* قليلون هم النقاد الذين باستطاعتهم إقناع الشاعر بقراءتهم قصيدته. * النقد فن بحد ذاته، والنقاد المتميزون معروفون من خلال أطروحاتهم النقدية، سواء من كتب أو دراسات قدّمت خلال فترات متعاقبة. * لكن مهارة إيصال المعلومة للشاعر لا يمتلكها إلا قلة قليلة جدًّا من النقاد، أما البقية فتعتقد أن النقد هو توجيه سوط العتب للشاعر بأي شكل كان. * يتحدث الشعراء بأن النقد مهم وأنهم يتقبلونه ولكن الحقيقة أن هذا التقبّل مشروط بالطريقة الصحيحة والأسلوب المنمّق من الناقد. * ولكن هل يشترط أن يكون الناقد مهذبًا في إيصال معلومة يداري بها خاطر الشاعر. * النقاد يعتقدون أنهم يجب أن يكونوا واضحين.. فلا مجاملة في الأدب مهما كان. * هم يعتبرونها خيانة للأمانة الأدبية. * ونحن هنا نستثني البرامج الشعرية التي يشترط على الشاعر مقابلة لجنة تحكيم فهي خاضعة لشروط معينة قبِل بها الشاعر قبل أن يشارك. * لذلك ستظل علاقة الشاعر والناقد غير واضحة المعالم يتخللها الود أحيانا والحرب الباردة أحيانًا كثيرة. * كثيرة هي الأسئلة التي تطرح في هذا الجانب، ولذلك ظلت مسألة انتقاد قصيدة الشاعر في المجالس العامة أو المتلقيات أمرًا غير محبب، فكل ما هو مطلوب أن يستمع الجميع وأن يشيدوا بالشعر فقط. * ولذلك نشاهد هذه الأيام المقاطع تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمناسبات مختلفة يلقي الشاعر فيها أبياتًا يدعي أنها «شعر» وتلقى التصفيق من الحضور «مجاملة» والترويج عبر الواتساب. * لأنه لا أحد يريد أن ينتقد كي لا يغضب الشاعر. * لذلك أصبحت جملة «جامل ياخي جامل» أكثر جملة ممكن يسمعها الناقد في المجالس العامة.