منذ نعومة أظفاره في السلك الإداري كان يشار له بالبنان الى أنه خليفة الراحل عبدالله الدبل في التمثيل الخارجي للرياضة السعودية، لا سيما أن التلميذ (المسحل) الذي درس مقررات وكتب وسلوكيات الراحل الكبير في أروقة الفيفا قد تخرج في نفس مدرسة النبوغ والتفوق (نادي الاتفاق). ياسر المسحل الشاب، الذي لا تسمع صوته إلا كهدير الماء همسا سجل نجاحا بالوصول إلى لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم، ومنذ إعلان الخبر من العاصمة البحرينية المنامة في كونجرس الاتحاد الدولي يوم أمس استرجع الرياضيون صورة الراحل عبدالله الدبل -يرحمه الله- لعطش الوسط الرياضي لوجود شخصية تحمل قوته ونجاحه في الوقت الراهن داخل دهاليز (الفيفا). المسحل الهادئ في ظاهره، والمنجز الفعال في الكواليس، والبعيد عن الفلاشات وعدسات الكاميرات، ونادر الخروج لوسائل الإعلام يحمل على عاتقه عودة التمثيل السعودي القوي في المحافل الدولية لما يملكه من قدرات كبيرة برزت في مواقف صعبة في الآونة الأخيرة. ردة الفعل ولا نبالغ إذا أشرنا الى أن ردة الفعل بعد إعلان المسحل عضوا في لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم كانت فرحة كبيرة جدا لكل الرياضيين الخليجيين وليس السعوديين فقط، لأن التمثيل الخليجي في أروقة الفيفا أصبح بحاجة ماسة لتجديد حضوره بالوجوه الشابة، التي تمتلك فكرا وعملا بعيدا عن واقعنا المرير الذي يضج بالردح و(الهياط). الترقب كان كبيرا في الوسط الرياضي السعودي حول الاسم، الذي سيخلف عبدالله الدبل -رحمه الله- في الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد غياب سعودي دام طويلاً عن التواجد في الفيفا، فكانت كل المؤشرات تدل على تولي ياسر المسحل المهمة. محبو وعشاق كرة القدم السعودية، ارتسمت على محياهم البسمة بحصول المسحل على عضوية لجنة الانضباط، فهم يرون فيه بارقة أمل لاعادة التوهج لكرة القدم السعودية، حيث ان عمله المميز خلال السنوات الماضية، والمجهودات الكبيرة التي قدمها، اضافة للفكر الكبير الذي يملكه، كلها دلائل مشجعة جدا، تشير إلى قدرة المسحل على النجاح وتحقيق المأمول منه. رحلة شاقة ظهور ياسر المسحل لم يكن وليد الصدفة في كرة القدم، حيث جدد علاقته بالساحرة المستديرة التي هجرها ناشئاً لكن عبر بوابة العمل الإداري، الذي سجل فيه حضورا قويا، ليحقق حلمه القديم. فالمسحل المنحدر من عائلة رياضية، والحاصل على شهادة جامعية في الادارة المالية، يملك كل المقومات ليكون رجل المرحلة خلال السنوات الاربع المقبلة، خاصة انه يملك الكثير من الخبرات الناتجة عن عمله كمدير تنفيذي للرابطة، اضافة للخبرات الكبيرة المكتسبة جراء تواجده ضمن لجان الاتحاد الآسيوي، وبالتحديد ضمن عضوية لجنة الاندية المحترفة، التي فتحت له العديد من الآفاق، قادته لتحقيق نجاح باهر. ويعتبر المسحل واحدا من الكفاءات السعودية الشابة والمميزة، ومتى ما استطاع تطبيق فكره الرائع على أرض الواقع، فذلك سيساهم في مزيد من التوهج لكرة القدم السعودية مستقبلا، حيث إنه كفاءة إدارية ظهرت بسرعة البرق بعيدا عن التواجد الإعلامي فقلما تجده يظهر في وسائل الإعلام الا في حالات الضرورة القصوى لتوضيح أمر ما. كما أنه شخص عملي وصاحب علاقات متزنة ويهتم بالعمل أكثر من اهتمامه بالكلام، فهو يرفع شعار «دع الافعال تتحدث عنك لا الأقوال»، ولهذا السبب فرض احترامه على الجميع بالهدوء والعقلانية. هدوء وعقلانية هدوء المسحل وعقلانيته أكسبته احترام وتعاطف الجميع وجعلهم يرونه الرجل المناسب في المكان المناسب على الاقل في السنوات القليلة المقبلة، كما ساهم هدوؤه في اكتساب ثقة الاعلام السعودي والجماهير في آن واحد، حيث كان يحظى بثقة مطلقة للترشح لمنصب المكتب التنفيذي في الفيفا عن القارة الآسيوية، لكن ترشح أحمد عيد للمنصب جعله يرجئ الخطوة للمرات المقبلة لكن عدول أحمد عيد عن الترشح مرة أخرى فتح الباب مجددا امام المسحل لتبوء مكانته الدولية، حيث انه مهيأ كشخصية إدارية سعودية شابة لتبوء المناصب في الاتحادين القاري والدولي لكرة القدم. الاتفاق.. محطة العبور ومثلما كان الحال مع عبدالله الدبل -رحمه الله- ينتمي المسحل صاحب ال43 عاما لأسرة اتفاقية، وكان عضو شرف في نادي الاتفاق منذ عام 1997م ومثّل نادي الاتفاق في عدة اجتماعات بالاتحاد العربي السعودي لكرة القدم وهيئة دوري المحترفين منذ 2000 حتى 2012 بحكم إقامته في الرياض. وبعد حصوله على درجة البكالوريوس في الإدارة المالية مع مرتبة الشرف من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن 1996، عمل المسحل في القطاع الخاص مع أشقائه في شركتهم العائلية المتخصصة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وساهم في ارتفاع مبيعاتها بعد إشرافه على فرع الشركة بالرياض منذ عام 1999 حتى 2013، لينتقل بعدها للعمل كمدير تنفيذي في رابطة دوري المحترفين بعد استقطابه من رئيسها آنذاك محمد النويصر، ثم العمل كنائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم حالياً. وسرعان ما اكتسب ياسر المسحل ثقة الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن ثم الاتحاد الآسيوي بتوليه بعض المناصب المهمة، ليعوض الغياب السعودي في الاتحاد القاري. فعلى الصعيد الآسيوي، تم اختياره تحديدا من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ليكون عضوا في لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ يوليو 2015 حتى 2019، وسبق ذلك عضويته في لجنة الأندية المحترفة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ عام 2011 حتى 2014 وساهمت تلك اللجنة في وضع معايير المشاركة في دوري ابطال آسيا، الذي كان لنصيب الاندية السعودية الحصة الأعلى في عدد المقاعد منذ ذلك الوقت وحتى الآن. كما انه كان العضو العربي الوحيد، الذي شارك في عضوية اللجنة المنظمة لكأس آسيا 2015 في استراليا. ووضع المسحل لنفسه منهجا خاصا وخطة عمل متوازنة يسير بها فهو لم يقصر اهتمامه على كرة القدم المحلية، بل كان اهتمامه منصباً على الصعيدين القاري والدولي، وهو منهج غاب عن الكثيرين ليتميز به المسحل. كما انه يعتبر واحدا من الكفاءات السعودية الشابة والمميزة، ومتى ما استطاع تطبيق فكره الرائع على أرض الواقع، فذلك سيكون اولى الخطوات نحو اعادة التوهج لكرة القدم السعودية، ومن بعض افكاره هو زيادة الحضور الجماهيري في الملاعب السعودية من خلال توفير البيئة اللازمة لذلك، حيث أشار في الكثير من المناسبات إلى أنه كان يتواجد كثيرا مع الجماهير، لذلك هو يعلم بالمتطلبات الاساسية لها، مبينا أنه رغم التطورات الكبيرة التي طرأت، إلا ان البيئة الجاذبة ما زالت تحتاج للكثير. عبدالله الدبل.. الطموح تواجد المسحل في مطبخ الفيفا لن يحميه من المقارنة بينه وبين الدبل، الذي يعتبر معيار النجاح لاي شخصية سعودية تتبوأ منصباً في الفيفا، فالاثنان يجمعهما قاسم مشترك وهو الانطلاقة نحو العالمية من محطة نادي الاتفاق. وعمل الدبل كرئيس للجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم، وكان عضوا دائما في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية والاقليمية.، كما اختير عضوا باللجنة التنفيذية بالاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، كما تولى العديد من المناصب المحلية والعربية والقارية. عبدالله الدبل