدتها بعض الدول العربية. من جانبه قال الدكتور أحمد كمال أبو المجد، الفقيه الدستوري عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الزيارة مبادرة طيبة للرئيس مرسي بالنظر إلى حجم ومكانة السعودية. مشيراً إلى أن العلاقات المصرية السعودية ممتدة وراسخة تاريخياً وروحياً. وأضاف بأنه يرى أن المواقف الأخيرة للرئيس مرسي تعكس إدراكه ثقل المهمة التي يقوم بها في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية؛ وبالتالي لا بد من التشاور مع المملكة؛ لأنها ومصر تمثلان الثقل الإقليمي والدولي للأمة العربية والإسلامية. وقال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى السعودية تعكس حرصاً من الدولتين على تدعيم العلاقات المشتركة فيما بينهما، علاوة على تعزيز العمق الاستراتيجي، وأنهما دولتان كبيرتان قادرتان على أن تعلبا معاً دوراً استراتيجياً في المنطقة. وأضاف الأشعل بأن هناك حرصاً من الدولتين على التواصل معاً من أجل علاقات مشتركة بين البلدين من ناحية، وأن تكون هذه العلاقة المشتركة انعكاساً لعلاقات عربية أوسع في المستقبل القريب، في ظل القيادة الجديدة لمصر بانتخاب الدكتور محمد مرسي، وفي ظل الحرص على استمرار التواصل مع مصر في ظل قيادتها الجديدة، انطلاقاً من العلاقات التاريخية والقوية التي تربط البلدين الشقيقين. وبدوره، أكد الدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلاقات السياسية بجامعة القاهرة، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عبد العزيز للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي لزيارة السعودية، وقبوله لها، تعكسان رغبة من البلدين في استمرار التعاون المشترك فيما بينهما، خاصة مع انتخاب قيادة جديدة لمصر بإرادة شعبية حُرّة. وقال د. عبد الفتاح إن هذا الحرص من أجل علاقات سعودية مصرية مشتركة تمهد لعلاقات أوسع؛ لتكون عربية مشتركة، عكستها دعوة خادم الحرمين للرئيس مرسي في أن تكون أولى زياراته الخارجية للسعودية، وأن يكون خادم الحرمين الشريفين أول الداعين للرئيس المصري لزيارة المملكة؛ لتكون المحطة الأولى في أولى زياراته الخارجية. ووصف الدكتور عادل سليمان، المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، زيارة الرئيس مرسي للرياض بأنها زيارة طبيعية بالنظر إلى العلاقات الوثيقة والاستراتيجية المهمة بين القاهرةوالرياض. وأشار إلى أن هذه العلاقات لها عمق كبير، وليست مرتبطة بالأنظمة حتى من قبل عام 1952، ومنذ أيام عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز المؤسس للمملكة العربية الحديثة، وأنه دائماً ما تتسم العلاقات بالخصوصية. وأكد أهمية هذه الزيارة بلا أية مزايدات؛ فهي أول زيارة للرئيس المصري بعد توليه المهمة، وأنه من الطبيعي أن يقوم بزيارة الرياض، وهي زيارة تبعث برسالة مهمة تؤكد عمق العلاقات التي لا ترتبط بالأشخاص ولا بالنظم.. خاصة في ظل ما تردد في السابق، وبعد اندلاع ثورة يناير، من موقف دول الخليج من الثورة المصرية وعلاقاتها بالنظام السابق. وقال سليمان إنه يعتقد أن السعودية أرادت أن تبعث برسالة للشعب والرئيس المصري بأن العلاقات قوية وراسخة وأكبر من أن ترتبط بأشخاص. من ناحيته يرى الدكتور محمد مجاهد، نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن زيارة الرئيس مرسي للسعودية تعكس العديد من الدلالات المهمة، خاصة في ظل الظروف الحساسة التي تعيشها مصر والمنطقة في الوقت الراهن.. فمن ناحية هي أول زيارة خارجية لرئيس مصر بعد انتخابه وتأكيده ثوابت وتوجهات السياسة الخارجية المصرية، وعلى قمة أولوياتها الدائرة العربية والمحيط العربي لمصر. وأشار إلى أن هذه الزيارة الأولى للسعودية للرئيس مرسي، التي تأتي قبيل زيارة مرجحة لطهران لتسليم رئاسة حركة عدم الانحياز إلى إيران بحسب البروتوكول الخاص بالحركة، ترد على المخاوف التي انتشرت بقوة في الأيام الماضية حول ما أثير عن العلاقات بين مصر وإيران بعد ثورة 25 يناير. وأكد مجاهد أن الرئيس مرسي سوف يؤكد للسعودية بقيادة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين أن فتح وإعادة ترتيب العلاقات بين مصر وإيران لن يكونا على حساب المصالح والعلاقات بين مصر ودول الخليج، وفي القلب منها السعودية؛ وذلك لارتباط الأمن القومي المصري بأمن الخليج، وبالنظر للمصالح المصرية والحيوية في شتى المجالات مع دول الخليج. وقال: إن الزيارة تحمل بُعداً آخر، ربما يكون المقصود به إزالة واستيعاب أية حساسيات اعترت مسيرة العلاقات بين مصر والسعودية في الفترة الأخيرة.