كم سؤال يتم توجيهه لك عزيزي القارئ يوميا عن حياتك الخاصة؟ للأسف آفة الفضول من العادات السيئة، السؤال، هل هناك دراسة تثبت ان كثرة الأسئلة (الفضولية) التي يسألها البعض تخضع لمعايير او لثقافة المجتمع؟! ام انها عبارة عن (جينات) متوارثة عند البعض وفضول (امحق) من جينات !! تشعر ان هناك من يتلذذ بمعرفة كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة عن عباد الله، مثال، ونحن نقترب من موسم الاجازات سنجد من يمطرنا بالعديد من الأسئلة، وين ناوين تقضون الاجازة هذا العام؟! والسؤال يتبعه عشرات الأسئلة، كم ستمكثون وأين ستسكنون، ولا ابالغ ان قلت هناك من يقتله الفضول ويريد ان يعرف ماذا سنأكل وماذا سنلبس اثناء السفر! السناب ما قصر سيجيبهم! الفئة الأخرى من أصحاب الفضول، أصحاب الفضول الاقتصادي!، هؤلاء اختصاصهم معرفة رواتب ودرجات وعلاوات خلق الله من الأقارب والجيران والزملاء، أتضامن مع من (يرميه) حظه العثر للجلوس بجوار أحد الفضوليين في المناسبات الاجتماعية، ينقل لي أحد الزملاء انه في إحدى المناسبات كان أحد الضحايا، يقول خلال دقائق عابرة قبل العشاء، كانت كافية، ليعرف عني كم راتبي ومرتبتي وسنوات خدمتي بل حتى فصيلة الدم عرفها، يقول الزميل ومازلت اسأل نفسي وش دخل الفصيلة في الأمور المالية عنده! وهناك فئة من الفضوليين تعرف ب (متلازمة وش من لحية!) هؤلاء لديهم مقاييس خاصة بهم في تقييم البشر لا تخضع للجودة، فمقاييسهم القبلية ومقصاتهم المناطقية والمذهبية هي من يحدد الاحترام والاستقبال والتوظيف وغيره، وهذا النوع من أخطرها على الاطلاق، فالجودة لا مكان لها عندهم كما أسلفت مما يجعل مفاضلة الاختيار او التعيين او الترقية تحددها القبيلة او المنطقة او المذهب وليس ممن يمتلك الجدارة. في مقولة شهيرة لجعفر الصادق -رضي الله عنه- نقلها لي الأستاذ إسماعيل أبو رياض بعد النقاش الذي دار بيننا حول آفة الفضول، تختصر كل ما ذكرت أعلاه، يقول، لا تسأل المرء عن، ذهبه، وذهابه ومذهبه!! وفي الحديث الشريف يقول نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- «من حُسنِ إسلام المرءِ تركُهُ ما لا يعنيه». أين ستذهبون بعد الفراغ من قراءة المقال؟!.