أتمنى من المسؤول أن يمسك لسانه في حال عدم علمه، ولا يستعجل بإفلات اللسان في حال العلم، فلا يصرّح بأي كلام يمثّله شخصيا، في حين يعتقد من يسمعه أنه يمثّل الدولة، بينما لم يكن الدافع لهذا التصريح إلا إثبات الوجود! كما أتمنى ممن يمتلك القدرات التحليلية أن يمسك لسانه فلا يخضع للضغوط ويهدر ما يتميز به، بالمسارعة في الإجابة على أي سؤال يوجه له، حتى ولو لم يكن يملك المعلومة الموثقة التي هي أساس صدق التحليل، فالاجتهادات الشخصية خصوصا ممن يُسمع لكلامه، ويؤخذ به، قد تكون فرصة سانحة للأعداء في توظيفها مما يحذر منه ويحذّر! كما أتمنى من المواطن أن يُمسك لسانه، فلا يشارك في كل هاشتاق يصل إلى الترند، ولا ينشر كل ما يأتيه بدون تأكد ولا تمحيص فهذا البلد مستهدف، وهناك من يستغل أوقات الأزمات لإثارة الرعب، وقد يكون المواطن المخلص، ولكن غير الواعي هو أداته! أمنيات إمساك اللسان هذه، هي من أجل مصلحة البلد الذي يضم الجميع، وفي حال تعرضه لأي خطر -لا قدّر الله- لن يسلم أحد ممن يعيش بين جنباته! في الحديث يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع» وفي الحديث أيضا يقول صلى الله عليه وآله وسلم: «وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون»، والثرثار هو كثير الكلام تكلّفا، والمتشدق هو المتكلم بملء فيه تفاصحا وتعظيما لكلامه، ملك القدرة أو لم يملك، والمتفيهق هو المتكبر الذي يرى الآخرين أقل منه علما وإدراكا! وحين سأل عقبة بن عامر رضي الله عنه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: يا رسول الله! ما النجاة؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك» أتمنى أن ندرك ذلك، ونتوقف عن سيل التحليلات والادعاءات والمزايدات التي ملأت الأرض والجو هذه الأيام، ونتمنى من المسؤول الواعي ألا يكون هو وقود إشعال ما يدمّر بلده! كما أتمنى ألا تغيّب المعلومة الصحيحة، حتى لا يستغل الأدعياء غيابها!