الصداقة على موقع فيسبوك لا تعني صداقة في الواقع، بحسب ما أظهرت دراسة جديدة قالت إن أكثر الأصدقاء على هذا الموقع «مزيفون». ووفق ما نقلت مجلة «نيوزويك» الأميركية، أمس الأول، عن معد الدراسة روبين دونبار، أستاد علم النفس التطوري في جامعة أكسفورد، فقد أجرى بحثا تناول مدى ارتباط الصداقة على فيسبوك، مع الصداقة في الواقع. وأشار إلى أن الشخص يمتلك ما معدله 150 صديقا على فيسبوك، لكن البحث أظهر أن 15 منهم يمكن أن يحسبوا «أصدقاء حقيقيين»، و5 فقط «أصدقاء مقربين». وذكر دونبار أن هذه الدراسة تعكس حقيقة أن العلاقة تحتاج إلى لقاءات وجها لوجه من أجل المحافظة على استمراريتها. وأشار إلى أن وظيفة مواقع التواصل هي منع الصداقات من الاندثار مع مرور الزمن. وقال الباحث إن الصداقات لها معدل اضمحلال أو اندثار في ظل غياب التواصل بين الأصدقاء، وربما تشكل مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة من أجل تقليص هذا الاندثار. لكن هذا الأمر لن يستمر في النجاح في حال بقاء غياب التواصل وجها لوجه فترة ممتدة. بدورها، استجابت شركة «فيسبوك» لانتقادات ألمانية، وبدأت حملة في أوروبا لمحاربة «التطرف والكراهية والعنصرية» على الإنترنت رصدت لها نحو مليون يورو. وكان مسؤولون ألمان اتهموا الشركة بأنها «لا تبذل الجهد الكافي لحذف التعليقات العنصرية ومحاربة التدوينات المتطرفة»، على شبكة التواصل الاجتماعي الأولى في العالم، بعد مخاوف من تصاعد التعليقات التي تحث على كراهية الأجانب المرتبطة بتدفق للاجئين. وفي نوفمبر الماضي، أطلق ممثلو ادعاء في هامبورغ تحقيقا بشأن «فيسبوك»، للاشتباه بأن الشركة لا تتخذ خطوات كافية لمنع نشر خطاب الكراهية، حسب صحيفة «دير شبيغل». كما عبر ساسة وشخصيات ألمانية أخرى بارزة عن القلق لتصاعد التعليقات المعادية للأجانب على «فيسبوك» وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تسعى ألمانيا جاهدة لاستيعاب مهاجرين وصل عددهم إلى 1.1 مليون العام الماضي وحده. وردت «فيسبوك» بأنها بدأت حملة لدعم وتمويل منظمات غير حكومية لمكافحة «خطاب الكراهية» على موقع «فيسبوك»، وأطلقت المجموعة التي مقرها الولاياتالمتحدة «مبادرة من أجل الشجاعة المدنية على الإنترنت» في برلين، مدعومة من وزارة العدل وحماية المستهلك الألمانية. وقالت الرئيس التنفيذي للعمليات في «فيسبوك» شيريل ساندبرغ، الاثنين، إن خطاب الكراهية «ليس له مكان على فيسبوك»، وتابعت: «بالمبادرة الجديدة يمكننا أن نفهم ونستجيب بشكل أفضل للخطاب المتطرف على الإنترنت». وأكدت الشركة أنها استأجرت وحدة تابعة لمجموعة «بيرتلسمان» للنشر، لمراقبة وحذف التدوينات العنصرية على منصتها في ألمانيا. ورغم جهود «فيسبوك» تجاه التدوينات والتعليقات العنصرية التي تحض على الكراهية، فإن الشركة مطالبة باستجابة أسرع لحذف الإساءات من الموقع.