تغيرت نظرة الشعراء للنقاد مع ظهور المسابقات الشعرية .. فأصبح الكثير منهم يحترم الآراء النقدية بعد ان كان يرفضها سابقا ويعتبرها فضيحة بحقه كشاعر، ومع ذلك يتحدث البعض عن عودة هذه الفجوة بين الشاعر والناقد خصوصا وان اغلب الشعراء يرى نفسه اكبر من الناقد خصوصا اذا كان الناقد شاعرا .. «في وهجير» طرحت عددا من التساؤلات على بعض الشعراء حول هذا الموضوع كالتالي: برأيك هل هناك فجوة بين الشاعر والناقد حاليا، وهل من الممكن ان تتقبل النقد من ناقد (شاعر) ترى انه اقل منك شاعرية؟ سعود الدهيمي: لا شك في أن الفجوة بين الشاعر والناقد موجودة وهي فجوة ازلية فلا الشاعر يتقبل النقد من كل ناقد ولا الناقد يقتنع بشاعرية الشاعر ومهما حاولت البرامج الجوائزية الضخمة إجبار الشاعر على السكوت وتحمل الناقد فهي لم تستطع اقناع الشاعر بكفاءة الناقد الادبية. وبالنسبة لي انا اذا كان نقد من انتقد قصيدتي مقنعا ورأيت انه محق فأنا اتفق معه واعدّل الخطا حتى وإن ساورني بعض الشك فهناك من اثق برأيه واستشارته ليكون الفيصل في التعديل ما استطعت بغض النظر عن هل الشاعر اكفأ مني شاعرية او اقل، لكن ان كان هدفه فقط الانتقاد لغرض الانتقاد بدون وجه حق فانا احترم رأيه ولا آخذ به. عبيان اليامي: للاسف نعم هناك فجوة في الوقت الحالي بسبب قلة الوعي الادبي عند بعض الشعراء وعدم ثقتهم في انفسهم . فالشاعر الحقيقي يرحب بالنقد البناء ويستفيد منه لتطوير موهبته والرقي بانتاجه، وبكل تأكيد اتقبل النقد من اي كان فأنا مؤمن بأن الآخرين دائما هم مرآة الشخص والنقد البناء دائما يضيء الطريق لمن اراد التقدم الى الامام .. اما النقد غير البناء والنقد لاهداف شخصية فلا يخدم احدا وهو مرفوض بالتأكيد. صالح آل كحلة: نعم هناك فجوة لقلة النقاد المتمكنين من ادوات النقد اكاديميا وطرحا، وأنا اتقبل النقد من الناقد المتمكن، واجادله حتى الاقتناع من احد الطرفين ، وقد يكون اقل مني شاعرية لكنه ناقد .. لان ليس كل ناقد شاعرا. فلاح العماش: نعم توجد فجوة بين الشاعر والناقد ، والسبب أن كثيرا من النقاد للأسف لا يملكون أدوات النقد، إضافةً أن أغلب الشعراء يرون أنفسهم فوق النقد، وكل شاعر يعتقد أنه الشاعر الأوحد والأشعر لذلك لا يتقبّل النقد ! نعم توجد فجوة بين الشاعر والناقد، والسبب أن كثيرا من النقاد للأسف لا يملكون أدوات النقد، إضافةً الى أن أغلب الشعراء يرون أنفسهم فوق النقد خليل بن هدلان: ليس هناك فجوة فالنقد والشعر دائماً معاً وكذلك الشعراء المتمكنون يعتبرون نقادا والشاعر المتمكن هو ناقد نفسه، ولا مانع لدي من تقبل النقد اذا كان الناقد ملما بأدوات النقد ونقده هادف وصحيح فلم لا .. النقد دائما يصب في صالح الشعر والشعراء .. وليس شرطا ان كل ناقد شاعر او ذو شاعرية فائقة فهناك نقاد ليسوا شعراء. سعد الجميلي: من وجهة نظري بأنه في هذه الفترة لا يوجد ناقد متمرس قادر على نقد النص والتعمق فيه وإستخراج مكامن القوة والضعف من خلال نظرة محايدة بعيدا عن الوقوع والانسياق خلف اسم الشاعر وشهرته وما نراه حاليا من ممارسات البعض بإن يكون ناقدا ما هي إلا محاولات الهدف منها ابراز أسمائهم من خلال التطرق لأسماء شهيرة يمجدون من خلالها نصوصهم بعيداعن أدب النقد للتقرب منهم وكسب صداقتهم. وهناك أشخاص ليسوا بشعراء ولا نقاد لكنهم محبون للشعر وصادقون في توجيهاتهم للشاعر وهؤلاء تجدهم مقربين وجدانيا من هذا الشاعر فتجد الشاعر يستفيد من نقدهم الذي دائما يكون خاصا بينهم وبين الشاعر، أما أن يأتي شخص غير قادر على انتقاد نفسه والنهوض بنصوصه الشعرية وينتقد قصيدتي فهذا لا أقبله نهائيا ليس ترفعا إنما لعدم كفاءته النقدية والشعرية، فالشاعر دائما يستفيد من خبرات شعراء وأدباء كبار ليس من خلال نقدهم فقط بل من خلال إثراء فكره بقراءة نصوصهم والاستفادة من جمالياتها وما فيها من إبداع. عيسى الشاطري: نعم هناك فجوة بين الناقد والشاعر لان اغلب النقد يكون للشاعر وليس للشعر، وبالنسبة لي لا اتقبل النقد من شاعر اقل شاعرية ، لانه غير مؤهل للنقد. فهيد البقعاوي: اعتقد ان هناك فجوة كبيرة بين الناقد والشاعر والسبب الحقيقي بقلة وجود الناقد المهتم ببناء القصيدة ومهتم بالنقد الايجابي وعدم اخذ جانب النقد من جوانب اخرى لان بعض الناقدين للاسف استخدموا النقد بمطرقة الحسد وتختلف اهواؤهم وجوانب نقدهم بطبيعة المنقود وانا اتقبل النقد اذا كان في محله بشرط أن لا يكون اقل مني شاعرية فكيف اقبل النقد من شاعر لا توجد له الا قصيدة فقط فالاولى ان يطبق نقده على نفسه وبالتالي يكون شاعر اخذ بنقده، والا كان نقده مثل عدمه.