أعلنت الحكومة السورية أمس أن قواتها استعادت «السيطرة الكاملة» على قرية حندرات الاستراتيجية على أطراف مدينة حلب كبرى مدن شمال البلاد. وجاءت السيطرة على القرية بعد معارك دامت 10 أيام مع فصائل المعارضة التي كانت تحاول منع النظام من إكمال طوقه على عاصمة الشمال السوري. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري إن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة» على منطقة حندرات بريف حلب الشمالي «بعدما قضت على آخر فلول التنظيمات الإرهابية التكفيرية»، بحسب وصف الوكالة التي أضافت أن «الجيش باستعادة سيطرته الكاملة على منطقة حندرات يكون قد قطع أحد أهم خطوط إمداد التنظيمات» المعارضة في مدينة حلب و «القادمة من الجانب التركي عبر طريق الكاستيلو». وتتهم حكومة دمشقتركيا بمساعدة فصائل المعارضة السورية. وأشارت «سانا» أيضاً إلى أن قوات النظام واصلت «عملياتها المركزة والدقيقة في ريف حلب» وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف «الجبهة الشامية» في محيط تلة المضافة الواقعة شمال شرقي مدينة حلب. كذلك أشارت إلى ضربات أخرى استهدفت مواقع المعارضة في محيط مزارع الملاح وبلدة حريتان الواقعة على الطريق الدولية المؤدية إلى الأراضي التركية. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تقدم النظام مجدداً على أطراف حلب الشمالية. وأوضح في تقرير: «تمكنت قوات النظام مدعمة بمسلحين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من استعادة السيطرة على قرية حندرات في ريف حلب الشمالي، عقب نحو 10 أيام من سيطرة مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية والمقاتلة من السيطرة على القرية». وتابع أن سيطرة قوات النظام على القرية جاء في أعقاب «اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة منذ ما بعد منتصف ليل (أول من) أمس حتى الآن مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين ... وسط تنفيذ طائرات النظام الحربية والمروحية عشرات الغارات والقصف بالبراميل المتفجرة على القرية ومحيطها، بالتزامن مع وصول تعزيزات للكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية للمنطقة ... وتضاربت المعلومات حول تمكنهم من معاودة الدخول إلى أطراف القرية». ولفت «المرصد» إلى أن مقاتلاً من «جبهة النصرة» من ريف حلب الجنوبي يدعى «أبو سند الأنصاري» كان قد فجّر نفسه ليلة الثامن من آذار (مارس) الجاري في القسم الجنوبي من منطقة حندرات الذي تسيطر عليه قوات النظام، مشيراً إلى أنه «أوصى في شريط مصور زوجته وبناته الأربع بتقوى الله ومخافته وبارتداء الحجاب وتذكّر غيرته عليهم»، وأوصى المقاتلين أيضاً ب «احترام المهاجرين ورعايتهم وأن يكونوا الأنصار الحقيقيين». وأشار «المرصد» أيضاً إلى اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في محيط قرية باشكوي بريف حلب الشمالي، وإلى سقوط ثلاثة قتلى في غارة للطيران الحربي على بلدة حريتان بالريف الشمالي لحلب. وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، دارت اشتباكات «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الاسلامية وجبهة النصرة من جهة، وتنظيم الدولة الاسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدة صوران اعزاز»، بحسب ما ذكر «المرصد» الذي اشار أيضاً إلى «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية وفصائل داعمة لها، من طرف، وعناصر من كتيبة الشهيد النقيب النمر ومسلحين مقربين منها من طرف آخر، في حي بستان القصر جنوب غربي حلب»، لافتاً إلى أن الاشتباكات أدت إلى مقتل طفل وإصابة آخرين بجروح. وكانت اشتباكات ممثالة وقعت بين الطرفين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفي محافظة درعا، أكد «المرصد» أن «الطيران المروحي قصف ببرميل متفجر بلدة بصر الحرير، وبعدة براميل متفجرة السهول الشمالية لبلدة كفرشمس الواقعة في مثلث ريف درعا الشمالي الغربي - ريف القنيطرة - ريف دمشق الغربي والذي يحاول حزب الله اللبناني مدعماً بقوات النظام ومقاتلين إيرانيين استكمال السيطرة عليه». كذلك أشار «المرصد» إلى قصف قوات النظام مناطق في بلدات وقرى القطاع الأوسط بريف القنيطرة والذي يحاول النظام التقدم فيه للإمساك بعقدة التقاء مثلث محافظاتالقنيطرة ودرعا ودمشق. وفي محافظة دمشق، دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي فصائل إسلامية ومقاتلة من طرف آخر في منطقة مخيم اليرموك لكن لم ترد معلومات عن خسائر بشرية. أما في شرق البلاد، فقد دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في منطقة الجفرة المحاذية لمطار دير الزور العسكري، بحسب ما أورد «المرصد» الذي اشار أيضاً إلى مقتل عنصر من التنظيم «برصاص قناص»، في حين ارتفع إلى 2 هم رجل وطفله عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف الطيران الحربي مدينة الميادين بريف دير الزور.