لم يعد جديداً أو مفاجئاً أن تقوم إيران بسلوك عدائي تجاه المملكة، فالسلوك الإيراني تجاه المملكة، وتجاه كل عربي يعود لعقدة الفرس ضد العرب منذ يوم ذي قار الذي تحالف فيه العرب وانتصروا على الفرس، وفرح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك النصر، وقال: «هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم، وبي نصروا»، وفي بداية الإسلام كتب الرسول صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى كسرى يدعوه فيه إلى الإسلام : «أسلم .. تسلم»، وحمله إليه الصحابي العربي عبدالله بن حذافة، الذي دخل إلى إيوان كسرى بهيئته العربية المتواضعة، مزهوّاً بعزة الإسلام، وسلّم كسرى كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وبغرور كسرى قال أيكتب لي بهذا وهو عبدي، ومزق كتاب رسول الله، فدعا عليه الرسول: «اللهم مزق ملكه»، وقد قتله ابنه شيرويه وخلفه على الحكم. وتوالت انتصارات العرب على الفرس في معركة القادسية عام 14ه بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويلبس سراقة بن مالك سواري كسرى، وتتحقق بذلك بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم له بلبس سواري كسرى. إن الفرس يكرهون العرب وكل ما هو عربي ففي الخلافة الأموية والعباسية نشروا الشعوبية الفارسية ضد العرب، وفي العصر الحديث يصرون على تسمية الخليح العربي بالخليج الفارسي، ولا يسمحون بدخول كل ما يحمل اسم الخليج العربي إلى إيران، رغم الخطأ التاريخي لتسمية الخليج الفارسي، والشيء بالشيء يذكر وهو أن أحد الأصدقاء كان سعيداً وهو يركب مركباً في شط العرب، الذي تعلمه في المدرسة، فقال فرحاً هذا شط العرب، فوكزه الإيراني غاضباً: « هذا شط مال فارس». مابرح العقل الباطن الفارسي يحمل عقدة انتصارات العرب عليهم، ويحث السلوك الإيراني على المزيد من الغوغاء تحت تأثير جنون العظمة للفرس التي حطمها العرب الأجلاف - في نظرهم -. وللإيرانيين تاريخ من الأعمال الغوغائية فحتى الحرمين الشريفين لم يسلما من غوغائيتهم، ففي عام 1402ه قام الإيرانيون بالتظاهر أمام المسجد النبوي ورفعوا الصور والشعارات، وفي عام 1403ه حاولوا دخول المسجد الحرام بالأسلحة، حاملين منشورات دعائية، وصوراً، وشعارات، وكرروا ذلك في عام 1406ه، وحاولوا في العام نفسه إدخال المتفجرات في مخابئ سرية ل 95 حقيبة للحجاج الإيرانيين، بهدف تفجير الحرم المكي الشريف، أما في عام 1407ه، فقاموا بإحداث فوضى، وشغب غوغائي محاولين اقتحام المسجد الحرام، ولكن حماية الله لبيته الحرام، واستماتة الأمن السعودي للذود عن بيت الله الحرام أفشلت مخططهم، وقد قتل في هذا الحادث 402، وأصيب 649، من الإيرانيين وغيرهم، وتتوالى غوغائيتهم في عام 1410ه في الوقوف خلف قتل الحجاج في نفق المعيصم بمنى، وتمكن الأمن السعودي بفضل الله من الوصول لمنفذي هذه الجريمة وتنفيذ القصاص فيهم، وفي عام 1416ه، كانت إيران خلف تفجير مجمع سكني في مدينة الخبر، وتم مؤخراً القبض على العقل المدبر لهذا التفجير. إن إيران لا تزال تحت وقع الصدمة التي أحدثتها عاصفة الحزم في اليمن، وأذهبت مخططاتها أدراج الرياح، فوجدت في تنفيذ القصاص في 47 إرهابياً فرصة لاستغلال الحدث وتحقيق مكاسب. إن ما قامت به إيران من حرق غوغائيين للسفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، لا يدل على وجود دولة يحكمها نظام ومواثيق وعلاقات دولية تحترم سيادة الدول، بل يدل على أنها جمهورية من الغوغاء. إن قطع العلاقات السياسية والتجارية مع إيران قرار صائب، إذ أنها لا تذعن بغير القوة، بيّض الله وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، قائد الحزم والعزم والحسم، وحفظ الله مملكتنا من كل مكروه.