لله أيام وشهور وأماكن وأناس اصطفاهم، ومن شهور السنة فضل سبحانه وتعالى شهر رمضان الذي نعيش نفحاته الطيبة ونجد منحة لتطهير القلب واللسان وليله هدية للقيام والاستغفار، وليس مجال هذه السطور ذكر فضل شهر رمضان فالمساجد ولله الحمد عامرة بالخطب وتذكير المؤمنين وعلى وتيرتها تزخر الفضائيات والبرامج الإذاعية بأحاديث الروح ونفحاتها، ولكن استوقفني وسط هذا الزخم حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأحببت أن أشارككم هذه الوقفة فعن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وأبغضكم إلي، وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة أساوئكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون»، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبرون». يمر رمضان عاما بعد عام نصومه ونقومه ونجتهد في التقرب وكأننا ندخر كل الأعمال الصالحات إلى الشهر الفضيل، وهذا حسن، ولكن.. لماذا تتناقص قرباتنا وطاعتنا بعد وقبل رمضان وفي اعتقادي أن أكثر ما ابتلينا به في زماننا هذا تلك الحالة الظاهرية وتقزيم الدين في ظواهره فهذا مقصر ثوبه فهو ملتزم، وذاك مطول فهو لاه!!، والكل يتكلم وكثير يحسن الخطاب ويعظ بأفضل الوعظ وسوق الأحاديث والاستشهاد بالآيات الكريمة، ولكن في المقابل لماذا نتراجع، لماذا ضعفنا؟ إننا نردد فقط وابتعدنا عن المعايشة لآداب القرآن وتعاليمه، وهدي النبي الكريم وسمته صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن توقفت مع ذلك الخيال الذي أخذني إليه الحديث الشريف «أقربكم مني مجلسا» وتخيلت أين سيكون مكاني منه صلى الله عليه وسلم، عندما تسأل أي مسلم عن حبه للرسول يجيب بعفوية بالغة طبعا أحبه ويصلي ويسلم عليه، ولكن ماذا في مسلكه من مظاهر هذا الحب والاقتداء بأخلاقه. نفحات اللهم اجعل رمضان فرصة لنا لإحياء سنن نبيك، واجعلنا من الأقربين منه مجلسا صلى الله عليه وآله وسلم. خالد بن هزاع بن زيد