استعادت المعارضة السورية السيطرة على مخيم حندرات في ريف حلب الشمالي، وسط سقوط أعداد من القتلى في صفوف الميليشيات الإيرانية في المعركة واعتقال عدد آخر، ويهدف النظام السوري من هجومه المستمر على حندرات إلى قطع طريق «الكاستيلو»، الذي يصفه الأهالي بأنه «الرئة التي تتنفس منها مدينة حلب»، بعد محاولات على مدى الأشهر الماضية، لكن جميعها لم تنجح. وبعد انتهاء التهدئة في حلب، خاضت قوات النظام معارك مع المعارضين شمالي حلب الخميس. وتركز القتال في منطقة حندرات، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر من مقاتلي المعارضة. وذكر المرصد أن قوات النظام شنت هجوما في المنطقة بدعم من ضربات جوية استهدفت حندرات والطريق الوحيد المؤدي إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة. وقالت مصادر من مقاتلي المعارضة إن قوات الأسد سيطرت على بعض الأراضي في البداية، لكن تمت استعادتها في وقت لاحق. بينما تجددت غارات طيران النظام الروسي والسوري امس، واستهدفت مواقع للمعارضة في أطراف مدينة حلب، وأعلنت كتائب المعارضة المسلحة السيطرة على قرية الزارة بريف حمص الشمالي. فيما اعلن الخميس عن دخول مساعدة دولية الى مدينة داريا للمرة الاولى منذ 2012. وبينما انتهت هدنة حلب بعد تمديدها مرتين، وكانت الأخيرة قد أسهمت في تقليص المعارك بشكل كبير إلا أن قصفاً متبادلاً سبق انتهاء الهدنة استهدف أحياء سكنية في الشعار والقاطرجي. أفاد ناشطون بأن طيران النظام نفذ غارات على بلدة دارت عزة ومنطقة الشيخ سليمان ومدينة عندان بالصواريخ في الريف الجنوبي، ما أدى إلى سقوط قتلى من المدنيين وعشرات الجرحى. في غضون ذلك، تحدثت مصادر المعارضة عن وصول إمدادات عسكرية وحشود كبيرة من قوات النظام والقوات الإيرانية من قاعدة حميميم باتجاه حلب، في محاولة للضغط على المعارضة المسلحة وتحقيق انتصارات ميدانية. من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، ان جبهة النصرة وفصائل اسلامية اخرى سيطرت على قرية الزارة بمحافظة حماة بوسط سورية وأسرت مسلحين موالين للنظام، وقال المرصد في بيان صحفي، إن معارك عنيفة تستمر بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وحركة احرار الشام وجبهة النصرة، وفيلق حمص وكتائب اهل السنة واجناد حمص من جهة أخرى، في أطراف ومحيط قرية الزارة التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية، والواقعة بريف حماة الجنوبي على الحدود الإدارية مع ريف حمص الشمالي، بالقرب من محطة الزارة الحرارية، ضمن معركة اسماها الاخير «الثأر لحلب». وأشار المرصد إلى سيطرة جبهة النصرة وفصائل اخرى على القرية بالكامل، وأسر مسلحين موالين للنظام، وسط تنفيذ 3 طائرات حربية بشكل متزامن لغارات مكثفة على مناطق الاشتباك، وإلقاء الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على المناطق ذاتها، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على محيط المنطقة ومواقع تمركز الفصائل في المنطقة. من جهة اخرى اعلن ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان مساعدة دولية ستدخل الخميس للمرة الاولى منذ 2012 الى مدينة داريا معقل الفصائل المقاتلة في الغوطة الغربية في ريف دمشق، والتي يحاصرها جيش النظام السوري. وقال بافل كشيشيك الناطق باسم الصليب الاحمر في سوريا ان «اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري والامم المتحدة ستدخل اليوم (الخميس) المساعدة الانسانية الاولى الى مدينة داريا منذ بدء الحصار من قبل جيش النظام في نوفمبر 2012». الى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عسكريين روسيين وأمريكيين عقدوا مؤتمرا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بشأن تنفيذ مذكرة أمن الطيران فوق سوريا، وأشارت الوزارة في بيان إلى أن قنوات الاتصال تسمح بتقليص خطر وقوع حوادث بين طائرات القوات الجوية الروسية والتحالف الذي تقوده واشنطن.