صرح الناطق الرسمي باسم ميليشيا الحشد الشعبي الطائفية العراقية المدعومة من إيران، أحمد الأسدي بأن الميليشيا ستشن هجوما وشيكا غربي الموصل، وزعم بأن الميليشيا جاهزة للدخول في معركة مع الجيش التركي بقوله: «حديث تركيا عن تلعفر إما عن جهل او للاستفزاز أو التدخل، وإن احتمال التدخل وارد وسنتعامل معه». يحدث ذلك وسط مخاوف من تكرار ميليشيا الحشد الشعبي انتهاكات ظلت سمة ملازمة لوجودها وتحركاتها في العمليات، التي تجري بالمناطق السنية في العراق والتي ارتكبت فيها فظائع وانتهاكات وجرائم حرب نددت بها المنظمات المحلية والدولية. في حين يواجه آلاف المدنيين من أهالي الموصل مصيرا مجهولا عقب احتجازهم من قبل تنظيم داعش الإرهابي كدروع بشرية في مواجهة تقدم القوات العراقية بحسب مصادر أمريكية. كما أجبر مقاتلو داعش نساء وأطفالا وشيوخا على السير برفقتهم لأيام كدروع بشرية للتغطية على تراجعهم إلى مدينة الموصل، وقاموا بفصل الصبية والرجال في سن القتال في الطريق وأخذوهم لمصير مجهول. فيما أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي اللواء أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع أن المملكة ومنذ نشوء التحالف لم تشارك في أي عمليات بالعراق، معللا ذلك بأن السعودية لا يمكن أن تشارك في عمليات تشارك فيها الميليشيات، في إشارة منه إلى ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران. وبدأت القوات العراقية منذ فجر امس الجمعة عملية عسكرية كبيرة لاستعادة مدينة الشورة بجنوب الموصل من سيطرة تنظيم داعش، بينما أحرزت قوات البشمركة تقدما على المحور الشرقي للموصل. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن عدد النازحين الفارين من الموصل ارتفع إلى ما يقارب 16 ألف شخص، بينما حذر برنامج الأممالمتحدة للبيئة من أن المدنيين يواجهون كوارث صحية خطيرة مع استمرار المعارك. وقال الناطق باسم ميليشيا الحشد الشعبي الطائفية أحمد الأسدي: إن القائد العام للجيش حيدر العبادي كلف الميليشيا بتحرير مناطق غربي الموصل، خاصة بلدة تلعفر. وأوضح الأسدي -في مقابلة مع تليفزيون العراقية الحكومية-: «كلفنا من قبل القائد العام للقوات المسلحة العراقية لتحرير مناطق الجانب الغربي، ومنها منطقة تلعفر، وسنحرر كل المناطق ضمن محورنا». وزاد «لن نوفر ممرات آمنة لخروج عناصر داعش من الموصل، أعطينا ممرات فقط للنازحين المدنيين، سنقضي على عصابات داعش». وأضاف «التحالف الدولي لم يعالج المناطق، التي يتنقل من خلالها عناصر داعش بين العراق وسوريا، وإن عصابات داعش لا تزال تسيطر على مركز قيادتها في الموصل العراقية والرقة السورية». وقال: «نحن اليوم مقبلون لتحرير المحور الغربي من الموصل وصولا إلى منطقة تلعفر التي سيتولى تحريرها أهلها من التركمان الشيعة والسنة» و«أن أهمية المحور الغربي لدى داعش تأتي من حرية تنقلات عناصر التنظيم عبرها». وتدخل معركة استعادة مدينة الموصل العراقية اليوم السبت يومها الثالث عشر، بينما أحرزت قوات البشمركة أمس تقدما على المحور الشرقي بعد أن سيطرت على قرية الفاضلية غرب بعشيقة. من جهته، ألمح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني إلى أن معركة الموصل ستكون طويلة ويصعب تحديد سقف زمني لها. وفي السياق، قالت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إن تنظيم داعش خطف آلاف المدنيين من مناطق حول الموصل واقتادهم إلى المدينة ليكونوا دروعا بشرية، كما قتل المئات ممن رفضوا الانصياع للأوامر. وأعلنت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني امس الجمعة أن مقاتلي داعش احتجزوا «عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من مناطق حول الموصل ويستخدمونهم دروعا بشرية في المدينة مع تقدم قوات الحكومة العراقية». وأضافت المتحدثة في إفادة صحفية من مقر المفوضية بمدينة جنيف السويسرية أن تنظيم داعش قتل ما لا يقل عن 232 شخصا يوم الأربعاء، بينهم 190 ممن عملوا من قبل في قوات الأمن العراقية، وأربعون مدنيا رفضوا الانصياع للأوامر. من جانبها، اعلنت منظمة الاممالمتحدة للبيئة في بيان تسجيل اضرار بيئية نجمت عن إحراق ارهابيي داعش منشآت نفطية ومصانع مع بدء عملية استعادة الموصل قبل عشرة ايام. واوضحت المنظمة انه «تم تحديد 19 بئرا نفطية مشتعلة عقب إطلاق العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل وحرق مخزونات من غاز ثاني أكسيد الكبريت في مرفق صناعي ما ادى الى تكوين سحابة سامة كبيرة». واشارت المنظمة الى «كوارث صحية خطيرة من اختناق وأمراض الجهاز التنفسي يتعرض لها المدنيون» مشيرة الى «تعرض أكثر من الف شخص أواخر الاسبوع الماضي في نواحي منطقة القيارة وإجحالة ومخمور للاختناق نتيجة لاستمرار الانبعاثات السامة من حقول النفط والكبريت بالمنطقة بعد احتراق مصنع المشارق». وتابعت «تدخلت الأممالمتحدة للبيئة، من خلال وحدة البيئة المشتركة وسهلت عمل خبراء المواد الخطرة، الذين قدموا المشورة الفنية حول كيفية التعامل مع الحريق ومحطة المياه ما ادى إلى تسرب غاز الكلور واصابة نحو 100 من المدنيين، الذين استدعت حالتهم العلاج الطبي».