في الوقت الذي تمكنت فيه القوات العراقية من السيطرة على سبع قرى بمحيط مدينة الموصل، أمس الأربعاء ، بعد معارك مع داعش. أعلنت مصادر عسكرية مواصلة قوات البشمركة تقدمها في محور بعشيقة. كما بدأت طائرات التحالف الدولي طلعات جوية استطلاعية منذ الصباح على كامل منطقة سهل نينوى، في إشارة إلى قرب بدء القصف الجوي للتحالف على مواقع تنظيم داعش، ما يمكن القوات على الأرض من التحرك تجاه مناطق سيطرة التنظيم في هذه المنطقة. الا أن وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، حذرت من أكبر موجة نازحين منذ انطلاق عملية استعادة الموصل.وأثارت معركة الموصل التي بدأت الأسبوع الماضي، مخاوف من كارثة إنسانية، فيما حذرت الأممالمتحدة من إمكان نزوح أكثر من مليون شخص. كما أثارت عملية تحرير المدينة مخاوف من تجاوزات للميليشيات الطائفية المدعومة من إيران والتي مارست فظائع في المناطق السنية التي جرى تحريرها سابقا. ويحفل سجل «الحشد الشعبي» الشيعي بانتهاكات، ترقى إلى «تطهير عرقي»، بحق السنة، في المدن العراقية المحررة من «داعش»، بحسب منظمات محلية ودولية. واتهمت عدة أطراف سنية عراقية، ومنظمات حقوقية دولية، وحتى الأممالمتحدة، ميليشيا الحشد الشعبي بارتكاب عدة جرائم على خلفية طائفية ضد المدنيين السنة، في المدن المحررة، خلال الفترة ما بين 2014 و2016. وتزداد المخاوف لدى السياسيين العراقيين السنة من تكرار نفس هذه الجرائم، في مدينة الموصل ، التي تعد ثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة بغداد. وتنوعت جرائم «الحشد الشعبي» في المناطق السنية بين التعذيب، والإخفاء القسري، وقتل مدنيين وأسرى تحت التعذيب، ونهب مدن وبلدات محررة قبل حرق ونسف آلاف المنازل والمحال بها. يضاف إلى ذلك تدمير قرى بالكامل، ومنع النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بهدف تغيير التركيبة السكانية لهذه المدن، ولم تسلم مساجد السنة من التدمير والحرق، وكذلك المحاصيل الزراعية. وفيما يلي توثيق لجرائم «الحشد الشعبي» في بعض المدن المحررة من «داعش»، استناداً إلى تقارير من الأممالمتحدة ومنظمات حقوقية غربية ولشيوخ عشائر سنية وتقارير إعلامية: * اتهمت عدة منظمات حقوقية بينها «هيومن رايتس ووتش»، «الحشد الشعبي» بارتكاب عدة جرائم في مدينة الفلوجة في 2016، بعد انسحاب تنظيم داعش منها. ومن بين هذه الجرائم التعذيب والاختطاف والقتل خارج القانون وتدمير المنازل، والغريب في الأمر أن حكومة حيدر العبادي تصر على أن «الحشد الشعبي» لم يشارك في تحرير الفلوجة، * وذكر شهود عيان وأسرى محررين من قبضة «الحشد الشعبي» أن أكثر من 2500 مدني من نازحي الفلوجة سجنوا في معتقلات مجهولة (إخفاء قسري)، وتم قتل العشرات منهم تحت وطأة التعذيب. * في بلدة الصقلاوية (10 كم شمال قضاء الفلوجة) بمحافظة الأنبار، أصدر تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في العراق)، في 09 /06 /2016، بياناً أكد فيه تورط مليشيا «الحشد الشعبي»، بارتكاب «مجزرة المحامدة» التي لقي فيها عشرات الأشخاص حتفهم، واختطاف أكثر من 600 شخص وإخفاؤهم قسراً. * في قضاء الكرمة، بمحافظة الأنبار، اتهمت الأممالمتحدة «الحشد الشعبي» بالتعذيب وانتزاع اعترافات بالقوة، وتنفيذ إعدامات. من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني، أمس الأربعاء، أن ميليشيات الحشد الشعبي بدأت تعزز وجودها إلى جانب قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية في محور الموصل الجنوبي. وفي وقت سابق من أمس الأول، أعلن قيادي في «الحشد الشعبي»، وصول الآلاف من مقاتلي الحشد إلى محور غرب مدينة الموصل (شمالي العراق) استعدادا للمشاركة في المعارك الجارية ضد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي. وأمس الأول، افادت مصادر مطلعة، أن مسلحين من ميليشيا الحشد الشعبي المتخفية بلباس الشرطة الاتحادية، قتلوا خمسة أشخاص من أبناء قرية نعينيعة المحررة في ناحية القيارة، جنوب الموصل، يشتبه بانتمائهم لداعش، حسب الأهالي. وترفض غالبية القوى السُنية المشاركة في العملية السياسية إشراك قوات «الحشد الشعبي» في معارك تحرير الموصل؛ خشية تكرار الأحداث الطائفية التي شهدتها مدينة تكريت (مركز محافظة صلاح الدين/شمالي العراق)، بعد طرد التنظيم. وفي السياق، قال أحد شيوخ ووجهاء عشائر مدينة الرطبة في محافظة الأنبار (غرب)، أمس الأربعاء: إن الحشد الشعبي، قامت بتفجير مسجد وحرقت منازل في الرطبة، عقب استعادة السيطرة على المدينة من عناصر تنظيم داعش. وفي حديث للأناضول، قال الشيخ عاصم الكبيسي: إن «مليشيات الحشد الشعبي قامت بتفجير الجامع الكبير (مسجد)، وحرقت عدداً من منازل المواطنين، وسط مدينة الرطبة (310 كم غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار)». وأضاف الكبيسي، إن «المليشيات قامت بحرق بعض سيارات المواطنين بالرطبة وسرقة بعض المولدات الكهربائية لأصحاب المنازل بعد مداهمتها». وبين الكبيسي، أن «الرطبة تشهد الآن عملية انتقام واسعة من قبل المليشيات ضد أهالي الرطبة بعدما اتهمتهم تلك المليشيات بأن أهالي الرطبة من المؤيدين لتنظيم داعش».