خسر النظام السوري أمس عشرات من جنوده ومن المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانبه بعدما اضطرته فصائل المعارضة إلى التراجع في المناطق التي كان قد سيطر عليها في ريف حلب يوم الجمعة، وهو أمر كان سيسمح له بإحكام حصاره على الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، أنه «ارتفع إلى 32 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم مقاتلون من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية، الذين قتلوا (أول من) أمس خلال اشتباكات مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضمّ جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام وجبهة النصرة، في منطقة حندرات في ريف حلب». وأضاف أن «الاشتباكات استمرت (أمس) بين الطرفين في منطقة حندرات، وفي قرية سيفات، وسط معلومات عن تقدم مقاتلي النصرة والكتائب في القرية». وتابع أن الطيران الحربي نفّذ غارات عدة على مناطق في طريق الكاستيلو ومناطق أخرى في محيط كتيبة حندرات شمال حلب كما قصف قرية مسقان في ريف حلب الشمالي. كما دارت بعد منتصف ليلة أول من أمس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعّمة بقوات الدفاع الوطني و»حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى على أطراف منطقة النقارين شرق مدينة حلب. وفق تقرير ل «المرصد». وكان «المرصد» قد ذكر الجمعة أن الجيش السوري أحرز تقدماً الجمعة في منطقة حلب، ما يهدّد مقاتلي المعارضة في الأحياء الشرقية للمدينة بحصار كامل. وذكر الإعلام الرسمي السوري، من جهته، أن القوات السورية سيطرت على تلال استراتيجية شمال حلب تشرف على طريق الإمداد الرئيسي لمقاتلي المعارضة من تركيا. وأشار «المرصد»، مساء الجمعة، إلى أن «قوات النظام تحاول تثبيت سيطرتها على التلة الإستراتيجية، محاولة بذلك فرض حصار على الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المقاتلون في مدينة حلب، وذلك بعد سيطرتها على قرية حندرات». وتحدث عن مقتل 28 مقاتلاً معارضاً على الأقل وما لا يقل عن 16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المعركة. وفي محافظة ريف دمشق، نفّذ الطيران الحربي غارات على أطراف المتحلّق الجنوبي من جهة مدينة عربين، كما قتل عنصر من «حزب الله» اللبناني في اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة»، وفق ما ذكر «المرصد». على صعيد آخر، قتل 14 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال على الأقل جراء تنفيذ الطيران الحربي السوري غارتين على مناطق في مدينة دوما في ريف دمشق الجمعة. وفي محافظة درعا الجنوبية، أفاد «المرصد» بأن كلاً من جبهة ثوار سورية وفصائل إسلامية ومقاتلة عدة أعلنت بدء «معركة الفجر وليال عشر» بهدف «تحرير تل الحارة الإستراتيجي، وتحرير مدينة الحارة، وتضييق الخناق على قوات الأسد المتمركزة في مدينة الصنمين، والثكنات المحيطة بها». وجاء الإعلان عن إطلاق المعركة في وقت تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في هذه المناطق، كما قصفت قوات النظام درعا البلد بمدينة درعا وبلدتي طفس واليادودة، بالتزامن مع قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة اليادودة، على ما ذكر «المرصد». وفي إطار مرتبط، أعلنت «قيادة المنطقة الجنوبية»، الجمعة، تشكيل «قيادة الشرطة المدنية» في المنطقة الجنوبية، وفق ما نقلت وكالة «سمارت» عن بيان لقيادة المنطقة الجنوبية على صفحتها الرسمية. وأوضح البيان أن هذا التشكيل يأتي كخطوة أولى «لبسط الأمن في المناطق المحررة». وفي محافظة حمص، أعلن «المرصد» أن الطيران الحربي نفّذ غارتين على مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي. أما في محافظة حماة وسط سورية، فقد جدّد الطيران الحربي قصفه على مناطق في بلدة مورك، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والكتائب الإسلامية في جنوب البلدة. كما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي. وفي محافظة اللاذقية الساحلية، دارت اشتباكات بين قوات النظام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في محيط تلة دورين بريف اللاذقية الشمالي، وفق «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى قصف مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة بلدة سراقب في محافظة إدلب، ما أدى إلى مقتل رجل وسقوط جرحى (مواقع أخرى للمعارضة وضعت رقم القتلى بحدود ستة)، في حين قصف الطيران الحربي أطراف مدينة خان شيخون. وذكرت وكالة «سمارت»، من جهتها، أن اشتباكات اندلعت بين «الجيش الحر» وقوات النظام عند أطراف معسكر وادي الضيف في ريف إدلب إثر محاولة القوّات الحكومية «التقدم باتجاه منطقة سوق الغنم».