هل ايران خطر ولماذا ؟ هذا المقال يدور حول السياسة القومية الايرانية ومخططاتها الاستراتيجية القائمة ، وليس عن الإختلاف والصراع المذهبي كما تريده ايران الدولة والثورة وتسعى اليه بكل الوسائل مستخدمة في ذلك المخدوعين التابعين لها من العرب لتحقيق هدفها القومي الذي لاصلة له بالاسلام ولا برسالته ولكنها تستغله بشكل مذهل للتصادم مع العرب. آملاً من قاريء صحيفة طريب الكريم ادراك أن القصد هو المعرفة بالتحليل للبعد الاستراتيجي القومي الايراني الحقيقي بعيدا عن خداعنا بتسويق التدين الباطل في سوق البكائين حتى لا نبتعد عن جوهر المشكلة ثم نصدق أنه إختلاف أو خلاف ديني. صورة العربي في الادب الفارسي بداية لابد لنا من معرفة صورة الإنسان العربي في الادب الفارسي فقد نجد رابطا يتحكم في السلوك السياسي الايراني وفي النفسية الايرانية ومدى تاثير ذلك على طريقة التعامل ونمط العلاقات مع العرب بناء على مايتخيله العقل والفكر الايراني (الفارسي) الذي يتحكم ويدير دفة الحياة السياسية في ايران عبر القرون ، وهنا لابد من التفريق بين العرق الفارسي وبين بقية الشعوب والأعراق الأخرى غير الفارسية التي يتكون منها مجموع سكان ايران ( حوالي 75 مليون). يقول المفكر الايراني والاستاذ بجامعة طهران صادق زيبا كلام خلال حديث لقناة العربية ونشرته على موقعها الالكتروني : اعتقد أن الكثير منا يكره العرب. مبينا أن الفرس ينظرون لغيرهم من الشعوب بنظرة دونية وخاصة العرب . وهذا القول ليس غريبا فالكراهية بُنيت على تراكمات تاريخية وأحقاد دفينة منذ أن حطم العرب المسلمين عرش كسرى ، وعلى هذا الأساس لننظر كيف يصور ألأدب القومي الفارسي الانسان العربي الذي يصفه بأقذع وأسوأ وأبشع الصفات المشينة حيث يراه على انه ذلك : الحافي ، القذر ، الموبوء ، البشع ، صاحب الجلد الأسود، المتعطش للدماء ، القاسي ، المتوحش ، الكريه ، اللص ، آكل النمور والسحالي ، المغتصب ، راكب الجمل ، وائد البنات ، الخادع ، الوحش ، البغيض ، الكاره للآخرين ، البدائي ، الهمجي ، المثير للقرف والإشمئزاز!!. وهذا ليس من عندي بل موجود في ادبهم ! وهذا التصوير وهذه النظرة ايضا ليست غريبة ويمكننا وضعها في سياق أحداث التاريخ إذا ما علمنا أن أغلب من حكموا ايران هم من العرق الفارسي أصحاب هذا الأدب الذين يعتقدون بتفوقهم عرقيا على العرب وهذا الشعور يحاكي بدرجة معينة اليهود وكيف يعتقدون انهم الشعب المختار. الثورة الاسلامية الايرانية تكره العرب أيضا لو تجاهلنا ماذكرناه آنفا ونظرنا الى حقيقة الدور الايراني الثوري بشواهده على الارض منذ قيام الثورة الخمينية الايرانية عام 1979م لوجدناه إمتدادا للعقلية الفارسية الحاقدة على التاريخ العربي منذ مجيء الاسلام ، تلك العقلية التي تشير علناً في عهد الشاه وما قبله الى الفتح الاسلامي لبلاد فارس بالإحتلال العربي! وهذا الشعور لايزال كما هو دون تغيير حتى اللحظة لدى الثورة الايرانية وأصحاب العمائم ولكن بمسحة دينية باطلة ومفتعلة من خلال تقديس أمير المؤمنين علي وبعض ذريته رضي الله عنهم ومعاداة من سواهم من الخلفاء وكبار الصحابة والفاتحين والقادة والتابعين وهم جميعا من سادة وكبار العرب قبل وبعد الإسلام .. وهذا تناقض وازدواجية مذهلة ، والعداء الدائم مبنيا على أحلام إحياء الدولة الفارسية القديمة وعلى أسطورة العظمة الإيرانية إذ يتبين لنا كيف هو الشعور الايراني القومي التاريخي والثقافي المتعصب ضد الانسان العربي بشكل عام وخصوصا عرب الجزيرة العربية التي نزلت على ارضها الرسالة المحمدية الاسلامية الخالدة وانتشرت بجهاد النبي العربي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أصحابه من العرب مما أدى الى زوال إمبراطورية فارس المجوسية وغيرها.. - ليتنا نتنبه لما يعنيه ذلك - ... والسؤال هو هل لذلك تأثيرا على مايجري حاليا في المنطقة من تخريب تقوم به دولة يتحكم بمفاصلها نفس العرق الفارسي القديم ممثلا برجال العمائم الذين يوظفون السياسة القذرة بإحترافية لامثيل لها لإحياء المجد الفارسي الغابر على حساب العرب وبلاد العرب وتخريب كياناتهم ودولهم ودينهم؟ هذه حقائق تثبت أن القومية الفارسية هي أساس منطلقات ايران السياسية التوسعية ولا شأن للثورة الايرانية بالاسلام ولا بآل البيت مهما إدعوا .. ليتنا نتنبه لذلك. الإستعلاء على العرب وإذا ابتعدنا عن الحقائق العلمية والإرث التاريخي المعروف للجميع فهل النظام وقادة الثورة الخمينية الحاليين يتعاملون سياسيا واجتماعيا مع العرب على اساس من الندية والتساوي كجيران وشركاء في المنطقة أوعلى الأقل كدول إسلامية لها تاريخها وحضارتها وكيانها العربي الاسلامي؟ الجواب بالطبع هو بالنفي فالثورة بنظامها وحكامها في ايران ينطلق تعاملهم مع العرب من موقف الاستعلاء الواضح الذي يرى بضرورة التبعية العربية للثورة الايرانية وليس الندية ، كما أن هذه الثورة ورموزها لايرغبون في التعامل مع الدول العربية ككيان واحد تحت مظلة الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي أو منظمة التعاون الاسلامي بل تنتهج سياسة الإنفراد بكل دولة على حدة على اساس انها دولة صغيرة وضعيفة تحتاج لحمايتها وخاصة في الخليج وهذا ماكان يقوله شاه ايران علانية قبل الثورة فقد قال انه هو حامي استقرار الخليج وحكامه!. إيذاء وتهميش العرب وبإستعراض مواقف ايران منذ سيطرة الثورة الاسلامية حتى الآن سنجدها سلبية بالمطلق وعدائية لكل العرب من المحيط الى الخليج من منطلق قومي حضاري ثقافي (ليس دينيا ولا مذهبيا وليس لأجل الاسلام .. ليتنا نتنبه لذلك) وتشتد وطأة ذلك العداء ضد عرب الخليج والجزيرة العربية وحتى يكون هذا الكلام واقعيا ومقنعا سنورد بشكل عام بعض الحقائق التالية : بعد الإطاحة بالشاة وعودة الخميني من المنفى لم يكن إعلان تصدير الثورة الخمينية منذ لحظاتها الأولى المقصود به أي مكان أو أمة في العالم غير العرب والدول العربية فقط وأولها دول الخليج والسعودية واليمن لتغيير انظمتها السياسية ومذاهبها السنية ليس حبا في الاسلام أو غيرةً عليه بل لغرض قومي فارسي ثأري تاريخي .. ليتنا نتنبه لذلك . وهناك حرب الثمان سنوات التي قتل فيها مئآت الآلاف من العراقيين ومن الايرانيين ، والإستمرار في إحتلال ثلاث جزر اماراتية في الخليج والرفض حتى الآن وبعنجهية إجراء أي تحكيم دولي بشأنها وقيام رئيس ايران احمدي نجاد بزيارة جزيرة ابي موسى كأول رئيس يفعل ذلك استفزازا واستهانة. هل نتذكر إرسال الحقائب المحشوة بمواد ناسفة الى مكةالمكرمة مع الايرانيين في حج عام 1985م تقريبا ولكن الله فضح امرها حيث أحبطها رجال الأمن الساهرون، هل نتذكر التشويش على حجاج بيت الله الحرام لسنوات خلت من خلال مظاهرات غوغائية مخالفة لأبسط قواعد الحج وطمأنيتة الحجاج ولم تتوقف تلك المظاهرات التخريبية الا بعد أن وصلتهم الرسالة بأن التعامل مع افراد الحرس الثوري القادمين تحت مسمى حجاج سيكون جادا ورادعا إذا حاولوا تعكير صفو الحج ، وحاليا يكرر بعض المسؤولين الايرانيين ورجال العمائم بأن البحرين أرض تابعة لإيران ، وقيام الثورة الايرانية بإنشاء خلايا ارهابية نائمة تابعة لإيران في دول الخليج ومنها مايسمى بحزب الله الحجاز وأحزاب (لات) آخرى في كل دولة خليجية ، وتكوين خلايا تجسس خطيرة في الدول العربية وتجنيد عملاء لصالح ايران تم اكتشاف أخطرها في الكويت ، والقيام بخلق دويلة بداخل جمهورية لبنان من خلال ميليشيا حزب الله التابع للحرس الثوري والجميع يعرف ماذا أحدث ذلك الحزب من قتل للبنانيين وتخريب للمؤسسات وتكريس الطائفية والمذهبية في ذلك البلد ، ثم لننظر بعين المراقب وتفكير المتأمل ونرى ماذا فعلت إيران وتفعل في كل بلد عربي استطاعت اختراقه والتواجد فوق أو تحت أراضيه بأي شكل ، فقد اضطرت المملكة المغربية الى طردت السفير الايراني بسبب إثارته للقلاقل والتخريب في المجتمع المغربي ومثل ذلك فعلت دولا عربية أخرى ، وكان لإيران يد فيما يدور في السودان فكيف هو حال السودان وحال أراضيه التي مُزقت ، ثم حشرت ايران نفسها في اليمن فكانت النتيجة تحويل بعض السكان الى المذهب الاثني عشري المتطرف (الحوثيين) وخوض الحكومة اليمنية سبعة حروب داخلية معهم كانت نتائجها الآف القتلى والمشوهين وخراب البُنى التحتية ثم قامت بدعم مطالب الجنوب بالانفصال لإيجاد مكان لها مستقبلا على تلك الشواطىء اليمنية المهمة ، ثم أمرت الحوثيين الذين صنعتهم وضللتهم بإحتلال بضعة جبال داخل الحدود السعودية الجنوبية حتى تم طردهم ودحرهم منها بالقوة .. أليس هذا كله عداء لكل أنسان عربي ذنبه أن عربي وأن الله بعث الرسول من العرب وأن العرب هم من نشر الاسلام وحملوا رسالته وحطموا امبراطوريات الضلال وأهمها عرش كسرى؟.. وحاليا ماذا تفعل ايران بالعراق ؟ لقد تعاونت وتوطأت مع أميركا للقيام بغزوه وهي الأن تسيطر على كل مجريات الحياة في العراق سياسيا وأمنيا من خلال استغلال الطائفية وتسليح الميليشيات الشيعية التابعة لها مثل ميليشيا بدر والصدريين وغيرهم ، وليس هذا فحسب بل لقد أصبح العراق بلدا لا أمن فيه ولا وحدة لأراضيه وتحول من دولة عربية عريقة الى عراق طائفي فيه عرب ، وهل يخفى حقد الثورة الايرانية في توقيت إعدام صدام المُعتقل في يوم عيد الأضحى الأكبر دون مراعاة لمشاعر العرب والمسلمين حتى الكارهين لأعمال وتاريخ صدام السيء ، إنه الانتقام والحقد الدفين لكل عربي .. ولماذا تم استبعاد الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي وتهميش دور هاشمي رفسنجاني أحد قادة الثورة وغيرهم من السياسيين الذين أدركوا متأخرين خطورة معاداة العرب ثم المجيء بأحمدي نجاد من عمق الحرس الثوري كرئيس؟ أليس لأن خاتمي ورافسنجاني وتيارهما تقاربا سياسيا واقتصاديا مع العرب وخاصة السعودية استجابة لمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لإبعاد المنطقة عن شبح المشاكل والعداء ، وبعد ذلك تراجعت العلاقات الى المربع الأول. ثم لننظر الى اي توتر يطرأ على العلاقات بين ايران و الغرب وسنجد أن طهران بناء على ذلك لا توجه التهديد والوعيد مباشرة الى واشنطن أو لتل ابيب أو لندن بل مباشرة الى دول الخليج العربية ومصافي النفط ومحطات تحلية مياه الشرب العربية مع استعراض العضلات واجراء المناورات البحرية والتهديد بإطاحة الأنظمة العربية في دول مجلس التعاون الخليجي، وليس هناك دولة في العالم تدعم وتحرض شعب البحرين ضد حكومته غير ايران وهذا أسلوب معلن ، إن الحقد والعداء للعرب الدائم تتجلى صوره ومعالمه بكل وقاحة حاليا في قيام بعض المسؤولين ورجال الدين المقربين من الحرس الثوري والبرلمان من حين لآخر بتوجيه الشتائم الى رموز الإسلام من الصحابة وأم المؤمنين زوج الرسول الصادق الأمين وجميعهم عرب فما هي فائدة النظام الايراني من وراء ذلك؟ وهل هذا على الاقل معقولا كسلوك دبوماسي وسياسي من نظام يحكم دولة بمعنى الدولة ؟!! إنه الحقد والكراهية للعرب.. ليتنا نتنبه لذلك ، هل نسينا التخريب الخطير في شق الصف العربي حين استطاعت الثورة الخمينية بخبث ومكر سياسي وطائفي مقيت من تعميق هوة العداء بين سوريا والعراق لعشرات السنين أي بين الحكم السني في بغداد والعلوي الشيعي في دمشق رغم علمانية النظامين مما أصاب التضامن العربي في مقتل وبالتالي أطال أمد الحرب العراقية الايرانية وإرهاق دول الخليج واستنزافها ومن ثم تحويل الجامعة العربية الى مؤسسة وظيفتها إجراء المصالحات الشخصية بين الأنظمة والقادة العرب بدلا من تطوير الانسان والعقل والفكر وبناء النهضة الشاملة في الدول العربية.. وماذا بعد ؟ استضافة ايران بعض عناصر منظمة القاعدة الارهابية في طهران والقيام بحمايتهم وربما تسهيل عملياتهم ضد بعض الدول العربية وليس ضد امريكا أو اسرائيل، قيام الحرس الثوري بقتل دبلوماسيين عرب معتمدين في طهران ، وإنشاء وتشجيع وتمويل نشاطات التشييع في كل الدول العربية وأهمها مصر وسوريا ، وهل يغيب عن أذهاننا تخريب أي مصالحة فلسطينية داخلية تقترب من النجاح بين حماس وفتح حتى الآن ، أما في سوريا وما يحدث فيها حاليا فأين تقف ايران من كافة الأطراف وماهو دورها الحقيقي بل ماهو مخططها الذي تسعى اليه وهي تقتل بحرس ثورتها واسلحتها الشعب السوري؟ اسئلة كثيرة وغيرها الكثير ، وعلى كل عربي يهمه الأمن العربي الشامل أن يتساءل في المقابل هل تقوم ايران بذلك بناء على التهديد الذي يشكله العرب حاليا ضد ايران ومصالحها وقوميتها ووجودها وثقافتها ومذهبها الديني الذي تتخذه ذريعة ووسيلة ماكرة لتبرير هذه التصرفات المعادية ؟ الإجابة تقول أن الواقع هو العكس تماما فإيران الثورية الحالية جاءت مهددةً للعرب ووجودهم ولاعلاقة لها بالاسلام وهي تسعى الى التحكم بهم والى سلب قرارهم وإرادتهم وتحويلهم الى مجرد نجوم غازية تدور في فلكها ، فهم بنظرها مجرد أعراب وهمج وتجار بترول لا أكثر ! إن هذه هي الحقيقة فليتنا نتنبه.. وعلى من ينكر ذلك النظر الى ماذا تفعل ايران بكل شيء له صلة بالعرب داخل ايران ذاتها ابتدءاً بالعربي المقهور في إقليم عربستان على ضفة الخليج العربي من الشرق الذي غيرت حتى اسمه الى خوززستان ودمرت كل مايمت للعرب فيه بصلة ، وينظر ايضاً كيف تعامل ايران مواطنيها من أصل عربي كمواطنين من الدرجة الأخيرة ، أما الاسلحة التي تستعرض بها ايران صباح مساء في الخليج وتقوم بتضخيمها فلنتساءل هل هذه الاسلحة قادرة فعلا لمقاومة أحد أساطيل اميركا البحرية وبضعة اسراب من قاذفات سلاح الجو ألاميركي الاستراتيجية وبضع مئآت من الترسانة الصاروخية الاميركية الهائلة والدقيقة في إصابة أهدافها؟ وهل يعتقد المخدوعين والعامة من العرب أن ايران لا تدرك تلك الحقائق أو أنها لاتعلم بأن الولاياتالمتحدة الأميركية ملتزمة ومتعهدة رسميا وشعبيا بحماية اسرائيل وبقاءها في فلسطين ما أمكن من وقت حتى لو اضطرت لإستخدام السلاح الذري؟ وهل ايران هي التي ستحرر فلسطين ونحن نعلم وعد الله لنا بنصر المؤمنين الصادقين وليس ألدجالين الكارهين لروح القدس جبريل عليه السلام ولأئمة الاسلام وحملة لوائه ؟؟ إذا ماهي علاقة ضحك إيران على ذقون الشعوب واستغفالها بشعار الاسلام ومحبة آل البيت المزيفة؟؟ إنها مجرد سياسة وإحتيال لغرض جعل العرب السائرون على نهج الرسول الصادق الأمين أعداء دائمين لها والسعي لذلك من خلال المذهبية المصطنعة لإغاضة أولئك العرب واستثارتهم وإستفزاز مشاعرهم الاسلامية والقومية ومن ثم تحريك الجماهير العربية ودولها ضد الثورة الايرانية ونظامها ، هل يصدق أحدا أن يقوم بعض رموز ثورة الخميني بشتم الصحابة وبيت النبي الصادق الأمين وتأليه الخليفة علي رضي الله عنه لمجرد الدين والتدين والاسلام ؟ هذا هراء انهم يكرهون العرب من قبل وبعد الاسلام ، أما الهدف الايراني النهائي والحقيقي فهو إحياء المجد الفارسي الذي إنهار على أيدي العرب منذ أن غرز ربعي بن عامر رمحه في سجاد كسرى الوثير قبل معركة القادسية وحينما سأله كسرى مستنكرا ومتعجبا مالذي حملك على هذه الفعله ؟ قال ربعي رضي الله عنه حملتني رماح قومي ! يقصد قوتهم وصلابة ارادتهم وتحديهم لمن يقف في طريق الدعوة الى الاسلام وهنا تكمن الإجابة على عنوان هذا المقال ... ليتنا نتنبه لذلك.. إذا الواقع مع الاسف عبر التاريخ منذ الفتح الاسلامي ومعركة فتح الفتوح (نهاوند) والقادسية الى قيام الثورة الايرانية الحالية وكل ماقامت وتقوم به ايران في شتى ارجاء الوطن العربي من المحيط الى الخليج هي إجراءات حقد وثأر تاريخي وتهديد خطير ضد العرب ومستقبل وجودهم الديني والسياسي والاقتصادي فليتنا نتنبه لذلك. الخداع والتضليل ومن البراعة الفائقة والمكر استطاعت الثورة الايرانية وساستها من اللعب بعواطف الكثير من العرب من خلال الوعود الاعلامية بإزالة اسرائيل من الوجود وتحرير فلسطين ! ولكن أنظروا ماذا قدمت للعرب ضد اسرائيل ؟؟ لاشيء سوى الشعارات واستيراد الاسلحة من الصهاينة لقتل العرب وتفريق العرب وتمزيق دولهم لتحقيق اهدافها القومية وإعادة مجد دولة فارس وحسب .. أما رفع شعار الاسلام والتمسح به فهل يمكن أن يستقيم ذلك مع تكفير ولعن الخلفاء والفاتحين والرموز العربية الاسلامية التاريخية التي حملت الرسالة الإسلامية ونشرتها في أصقاع الارض بما فيها ايران ؟ أو هل يستقيم ذلك مع مواقف ايران العدائية لجمهورية اذربيجان تلك الدولة الاسلامية ودعم خصمها اللدود جمهورية ارمينيا وهي الدولة المسيحية المحتلة لأجزاء من اراضي اذربيجان ؟؟ يجهل الحقيقة بكل أسف كل عربي لم يدرك بعد أن معاداة إيران لإسرائيل والغرب من على المنابر ووسائل الاعلام وحتى من خلال حزب الله اللبناني التابع لإيران هدفه الحقيقي والوحيد هو حماية وجود الثورة الخمينية الايرانية وإدامة بقاءها وإطالة عمرها بناء على الاحلام القومية الفارسية ومن هنا أخفت برامجها النووية لمدة عشرين عاما حتى تم اكتشافها. كما يخطىء من لايعتقد أن ايران تعتبر بثورتها وأفكارها تهديد خطير موجه ضد العرب على أسس تاريخية وقومية ويجب فهم ذلك جيدا والتعامل معه بنهج وفكر حضاري عربي مضاد موحد وليس على أساس مذهبي لأن هذا ما تتمناه ايران .. ولكن بالفكر المضاد والقوة الشاملة وأهمها القوة السياسية والتقنية سيتم كبح جماح ايران وسيكشف ذلك حقيقة تلاعبها بالاسلام والتمسح به لخداع العرب والعالم الاسلامي من خلال أكذوبة رفع شعارات المستضعفين في الارض ! وعلى كل من انخدع بتلك الشعارات وخاصة أولئك الذين جندتهم ايران من العرب تحت مذهبها أن يتوقفوا قليلا وينظرون الى واقع غالبية الشعب الايراني الجائع الفقير المقهور والمحكوم بسطوة الحرس الثوري وقداسة المرشد وقرب عودة الغائب - عجل الله فرجه - (هكذا يقولون) ليعلم أن من يسحق شعبه ويحكمه بالنار والعذاب والخرافات لن يساعد أحدا خارج الحدود. فهل من مدكر؟. لماذا لايقول القوم نحن عرب والنبي عربي والقرآن عربي والجيوش التي أطاحت بكسرى عربية وسنبقى عربا أحرارا أمناء على الرسالة الإسلامية النقية ولن يخدعنا التضليل وإلهاء الشعوب باللطم والتباكي ونحن نفهم أنها القومية والغل الدفين لديكم ولا يفل الحديد الا الحديد .. أتمنى معرفة نواياهم القومية ومنطلقاتهم الثقافية والعرقية وغاياتهم الحقيقية ومن ثم عدم الانسياق وراء مخططات الشياطين الماكرة وأدواتهم المختلفة بيننا.. ليتنا ندرك ذلك. فلاش: الاسهاب يعتبر إخلالا ولكن العنوان مهم جدا لنا ولكل اسلوبه. والسلام عليكم وعلى هذا الوطن الأصيل وعلى أحفاد الصحابة الفاتحين ورحم الله من وحدنا وبنى مملكتنا الإمام الموحد عبدالعزيز. عبدالله العابسي [email protected]