يستأنف المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون المتهم بأنه استبق الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في السابع من مايو جولاته الانتخابية ويزور معقلين لمنافسته من اليمين المتطرف مارين لوبن. وتوجه المرشح الشاب (39 عاماً) أولاً إلى أميان (شمال شرق) للقاء موظفين مهددين بنقل مقر مصنع إلى بولندا، من بعدها إلى أراس (شمال) وهما مدينتان حلت فيهما مرشحة حزب الجبهة الوطنية في المرتبة الأولى في الدورة الأولى من الاقتراع. في المقابل، دعت لوبن التي تطرح نفسها بأنها "مرشحة الشعب" أمس إلى اجتماع للمجلس الاستراتيجي من المفترض أن تكشف بعده عن شعار جديد بعد "إعادة النظام إلى فرنسا". مع أن استطلاعات الرأي تقدر بأن بين 62 إلى 64% من نوايا التصويت تؤيد ماكرون، في مقابل 36 إلى 38% للوبن، مما يجعله المرشح الأوفر حظاً في الدورة الثانية، إلا أنه أقر الثلاثاء بأن "لا شيء محسوماً". ووجه عدد من المعلقين انتقادات إلى ماكرون لأنه خصص مطلع الأسبوع لإجراء استشارات، بينما لوبن تنشط في التجمعات، إذ اعتبروا أنه يعطي الانطباع بأنه "تجاوز" الجولة الثانية وأنه يعتبر أن النصر مضمون. وطلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من وزراء الحكومة أمس بذل كل ما بوسعهم لضمان إلحاق أكبر هزيمة ممكنة بزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، حسبما أفاد المتحدث باسم هولاند ستيفان لو فول. وكان هولاند الذي حث الفرنسيين على التصويت لماكرون قد حذر الثلاثاء من أنّ فوز ماكرون على لوبن خلال الدورة الثانية ليس مضموناً، عاداً أنه يجب عدم الاستهانة بالنتيجة التي حققتها الجبهة الوطنية. وتحاول لوبن التي تخوض حملة ميدانية مكثفة منذ الاثنين اجتذاب ناخبي المحافظ فرنسوا فيون ومرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون. وقالت لوبن: "لدى خصمي رؤية بعيدة عن واقع فرنسا، إنه مرشح الأوليغارشية". وأردفت: "أريد أن أجمع كل الوطنيين، من اليمين أو اليسار"، قبل أن تتطرق مجدداً إلى موضوع الهجرة لتقول: "لدينا سبعة ملايين عاطل عن العمل وتسعة ملايين فقير، وقد أتينا بمئتي ألف أجنبي سنوياً". ومن المنتظر إجراء مناظرة تلفزيونية بين ماكرون ولوبن في الثالث من مايو. إلى ذلك، أكدت الحملة الانتخابية لماكرون أمس أن شبكتها الإلكترونية كانت هدفاً لخمس عمليات اختراق متطورة على الأقل منذ يناير لكن أياً منها لم ينجح في سرقة أو اختراق أي بيانات للحملة، وقال حزب "إلى الأمام" إن ماكرون هو المرشح الوحيد المستهدف في الحملة الرئاسية.