عشية مناظرة تلفزيونية بينهما مساء الأربعاء، تُظهر استطلاعات رأي نشرت نتائجها أخيراً تراجعاً في تأييد المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون وارتفاعاً في نسبة مؤيّدي مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، واللذين سيتنافسان على رئاسة فرنسا الأحد المقبل. وتشير الاستطلاعات إلى أن انتخابات 2017 لن تكون مثل انتخابات 2002، عندما توحّد حزبا اليمين الديغولي والاشتراكي للتصويت للرئيس السابق جاك شيراك، وإطاحة خصمه رئيس حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف جان ماري لوبن، والد مارين. وتعهد جان ماري لوبن تعبئة أنصاره ضد ماكرون، خلال تظاهرة تقليدية ينظمها اليوم لمناسبة عيد العمال، بعد إعلانه دعمه ابنته التي كانت أقصته من زعامة الجبهة إثر خلاف بينهما. كما ينظّم ماكرون احتفالاً ضخماً اليوم للمناسبة ذاتها. ولم تعد جبهة الأحزاب التقليدية الفرنسية صلبة ضد مارين لوبن، كما كانت عام 2002، لدعم ماكرون. وعلى رغم دعوات قياديين، بينهم فرنسوا فيون الذي خسر في الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة، ورئيس الحكومة اليميني السابق ألان جوبيه، والرئيس السابق نيكولا ساركوزي، والرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند، إلى التصويت لماكرون للتصدي للوبن، سيمتنع ناخبون من حزب «الجمهوريين» اليميني ومن اليسار المتطرف الذي يتزعمه جان لوي مبلانشون، عن التصويت لماكرون، وسيختارون إما الاقتراع للوبن وإما الامتناع عن التصويت. وعزّز تحالف لوبن مع نيكولا دوبون إينيان، رئيس تيار «فرنسا الواقفة» في حزب «الجمهوريين»، قلق الأحزاب التقليدية من اتجاه متزايد إلى التصويت للوبن، خصوصاً أنها قدّمت تنازلات في بعض مواقفها، إذ وافقت على الامتناع عن التحدث عن الخروج من منطقة اليورو، علماً أن استطلاعات رأي أظهرت أن معظم الفرنسيين لا يرغب في ذلك. ونبّه القيادي في حزب «الجمهوريين» كزافييه برتران إلى أن انتخاب لوبن وارد، إذا فشل اليمين في تعبئة ضخمة لأنصاره، داعياً الجمهوريين إلى توحيد أصواتهم لماكرون. ورأى أن الامتناع عن التصويت هو لمصلحة «الجبهة الوطنية»، مؤكداً للعمال والمزارعين الذين يقترعون للجبهة أنها لن تسوّي مشكلاتهم، معتبراً أن هذا الحزب «استفاد من مشكلات الفرنسيين ولن يحلّها». وأعلن جان لوي بورلو، وهو وزير سابق كان اعتزل الحياة السياسية، أنه سيدعم ماكرون، مؤكداً أنه «جاهز لمساعدته، لأن الوضع خطر». واعتبر أن ماكرون «مرشح جامع يدافع عن عالم منفتح ومتضامن، فيما لوبن عامل تقسيم». لكن استطلاع رأي أعدّته مؤسسة «إيفوب» لمصلحة صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» أظهر أن 45 في المئة من الناخبين يعتقدون بأن المرشحَين لن يضعا حداً للبطالة، فيما يرى 36 في المئة أنهما لن ينجحا في حماية فرنسا من هجمات إرهابية. وشكّك 43 في المئة في قدرة الاثنين على الحكم، ولو بعد دخول أيّ منهما قصر الإليزيه، كما أن 42 في المئة يرون أن ماكرون ولوبن لن يتمكنا من إعادة توحيد البلاد.