فاز المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، 39 عاما، أمس بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، متفوقا على منافسته مارين لوبن ليصبح أصغر رئيس في تاريخ البلاد. وتصدر ماكرون الانتخابات بنسبة تتراوح بين 65,5% و 66,1% من الأصوات بحسب تقديرات معهدي الاستطلاع «ايفوب» و»هاريس انتراكتيف». وأعلنت الحكومة الفرنسية فوز ماكرون، فيما أقرت لوبن بهزيمتها مهنئة خصمها بالفوز.وقالت: «أصبحنا أكبر قوة معارضة في فرنسا بعد هذه الانتخابات». وتمنت لماكرون النجاح في مواجهة التحديات الكبرى».ورحبت الحكومات الأوربية بانتصار ماكرون مؤكدة أن فرنسا «ستبقى في قلب أوروبا». لأول مرة وتميزت هذه الانتخابات بأنها ولأول مرة منذ قرابة ستين عاما يغيب اليسار واليمين التقليديان ممثلين بالحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري عن الدورة الثانية.ويؤكد المرشحان انهما يمثلان التجديد، لكن في حين يدافع ماكرون عن حرية التجارة وتعميق الاندماج الأوروبي، تدين لوبن «العولمة المتوحشة» والهجرة وتدافع عن سياسة «حمائية ذكية».وأدى كاهما بصوته صباحا في شمال فرنسا: ماكرون في توكيه ولوبن في معقلها العمالي في اينان-بومون.وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة بتوقيت فرنسا. ويتوقع مشاركة 68% من نحو 47.5 مليون ناخب في حين تكتسي نسبة المشاركة أهمية بالنسبة لنتيجة الاقتراع.وتنادى اليمين واليسار بعد الدورة الأولى للاصطفاف خلف ماكرون وسد الطريق على الجبهة الوطنية في غياب تعبئة شعبية وعدم وضوح موقف اليسار الراديكالي الذي يرفض بعض المنتمين إليه الاختيار «بين الطاعون والكوليرا». قضايا الصراع تعد البطالة إحدى أبرز القضايا المهيمنة التي تواجه الناخبين الفرنسيين، إذ يصل معدل البطالة في البلاد، في الغالب، إلى 10 في المائة، ويعد ثامن أعلى معدل بطالة في دول الاتحاد الأوروبي ال 28، حيث ان كل شخص من أربعة أشخاص دون سن 25 في البلاد عاطل عن العمل. وحقق الاقتصاد الفرنسي تعافيا بطيئا من الأزمة المالية لعام 2008، ويشدد كل المرشحين على الحاجة الى تغييرات عميقة. ويسعى ماكرون إلى تخفيض 120 ألف وظيفة في القطاع العام وتقليل الانفاق العام بنحو 60 مليار يورو، وضخ مليارات في الاستثمار وتقليل معدل البطالة بنسبة 7 في المائة. إجراءات مشددة وتم تنظيم الدورة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية وسط إجراءات أمنية مشددة مع نشر نحو 50 ألف شرطي ودركي وجندي في ظل حالة الطوارئ السارية منذ 2015 والاعتداءات الجهادية التي اوقعت 239 قتيلا في فرنسا. وربما تفادت فرنسا اعتداء جديدا مع الاعلان عن اعتقال متطرف بايع تنظيم داعش قرب قاعدة عسكرية جوية في ايفرو (حوالى مائة كلم شمال غرب باريس) كان يخضع منذ 2014 للمراقبة بسبب تطرفه. ومساء 20 أبريل، أي قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى من الانتخابات، قتل شرطي بجادة الشانزليزيه في باريس وتبنى الاعتداء تنظيم داعش المسؤول عن معظم الهجمات التي اوقعت 239 قتيلا في البلاد منذ يناير 2015. انتخابات البرلمان ولن تضع انتخابات الأحد نهاية للمعركة بين التيار الرئيسي والسياسات الأكثر تطرفا في فرنسا مع إجراء الانتخابات البرلمانية التي تحظى بنفس الأهمية الشهر المقبل. فبمجرد انتهاء انتخابات الرئاسة سينصرف الاهتمام على الفور إلى ما إذا كان الفائز قادرا على اقتناص أغلبية برلمانية. وأظهر أول استطلاع رأي للانتخابات البرلمانية نشر هذا الأسبوع أن بوسع ماكرون اقتناص تلك الأغلبية. وسيعتمد الأمر كثيرا أيضا على نسبة التصويت التي سيحصل عليها ماكرون ولوبان. وقالت ماريون مارشال لوبان ابنة شقيق لوبان لصحيفة لوبينيون إن نتيجة 40 بالمائة ستكون بالفعل «انتصارا هائلا» للجبهة الوطنية. وسيشكل ماكرون فصلا جديدا في السياسة الفرنسية بعد أن حكم الحزبان اليساري واليميني الرئيسيان، وهما الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين، فرنسا لعقود. ومني الحزبان بهزيمة مهينة في الجولة الأولى من الانتخابات.