شن طيران التحالف الدولي غارات جديدة مساء الخميس على مواقع تنظيم «داعش» شرق الموصل شمال العراق ألحقت خسائر بصفوفه، فيما سيطر الجمود العسكري في تكريت عقب تفخيخ داعش كل ما يمكن تفخيخه. وقال رائد مزوري الضابط بقوات البيشمركة للأناضول: «إن طيران التحالف الدولي شن سلسلة غارات جوية على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في محور خازر بناحية برطلة (30 كم شرق الموصل)». وأضاف «سددت طائرات التحالف الدولي 10 ضربات جوية على الأقل على مواقع التنظيم، أسفرت عن تدمير عجلتين مسلحتين، ومقتل وإصابة عدد من عناصر التنظيم لم نتمكن من معرفتها». كما شن الطيران الحربي الدولي غارات جوية على مدينة تلعفر (56 كم غرب الموصل) أسفرت عن مقتل العشرات من تنظيم «داعش». وقال شيرزاد زاخولي النقيب بقوات البيشمركة للأناضول: «إن الطيران الحربي للتحالف الدولي شن غارات جوية عنيفة استهدفت عدة مواقع للتنظيم في مركز مدينة تلعفر». وأضاف «تم استهداف موقع في حي السلام يُعد بمثابة غرفة عمليات للتنظيم أسفر عن مقتل وإصابة نحو 14 عنصرًا، كما تم استهداف مقر ما يسمى (كتيبة بيعة الموت) في حي القادسية وأودى بمقتل وإصابة 18 عنصرًا من التنظيم». إلى ذلك تمكنت القوات العراقية من فك حصار يفرضه تنظيم «داعش» على مقر عسكري بمحافظة الأنبار غربي العراق. وقال مصدر عسكري لوكالة الأناضول مفضلًا عدم الكشف عن هويته: «إن قوات من الجيش وبإسناد من مليشيات الحشد الشعبي وغطاء طيران التحالف الدولي تمكنت من فك حصار كان يفرضه تنظيم داعش منذ 5 أيام على مقر الفوج 28 للجيش بمنطقة ذراع دجلة شمال ناحية الكرمة (10 كم شرق الفلوجة). وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى أن «طيران التحالف الدولي تمكن من إسقاط طائرة تجسس صغيرة لتنظيم داعش قرب الفلوجة»، مبينًا أن «التنظيم كان قد استولى عليها من معسكرات الجيش في معارك سابقة». وفي سياق متصل برّأت وزارة الدفاع العراقية الخميس استهداف التحالف الدولي مقرًا للجيش العراقي بمحافظة الأنبار والذي تسبب في مقتل 14 جنديًا مؤكدة أن تنظيم «داعش» يقف وراء استهدف المقر العسكري. ويأتي الموقف الرسمي لوزارة الدفاع العراقية بعد نفي سابق أصدرته الولاياتالمتحدةالأمريكية لتنفيذها أي طلعة جوية غربي العراق في ال11 من الشهر الجاري، وهو اليوم الذي استهدف فيه المقر. وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها «داعش» بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 7 أشهر. من جهته أعلن البنتاغون أن الحكومة العراقية لم تطلب من التحالف الدولي تنفيذ غارات جوية ضد تنظيم «داعش» في تكريت لدعم القوات الحكومية في هجومها لاستعادة هذه المدينة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل ستيفن وارن: «لست على علم بأي طلب قُدّم عبر القنوات الرسمية للمشاركة في العمليات في محيط تكريت». والأحد قال قائد عمليات محافظة صلاح الدين الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي: إن مشاركة التحالف الدولي «ضرورية» في عملية استعادة مدينة تكريت حيث تتقدم القوات الأمنية بشكل «بطيء» في مواجهة القنص والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم «داعش». وبحسب الكولونيل وارن فإن خطوط الجبهة في معركة تكريت «جامدة» حاليًا. ولم يشارك التحالف الذي ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف في كل من العراق وسوريا في العملية التي بدأت في الثاني من مارس لاستعادة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وهي أكبر هجوم عراقي ضد التنظيم منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في يونيو 2014. وتواجه العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية منذ أكثر من أسبوعين لاستعادة تكريت جمودًا بعدما عمد مئات من عناصر تنظيم «داعش» المتحصنين في مركز محافظة صلاح الدين إلى تفخيخ «كل شيء» فيها.